هل يمكن للمال أن يشتري السعادة

مال

المال والسعادة

جرت العادة على أن المال لا يشتري السعادة، تباينت الأقاويل والآراء بشأن هذه النقطة، ولكننا نستعرض هنا بالدلائل الإحصائية أنه بالفعل لا يمكن للمال أن يشتري السعادة.
فلتنس ما قاله لكَ أبويك أو ما عرفته من دينك أو من أدلة المساعدة الخاصة بك: بأن المال يمكن أن يشتري السعادة، هذا ما تم استخلاصه عبر المكتب الإحصائي المحلي بالمملكة المتحدة من خلال تحليل بيانات العديد من استبيانات الأسر حول الثروة والرفاهية الشخصية.

وهنا يتم عرض الاستنتاجات المختلفة بشأن تأثير المال على السعادة،وهنا يأتي رأي مناصر لفكرة أن المال يمكن أن يشتري السعادة، فقد صرح مكتب الإحصاءات المحلي في ورقة نشرت يوم الجمعة أنه كلما زادت ثروة الأسر، كلما زاد الرضا عن الحياة والشعور بالقيمة والسعادة وقل القلق.
وفي الواقع، هناك نوع معين من المال له تأثير كبير على الرفاهية وهي صافي الثروة المالية، التي يمكن تكون في شكل أسهم أو أوراق مالية أو مال مودع في البنوك أو المال المخبأ تحت البلاطة. ومع ذلك ليس على جيل الإيجار – الشباب الذين يبذلون قصارى جهدهم لإيجاد مأوى تحت السلم ليسكنوا فيه- أن ييأس.
بينما الاستنتاج الآخر يصرح بأن لا علاقة للمال بزيادة مستوى السعادة أو الرفاهية، حيث وجد مكتب الإحصاء أن زيادة الملكية أو ثروة التقاعد الشخصية لا تؤدي إلى زيادة ملموسة في الرفاهية. وأن مستويات دخل الأسرة مقارنة بالأصول المملوكة كانت أكثر قوة منها.
ومن المثير للدهشة أنه على الرغم من أن امتلاك التحف واليخوت والسيارات الفارهة ومجموعات الطوابع القيمة قد يدفع البعض إلى الغرور، وجد مكتب الإحصاء أنها ليست لها علاقة وثيقة بالرفاهية، مما يدحض النظرية القائلة «أن تبكي في سيارة فيراري أجمل بكثير من أن تبكي على مقعد في حديقة»

وعندما طلب مكتب الإحصاءات من الأفراد تسجيل معدل الرفاهية الخاص بهم من 0-10، من خلال مجموعة من الأسئلة من قبيل إلى أي مدى هم راضون عن حياتهم وهل الأشياء التي فعلوها جديرة بالاهتمام؟! تم مقارنة هذه الإجابات مع الدخل والثروة لكل أسرة باستخدام نموذج إحصائي للسيطرة على المتغيرات مثل الجنس أو العرق، لمعرفة ما إذا كان أثر الثروة أو الدخل  على الفرد على حد سواء أم خلاف ذلك.
وقد ذكر المكتب الوطني الإحصائي أنه على ثقة من أن العلاقات التي تصف ذلك معنوية وذات دلالة إحصائية، أي أن هذه المتغيرات – الجنس أو العرق- لها تأثير. ونلاحظ أن هذا التقرير هو أحدث ما تعرض لنقاش ما إذا كان الدخل المطلق أو النسبي والثروة متعلقين بتحسين الرفاهية أم لا.

ولقد حاول الاقتصاديين بيتسي ستيفنسون وجوستين ولفرز العثور على أدلة تدعم فكرة أن ما يهم بالنسبة للرفاهية هو كيف مقارنة مستواك مع مستوى من حولك – أو بعبارة أخرى، مواكبة الجيران. ولكنهم فشلوا في إيجاد هذه الدلائل.
وبعد النظر إلى العديد من البلدان والنظر أيضاً إلى تعريفات عديدة من الرفاهية والاحتياجات الأساسية، خلصوا إلى أن: «إذا كان هناك نقطة تمسى أقصى إشباع ممكن [في حالة انقطاع صلة الدخل بالرفاهية]، فنحن الآن بصدد الوصول إليها».

ونخلص من ذلك إلى أن هناك أمور أهم من المال تؤثر على السعادة والرفاهية وهي أشياء هامة وأكثر واقعية، فبالنسبة لصانعي السياسات، وجدوا أن الدول التي تتمتع بنمو اقتصادي أسرع من غيرها، ​​شهدت أيضاً في المتوسط، المزيد من النمو في معدل الرفاهية لديها.
وفي عام 2006، حث ديفيد كاميرون الإحصائيين للتركيز على المزيد من الحلول والطرق البديلة لقياس جودة الحياة. حيث قال «الرفاهية لا يمكن أن تقاس بكمية المال المملوك أو المتداول في الأسواق» والدليل على صحة كلامه، أن الإحصاءات الجديدة التي نتجت عن تنفيذ سياسته، تسير في الاتجاه الصحيح.

وتعتقد الاقتصادية ديان كويل -مؤسسة الاقتصاد التنويري- أنه يجب أن يتم تركيز الإحصائيات علي الخروج بنتائج ملموسة. وقالت: «أنا لا أعتقد أنه يجب علينا قياس السعادة على الإطلاق، لأنه ليس تدبير سياسي مؤثر، حيث لم يكن لدى الحكومة الإمكانيات والوسائل التي تؤثر بسهولة السعادة، بل ينبغي أن تركز على الأشياء التي يمكن لها أن تفعلها، مثل العمل أو الإنفاق على الصحة العقلية»

ويتضح من الأعمال السابقة من قبل مكتب الإحصاءات أنها قد أثبتت أن معدل الصحة الجيدة، ونوع العمل والعلاقات الشخصية لهم تأثير قوي على مستويات الرفاهة الشخصية. فعلى الأقل أول معدلين يمكن للحكومة أن تفعل شيئاً بشأنهما.
وإذا كنت غير مقتنع باستنتاجات مكتب الإحصاءات ، فقد تتفق إذن مع رونالد ريغان، عندما قال: «المال لا يشتري السعادة، ولكنه بالتأكيد سوف يجعلنا نحتفظ بذكريات أفضل»

 

إعداد: Amal Hussein
تصميم: Bothaina Mahmoud
المصدر: http://sc.egyres.com/tLJ7z

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي