10 كتَّاب أفارقة معاصرين عليك معرفتهم

افريك

10 كتَّاب أفارقة معاصرين عليك معرفتهم|||||||||||

في قارة تتنوع فيها الأعراق والثقافات كقارة (أفريقيا) سيكون من الطبيعي أن يكون عالَم الأدب بها متنوعًا كذلك وله العديد من الأوجه؛ فهو يناقش قضايا سياسية وثقافية عديدة، ابتداءً من قضايا (النسوية) (Feminism) وحقوق المرأة حتى قضية هوية البلدان في مرحلة ما بعد الحرب أو الاستعمار. اليوم نقدم لكم قائمة ببعض أفضل الكتَّاب المعاصرين من قارة (أفريقيا).

 

(تشينوا أتشيبي – Chinua Achebe)

يُعد الأديب النيجيري (أتشيبي) أحد أشهر الكتاب المحبوبين على مستوى العالم؛ فقد أخرج للعالم بعض أكثر الأعمال استثنائية في القرن السابق، وتُعد رواية (الأشياء تتداعى- Things Fall Apart) والتي صدرت عام (1858) هي أشهر أعماله، الرواية التي تُعد وصفًا ثوريًا للصراع القائم بين القيَم القبلية التقليدية وآثار الحكم الاستعماري، وكذلك للتوتر والشد والجذب بين قضيتي (الذكورية) و (النسوية) في المجتمعات الذكورية المتشددة. كان (أتشيبي) ناقدًا مشهورًا أيضًا، وعُرف بنقده الشديد لرواية (قلب الظلام- Heart of Darkness) والتي نشرها الأديب الإنجليزي (جوزيف كونراد- Joseph Conrad) عام (1899)، حيث اتهم (أتشيبي) الرواية بأنها غارقة في العنصرية من خلال طريقة تناولها للقارة السمراء وشعبها.

 

(شيماماندا نغوزي أديشي – Chimamanda Ngozi Adichie)

وُلدت (شيماماندا) في (نيجيريا) عام (1977)، وهي تُعد كاتبة من الجيل الجديد للكتاب الأفارقة الذين يأخذون الأدب إلى مرحلة جديدة. تعتمد أعمالها بشكل أساسي على الشخصيات كثيرة الطباع وتتأثر طريقة سردها بأصولها النيجيرية وبالأحداث السياسية والإجتماعية، وتُعد رواية (نبات الخطمي الأرجواني) أو (Purple Hibiscus) والتي صدرت عام (2003) روايةً تربوية تصف فيها حياة (كمبيلي- Kambili) وعائلتها أثناء الانقلاب العسكري في البلاد، ولكن أحدث أعمالها هي رواية (أمريكانا- Americanah) والتي نشرتها عام (2013) والتي قامت فيها بتصوير رائع لحياة المهاجرين النيجيريين والعلاقات بين الأعراق في (أمريكا) و (العالَم الغربي). قوبلت أعمال (أديشي) بنجاح ساحق ورُشحت وفازت بالعديد من الجوائز بما فيها (الجائزة النسائية للروايات الخيالية) (Orange Prize) والجائزة الأدبية الشهيرة (البوكر- Booker Prize).

 

(أي كوي أرما – Ayi Kwei Armah)

تُعرف روايات الكاتب الغاني (أرما) بتصويراتها القوية والحادة التي تنتقد الخراب السياسي والإحباط الجماعي في بلاده، والتي يصيغها من منظور الفرد في المجتمع. تأثرت أعماله بدرجة كبيرة بالفلاسفة الوجوديين الفرنسيين مثل (جان بول سارتر- Jean Paul Sartre) و (ألبير كامو- Albert Camus)؛ لذا فإن أعماله كانت تتحدث عن اليأس والإحباط واللاعقلاينة، وتُعد روايته الصادرة عام (1968) (الأشخاص الرائعون لم يولدوا بعد- The Beautiful Ones Are Not Yet Born) هي أشهر أعماله والتي تدور حول شخص ليس له اسم يحاول جاهدًا فهم نفسه وموطنه في عقب الاستقلال.

 

(ميرياما با – Mariama Bâ)

تُعد (ميرياما) واحدة من أكثر الكتاب الأفارقة تأثيرًا؛ فهي معروفة بكتاباتها القوية التي تتحدث عن (النسوية) والتي تتصدى فيها لانعدام المساواة بين الجنسين، الشيء الذي تقوم به في موطنها (السنغال) بل حتى على مستوى القارة بأكملها. عانت (با) نفسها من تلك التحيزات والتحاملات ضد المرأة، فقد كافحت كثيرًا حتى تحصل على حقها من التعليم، الأمر الذي كان يتعارض مع تقاليد عائلتها، كما أنها في مرحلة ما وجدت نفسها مُلزمة برعاية أبنائها التسعة بعد طلاقها من شخصية سياسية بارزة، لكنها تمكنت من تحويل غضبها وإحباطها من النظام القائم على السلطة الأبوية والذكورية إلى طاقة كبيرة تُخرجها في أعمالها الأدبية، فروايتها (خطاب طويل للغاية- So Long A Letter)، والتي نشرتها عام (1981) قد صوَّرت قوة بطلة الرواية وعجزها على حدٍ سواء في حياتها الزوجية وفي المجتمع بشكل عام.

 

(نور الدين فرح – Nuruddin Farah)

وُلد (نور الدين) في الصومال عام (1945)، ولقد كتب العديد من المسرحيات والروايات والقصص القصيرة، الأعمال التي تدور جميعها حول حياته وتجاربه في موطنه. حملت روايته الأولى، والتي صدرت عام (1970)، عنوان (من ضلع أعوج- From a Crooked Rib)، العنوان الذي أخذه من المَثَل الصومالي «خلق الله المرأة من ضلع أعوج، ومن حاول إقامتَه، كسَرَه»، وكانت بمثابة تعليق على معاناة المرأة في المجتمع الصومالي من خلال تصويره لفتاة تم إجبارها على زيجة ليست سعيدة فيها. وتتميز أعماله التي نشرها بعد ذلك بكونها كانت تحمل نفس السمات التي تتعلق بانتقاد المجتمع وتناول موضوعات أخرى كالحرب وهوية البلاد بعد انتهاء الاستعمار.

 

(أميناتا فورنا – Aminatta Forna)

وُلدت (أميناتا) بمدينة (غلاسكو) (Glasgow) في (اسكتلندا)، ولكنها تربت في موطنها الأصلي (سيراليون). استطاعت (فورنا) جذب الاهتمام بها بعدما نشرت مذكراتها عام (2003) والتي كانت تحمل عنوان (الشيطان الذي رقص على الماء- The Devil That Danced on Water) والتي حكت فيها، بصورة جريئة على نحوٍ استثنائي، تجارب عائلتها التي عاشت في (سيراليون) التي مزقتها الحرب، وخاصة مصير والدها المأساوي الذي لاقاه عندما كان ينشط كمعارض سياسي. استمرت (أميناتا) بعد ذلك في كتابة العديد من الروايات التي لاقت استحسانًا على المستوى النقدي، فقد وضعت في روايتها (ذاكرة الحب- The Memory of Love) والتي صدرت عام (2010) قصصًا شخصية عن الحب وفقدانه ولكن في وإطار أوسع وهو الخراب الذي حل بوطنها بسبب الحرب الأهلية بها، الرواية التي تم ترشيحها لجائزة (الجائزة النسائية للروايات الخيالية- Orange Prize for Fiction).

 

(نادين غورديمير – Nadine Gordimer)

تُعد (نادين) واحدة من أكثر الكاتبات غزارة في الإنتاج الأدبي في عهد (الأبارتايد) أو (الفصل العنصري) (Apartheid era)، فأعمالها كانت تتناول القضايا الاجتماعية والأخلاقية والعرقية في هذا الوقت في موطنها (جنوب أفريقيا). وعلى الرغم من حصولها على جائزة (نوبل) في الأدب تقديرًا لمهاراتها المذهلة في تصوير مجتمع مليء بالنزاعات العرقية، إلا أن أعمالها الأكثر شهرة وإثارة للجدل تم حظرها في بلادها لجرأتها في التعبير عن رأيها المضاد للأنظمة الحكومية القمعية في ذلك الوقت. قامت في روايتها (ابنة البرجر- Burger’s Daughter) بسرد المعاناة والصعاب التي تواجه مجموعة من النشطاء في قضية مناهضة الفصل العنصري، الرواية التي قرأها الزعيم الأفريقي الشهير (نيلسون مانديلا- Nelson Mandela) سرًّا أثناء فترة اعتقاله في (جزيرة روبن) أو (Robben Island).

 

(آلان مابانكو – Alain Mabanckou)

وُلد (آلان) في (جمهورية الكونغو) وكتب أعماله في (فرنسا)، أعماله المعروفة بكونها أعمالًا ذكية شديدة السخرية والتعمق في النقد الاجتماعي لكلٍ من قارة (أفريقيا) وكذلك المهاجرين الأفارقة في (فرنسا). تركِّز رواياته على الأشياء الملفتة للنظر والمثيرة للدهشة، وكثيرًا ما يجعل أحداثها مرتكزة على مجموعة من الشخصيات مثل رواية (الزجاج المُحطَّم- Broken Glass) والتي تحكي قصة مُعلِّم كونغولي سابق وعلاقاته مع الناس في الحانة التي يتردد عليها، وكذلك رواية (البازار الأسود- Black Bazar) والتي حكى فيها تفاصيل العديد من التجارب للمهاجرين الأفارقة الذين يترددون على حانة أفروكوبية.

 

(بن أوكري – Ben Okri)

كانت طفولة (بن أوكري) منقسمة بين (إنجلترا) وموطنه (نيجيريا)، ولكن تلك التجربة التي حدثت له وهو في سن صغير شكَّلت مستقبله في عالم الكتاب بصورة كبيرة. وتُعد رواياته الأولى والتي لاقت استحسانًا كبيرًا مثل رواية (الزهور والظلال- Flowers and Shadows) الصادرة عام (1980) وكذلك رواية (المناظر الطبيعية بها- The Landscapes Within) الصادرة عام (1981) بمثابة انعكاسات للخراب الذي ألحقته الحرب الأهلية بالبلاد والتي كان (أوكري) معاصرًا لها. كذلك رواياته التي أصدرها بعد ذلك لاقت نفس المديح مثل الرواية التي نُشرت عام (1991) (شارع الجوعى- The Famished Road) والتي تحكي قصة (أزارو) الطفل المُفعَم بالحياة، الرواية التي تُعد خليطًا ساحرًا من الواقعية وتصوير عالم الأرواح والتي فاز عنها بجائزة (البوكر).

 

(نغوجي وا ثيونغو – Ngugi wa Thiong’o)

يُعد الأديب الكيني (ثيونغو) أحد أهم الكتاب الأفارقة والأكثر تأثيرًا في فترة ما بعد الاستعمار. بدأ مسيرته في عالم الكتابة بروايات كتبها باللغة الإنجليزية، إلا أنها كانت تتحدث عن الفرد والمجتمع في فترة ما بعد الاستعمار في (أفريقيا) وتتحدى السلطات والثقافات الاستعمارية. سجنته الحكومة لأكثر من عام بدون أن تقوم حتى بمحاكمته بتهمة عرضه لمسرحية سياسية مثيرة للجدل، وبعد إطلاق سراحه صار يكتب أعماله بلغات موطنه (الكيكويو) و (السواحيلية)، الأمر الذي كان يستخدمه كأداة تدل على انتهاء تأثير الاستعمار على طريقة تفكير وثقافة الكتاب والقراء الأفارقة.

 

ترجمة: أحمد فهمي

المصدر

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي