هل يمكن أن تقع في الحب مع “صوفيا”

12966765_10154042681434120_833989680_n.png

||||

قد تبدو الروبوتات الشبيهة بالبشر مخيفة، لكن يراهن علماء الروبوتات أنها هي المفتاح لمستقبلٍ يتعايش فيه البشر والحواسيب فائقة الذكاء ويعملون جنبًا إلى جنب بل وحتى يطورون علاقاتهم!

 

يتعاون فريق هانسون للروبوتات-Hanson Robotics مع فريق مختبرات هيروشي ايشيجورو-Hiroshi Ishiguro Laboratories لتطوير أكثر الروبوتات شبهًا للبشر على سطح الأرض، والتي يطلق عليها غالبًا (الروبوتات المحاكية لهيئة الإنسان-androids).

 

يقود دايفيد هانسون- David Hanson فريق المهندسين والمصممين الذين أوجدوا صوفيا-Sophia، وهي أكثر روبوتات الفريق تطورًا حتى الآن، والمستوحاة بواسطة أودري هيبورن- Audrey Hepburn وزوجة هانسون، صوفيا ستخبركم أنها فُعِّلت لأول مرة في التاسع عشر من أبريل لعام 2015.

الروبوت صوفي

 قال هانسون – المدير التنفيذي ومؤسس هانسون للروبوتات:”من فضلك، كُوني صديقتي”، فأجابت صوفيا:”هذا عرضٌ مُطِرٍ جدًا”.

جلد صوفيا شبه الحي مصنوع من سيليكون ومسجل كبراءة إختراع، وبإمكانها محاكاة أكثر من 62 تعبيرًا وجهيًا؛ وقد احتوت الكاميرات الموجودة بعينيها على خوارزميات للحاسوب تمكنها من رؤية ومتابعة الوجوه، وتبدو كما لو كانت تُجري إتصالًا بالأعين ومن ثَمَّ تتعرف على الأشخاص. مزيج من تكنولوجيا أبجدية جوجل كروم-Google Chrome للتعرف على الصوت وغيرها من الأدوات تُمَكِّن صوفيا من معالجة الكلام والدردشة واكتساب ذكاءٍ أكثر بمرورالوقت.

 

يعمل هانسون الآن مع (أي بي إم-IBM) و(إنتل-Intel) لبحث دمج بعضٍ من تقنيات كلتا الشركتين.

وفي تصريح لهانسون قال:”هدفنا هو أن تصبح صوفيا واعيةً وخلّاقةً وقادرةً كأي إنسان، فنحن نصمم هذه الروبوتات لكي تخدم في الرعاية الصحية، والعلاج، والتعليم وتطبيقات خدمة العملاء.”

 

يخبرنا هانسون بأنه في يومٍ من الأيام لن تكون الروبوتات قابلة للتمييز عن البشر، فالروبوتات تمشي، تلعب، تعلّم، تساعد وتُكوّن علاقات صادقة مع البشر.

كما أردف قائلًا: “إن الذكاء الاصطناعي سوف يتطور إلى النقطة التي سيصبحون عندها أصدقائنا بالفعل، لا بالطرق التي تقلل من صفتنا البشرية ولكن بالطرق التي تدعمها، والتي تقلل نزعة المسافة بين البشر وفي المقابل تربطنا مع الناس وكذلك الروبوتات.”

 

ويعتزم هانسون الإعلان عن تسعيرة وتوافر روبوته الشبيه بالبشر في وقت لاحق من هذا العام.

وقال: “إن المفتاح لصنع روبوتات تهتم بالبشرهو منحهم وجوهًا شبيهةً بالبشر والتي تمكنهم من جمع البيانات بينما البشر الحقيقون يستكشفون تطبيقات مختلفة للتكنولوجيا، فبإمكان ذلك أن يساعد في منع قطع الإتصال والمخاطر المحتملة بتطور الآلات فائقة الذكاء أو آلات المستوى البشري التي لا تكترث للبشر.”

2

(الجوزاء-Gemini) هو الاسم اللاتيني لكلمة التوأم والأصل في اسم (چيمي نويد-Geminoid)، وهو روبوت قام بتصنيعه هيروشي ايشيجورو-Hiroshi Ishiguro ليكون شبيهًا له، يمتلك Geminoid جمجمةً بلاستيكية وهيكلًا معدنيًا ويتم التحكم به عبر حاسوب خارجي.

كان هدف ايشيجورو من صناعة Geminoid هو دارسة البشر، حيث يعتقد أنهم لا يختلفون كثيرًا عن الروبوتات؛ وعلى حسب قوله: “نحن أكثر استقلاليةً وأكثر ذكاءًا… هذا كل شيء.”

وصرح ايشيجورو أيضًا أنه قام بإنشاء خط روبوتات ذات وظائف عقلية مختلفة، فالروبوتات الأكثر شبهًا بالبشر هي الأنسب لأدوارٍ مثل موظفي الاستقبال بالفنادق، ومرشدي المتاحف السياحيين، ومعلمي اللغة.

وقد كشفت اختباراته الخاصة أن 80% من الناس قاموا بتحية روبوتاته الشبيهة بالبشر قائلين “مرحبًا” في البداية، ظنًا أنهم أناس حقيقيون.

علاوةً على ذلك، يُجِري ايشيجورو اختبارات ميدانية باستخدام روبوتات للتفاعل مع الأشخاص الذين يعانون من الجنون، والأطفال المصابين بالتوحد؛ لمثل هذه الحالات ستكون الأفضلية لروبوت ذي مظهر ميكانيكي.

 

قال ايشيجورو:”هم لا يحبون التحدث إلى البشر أو الروبوتات الشبيهة جدًا بالبشر، ولكن مع نمو الأطفال المتوحدين، فإنهم يتقبلون روبوتات أكثر شبهًا بالبشر.”

 

لايتوقع ايشيجورو أن بمقدور الأسرة المتوسطة شراء Geminoid ويرجع ذلك جزئيًا إلى سعرها الذي يبلغ $100,000، ولكن وصلته بالفعل بعض الطلبات من الباحثين ويأمل جدًا في أن روبوتاته الإجتماعية الصغيرة سوف تشق طريقها نحو العديد من الأُسر خلال العامين القادمين.

 

وقال ايشيجورو: “فمثل (صدى أمازون-Amazon’s Echo) – ولكن أكثر لطفًا – تستخدم هذه الروبوتات عذبة الحديث تكنولوجيا التعرف على الصوت والذكاء الاصطناعي لمحاكاة المحادثة، كمثال حيث يمكن أن تكون مفيدة في التدريس.”

 

فالعديد من الطلاب اليابانيين يناضلون للتحدث بالإنجليزية لأنهم لا يحصلون على ما يكفي من الممارسة.

روبوتات سوتا-Sota المنتجة بواسطة ايشيجورو هي بالفعل في السوق بتكلفة $500، بينما تطرح أضخم شركات الإتصالات اليابانية إن إن تي-NNT روبوتات الويب bot ذات 11 بوصة وتمكين صوتي بشكٍل ابتدائي في دور المسنين.

 

يتم توصيف سوتا كواجهة ل (إنترنت الأشياء-Internet of Things)، ما يمنح  مستخدميها المراقبة والتحكم في أي جهاز متصل مثل التلفاز وراصد معدل ضربات القلب.

وأدلى بعض الخبراء بأن الاستخدام الأساسي للروبوتات هو رعاية المسنين وهي حاجةٌ مُلحّة تنفرد بها اليابان، مما دعى براين جيركي-Brian Gerkey – المدير التنفيذي لمؤسسة الروبوتات مفتوحة المصدر أن قال:”ليست هناك بعد بيانات كافية تشير إلى أن بناء الروبوتات الشبيهة بالبشر هو الطريق الصحيح لصناعة مقدمي الرعاية؛ فهناك إدعاء يقول أنه من أجل أن تكون الروبوتات مقبولة كراعية يجب أن تبدو مثل الناس وأعتقد أن سؤالًا كهذا لايزال بحاجةٍ إلى إجابة، قد يكون هذا صحيحًا في اليابان ولكن ليس في غيرها من الأماكن، وحتى قد لا يكون صحيحا في اليابان.”

 

وقال جيركي: “هناك حجة لوجود الروبوتات الشبيهة بالبشر في البيئات التي تم تصميمها للبشر، من خلال وضع الروبوتات على عجلات بحيث يمكنها الوصول إلى أي مكان مسموح به لكرسي متحرك، ولكن لا يتضح ما إذا كانت تلك الروبوتات في حاجة إلى وجوه بشرية؛ فشئ كهذا من السهل للغاية أن يسير على نحو خاطئ، وأنا لم أر أي شخص محقًا بشأنه.”

 

ويشير تأثير (الوادي الغريب-Uncanny valley) إلى التراجع في الاستجابة العاطفية التي تحدث عندما يصادف البشر شيئًا ما يبدو تقريبًا كإنسان لكنه فقط يفتقر إلى البصمة.

كما ذكر جيركي:”من السهل جدًا الوصول إلى نقطة حيث يبدو نوعًا ما مثل الإنسان لكنه مخيف وليس مثاليًا تمامًا، وكنتَ لتصبح أفضل حالًا لو أعطيناه مظهرًا أكثر تجردًا”

 

يتوقع جيركي أن هذا الخوف سوف يتاورى عن الأنظارعندما يبدأ الناس في التفاعل مع الروبوتات، وعلى لسانه:”فلدى الناس الكثير من المخاوف حول الروبوتات كالاستيلاء على كل الوظائف أو تدمير الإقتصاد أو رفع هذه المخاوف وقتلنا جميعًا، أعتقد أن هذه المخاوف مبالغ فيها لا ريب.”

المصدر: من هنا

ترجمة وإعداد: محمد سلامه

مراجعة: David Yanni

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي