أكون أو لا أكون: قتلَة متسلسلون بدوافع فلسفية!

14383528_899305570176038_1459829756_n

أكون أو لا أكون: قتلَة متسلسلون بدوافع فلسفية
بعض السفاحون تحرِّكهم دوافع فكرية، وآخرون يتبعونهم لاحقًا…

«ألكسندر بيشوشكين-AlexanderPichushkin»السفاح الروسي، والمعروف أيضًا باسم «قاتل رقعة الشطرنج»، أعلن مؤخرًا خبرًا عن خطبته لواحدة من مُعجبيه. في المُقابلات التي أُجريَت معه، أضافبيشوشكين أنه الآن يستغل وقته في السجن للقراءة في الفلسفة، وقد جعلني هذا أُفكِّر بقتَلة متسلسلين آخرين كان لديهم مثل هذه الذرائِع الفكرية.
في عام 2007م تمت إدانة بيشوشكين بارتكاب 49 جريمة قتل بالإضافة إلى 3 محاولات قتل أخرى! وقد كان مُتعنتًا جدًا لارتكاب 11 جريمة أيضًا لأنه أراد تحطيم الرقم القياسي، الذي حققه ابن بلده القاتل الخطير «أندريه شيكاتيلو-AndreiChikatilo»، وهو 52 إدانة لـ 56 ضحية!بيشوشكين كان يهدف إلى 64 جريمة قتل، وهوعدد المربعات في رقعة الشطرنج، ومن هُنا كان لقبه المعروف إعلاميًا.

حاليًا يقضي بيشوشكين حُكمه المؤبَّد بالحبس الانفراديفي «مستعمرة البومة القطبية – Polar Owl penal colony»، وعلى ما يبدو أن خطيبته تستمتع برسائله التي يصف فيها كيف قام بقتل ضحاياه باعتباره «يد الإله». وبصرف النظر عن مُهمته تلك، يدَّعي بيشوشكين أنه «ضد القتل»، فهو يرى أن أفعاله الشخصية استجابةً لأمر إلهي.

يقول بيشوشكين: «في حالتي، التوبة أو الندم ليست فقط غير ضرورية، ولكنها غير جائِزة! لقد قتلت لأنه لم يكن لدي خيار آخر». وأضاف أيضًا: «من المثير للرثاء في حياة السجن أنها مليئة بالأيام الرمادية، الصعب في الأمر هو عدم استطاعتي أن أكون مسئولًا عن نفسي»، ثم يُكملك بشكل فلسفي: «لقد درَستُ الحياة، ولو كان باستطاعتي أن أُحسِّن فترة طفولتي وشبابي لما كنت قد ارتكبت الجرائم، فلن يكون هذا ضروريًا حينها». ويقول أيضًا: «عائلتي كانت طبيعية بشكل أساسي على الرغم من وجود بعض الصعوبات، لقد كان المجتمع هو السبب في تدميري». أما بخصوص جرائمه، فقد قال: «في جميع الأحوال لقد قتلتُ لسبب واحد فقط، لقد قتلتُ لكي أعيش، فعندما تقتل فأنت تريد الحياة».

هو في ذلك يُشبه «إيان برادي -Ian Brady »، العضو الذي لا يزال على قيد الحياة من جماعة «قتلَة مورس -Moors Murderers»، والذي أيضًا أعلن مؤخرًا خبر إضرابه الكاذب عن الطعام، كان برادي قد قام بمساعدة «ميرا هيندلي – Myra Hindley» بقتل العديد من الأطفال في إنجلترا أوائل عام 1960.

وفي ذلك الوقت، كان برادي من المُعجبين بالكاتب الروسي «فيودوردوستيوفيسكي – Fyodor Dostoevsky»، الذي كتب بعض الكلاسيكيات مثل رواية «الجريمة والعقاب» ورواية «الأبله»، كلا الكتابين كانا يتضمنان شخصًا مهووسًا بالتخطيط لارتكاب جريمة. برادي يُفضِّل أيضًا «ماركيز دي ساد – Marquis de Sade» و«فريدريك نيتشه -Friedrich Nietzsche».

في رواية الجريمة والعقاب كان «راسكولينكوف» أحد شخصيات الرواية يسعى لإثبات أنه أعلى من القوانين التي تحكم غيره من الناس، فكان يعتقد أن بإمكانه قتل شخص ما دون وجود عواقب! وقد كان هذا ما ألهم برادي، فقد آمن أنه هو أيضًا يسمو على الأخلاق.

بعد أن التقى بِـ«هيندلي»، قام برادي بإقناعها أن الأخلاقيات هي شيء نسبي، وطرَح بأن الجريمة تقوم بإثراء نفوسهم. وفي يوم ما اقترح برادي أن يقتلوا طفلًا، وقد استجابت له! وبعد ذلك استجابت مجددًا ومجددًا…
ترجمة: يمنى أكرم
مراجعة علمية: ماريا عبد المسيح.
مراجعة لغوية: Mohammad Marashdeh
المصدر (المقال الاصلي):
https://www.psychologytoday.com/blog/shadow-boxing/201605/be-or-not-be-philosophical-serial-killers

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي