ورم العصب السمعي (Acoustic neuroma)، أو يُعرف أيضّا بالورم الشفانيّ الدهليزيّ (Vestibular schwannoma) هو ورم حميد (غير سرطاني) نادر، يحدث ورم العصب السمعي في خلايا الشوان الموجود بالطبقة المحيطة بالعصب القفحي الثامن. يمتد هذا العصب من الأذن الداخلية حتى المخ، وهو المسؤول عن السمع والاتزان.
على الرغم من عدم وجود نمط محدد لظهور أعراض هذا الورم، إلا أن ضعف أو فقدان السمع في إحدى الأذنين هو أول الأعراض في 90% تقريبًا من الحالات. تشمل الأعراض الشائعة أيضًا رنين الأذن (طنين الأذن) والدوخة وفقدان التوازن. تظهر الأعراض نتيجة ضغط الورم على العصب القفحي الثامن؛ مما يؤدي لخلل في نقل الإشارات العصبية منه إلى المخ. لا يُعدَّ ورم العصب السمعي ورم خبيث (ورم سرطاني) فهو لا ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، ولكن لا يزال سبب المرض غير معروف.

أعراض ورم العصب السمعي

بعض المصابون بالمرض لا يظهر عليهم أي اعراض، خاصةً المصابون بورم صغير الحجم، وعلى الرغم من ذلك يمكن لورم صغير أن يكون له أعراض واضحة وذلك يعتمد أيضًا على مكان الورم.

ينمو الورم بشكل بطيء ويمكنه أن يسبِّب العديد من الأعراض عن طريق الضغط على العصب القفحي الثامن. فقدان السمع في أحد الأذنين و غالبًا يكون فقدان السمع تدريجيًا ولكن في حالات نادرة يحدث فقد السمع فجأة. في بعض الحالات قد تتغيّر حاسّة السمع بين الضعف ثم التحسُّن ثم الضعف مرة أخرى، أيضًا قد يصاحب فقدان السمع وجود طنين في الأذن، وشعور بامتلاء الأذن.

أيضًا قد تظهر الدوخة والدوار وعدم الاتزان وقد يحدث ذلك أحيانًا حتى قبل ظهور الضعف في السمع، ولكن لأن الورم ينمو ببطء شديد، غالبًا ما يستطيع الجسم تعويض معادلة مشاكل التوازن. وفي بعض الأحيان يصبح كبير كفاية ليضغط على الأعصاب الدماغيّة المجاورة مسبِّبًا أعراض أخرى، مثل ضعف أو شلل عضلات الوجه، أو تنميل في الوجه والشعور بالوخز، أو صعوبات في البلع.

يضغط الورم في بعض الحالات على جذع الدماغ مُسبِّبًا مشاكل في التدفق الطبيعي للسائل النخاعي بين المخ والحبل الشوكي، مما يؤدي الى تراكم السائل في الجمجمة مُسبِّبًا ظاهرة تدعى استسقاء الرأس، والتي تُسبِّب ضغطًا على أنسجة المخ لتظهر أعراض جديدة مثل الصداع وعدم القدرة على تنسيق الحركات الإرادية وفي بعض الحالات النادرة جدًا وإذا لم يتم علاجه يمكن أن يؤدي هذا الضغط لمضاعفات تُهدِّد الحياة.

أسباب ورم العصب السمعي

يظهر في معظم الحالات بلا أي سبب واضح حيث لم يتم التعرُّف على السبب المباشر لظهور الورم حتي الآن، ولا توجد أيضًا عوامل خطورة واضحة لهذا المرض. لكن هناك بعض عوامل الخطورة المحتملة مثل التعرُّض لإشعاع في منطقة الرأس والرقبة مثلًا لعلاج سرطان، أو التعرُّض لأصوات مرتفعة لفترات طويلة. و لا يزال جاري البحث لمعرفة عوامل الخطورة لهذا المرض.

في فئة صغيرة من المرضى، يظهر الورم مصاحبًا لخلل جيني نادر يعرف بالورم العصبي الليفي من النوع الثاني (Neurofibromatosis type II)، في هذه الفئة من المرضى يكون الورم في كلا من الأذنين وليس في جهة واحدة كباقي المرضى.

المصابون

يصيب ورم العصب السمعي النساء بصفة عامة أكثر من الرجال، كمان أن أغلب الحالات تظهر بين الثلاثين والستين من العمر، ومن النادر جدًا ظهوره في مرحلة الطفولة، يُقَدَّر أن الورم يصيب تقريبًا شخص واحد من كل مئة ألف شخص، توجد بعض الاختلافات العرقيّة، فالسود والأمريكيون الأسيويين لديهم معدلات أصابه أقل من الأمريكيين البيض. يُشخّص حوالي  2500 مريض جديد بالمرض كل عام، يتزايد عدد الحالات المُكتشفة في الفترة الأخيرة نتيجة تحسًّن القدرة على اكتشاف الأورام صغيرة الحجم، على الرغم من أن العديد من المرضى يظلون بلا تشخيص نتيجة عدم ظهور أعراض، ولذلك من الصعب تحديد النسبة الحقيقيّة للمرضى.

تشخيص ورم العصب السمعي

يتم التشخيص عن طريق فحص شامل للمريض، والتاريخ المرضي له والأعراض المميزة وبعض الاختبارات الخاصة المتخصصة. من هذة الاختبارات اختبارات خاصة بالسمع وعمل أشعة مقطعيّة وتصوير مقطعيّ محوسب (CT) وأشعة رنين مغناطيسيّ. وهناك أيضًا اختبارات للتوازن. عادةً ما تكون أشعة الرنين المغناطيسي هي الاختبار الأكثر دقة لتأكيد الإصابة بالمرض.

علاج ورم العصب السمعي

العلاج قد يتضمن فقط الملاحظة إذا كان الورم صغير وغير مُسَبٍّب لأي أعرض، أو قد يحتاج التدخُّل الجراحيّ لإزالة الورم، او استخدام العلاج الإشعاعيّ لإيقاف نمو الورم.