امتدادًا للجزء الأول من هذه الدراسة حول سبع قواعد لإعادة الحياة إلى قاعة تدريس التاريخ، تناولنا في الجزء الأول أربع قواعد جديرة بعودة القيمة المنهجية والتدريسية إلى قاعة تدريس التاريخ تجسدت في:
(1) الحماس
(2) الاعتماد بشكل أقل على الكتب المدرسية
(3) استخدم مصادر ثانوية مهمة ومكتوبة بعناية
(4) ركِّز على الأشياء التاريخية التي تهم العصر الحالي (اليوم)
نتناول في الجزء الثاني بقية هذه القواعد السبع.
القاعدة الخامسة: حاول أن تتطرق لقضايا تتعلق بالتاريخ المحلي للبلد التي ينتمي إليها الطالب
فرؤيته لهذه الظواهر المحلية يزيد من اقتناعه وإيمانه بفكرة التطور التاريخي حول المنطقة المدروسة لأنه يعاينها ويباشر ذلك التطور الذي يطرأ على ذلك المكان، إن تدريس النظريات التاريخية المتعلقة بالأفكار التاريخية مثل إعادة الإعمار والراديكالية وانتخابات الرئاسة وغيرها بشكل تقليدي يفتقد إلى المنهجية قد يسبب بالتأكيد مللًا كبيرًا لدى الطلاب، ولكن إذا أُتيح لهم دراسة قضية محلية كقضية تحرير العبيد في جنوب الولايات المتحدة مثلًا والاطلاع على وثائق تحرير العبيد من قِبل أصحاب الأرض التي منحوها لرقيق الأرض لديهم فإن ذلك يحقق العديد من الأهداف منها:
1- دراسة المصادر الأصلية للقضية المطروحة والتي تتمثل في عقود أو وثائق الممنوحين للحرية.
2- إظهار ما يمكن تسميته بإعادة إعمار الأرض بتوزيعها على المزارعين الأحرار حديثًا.
يمكن من خلال هذه الطريقة أن ينجح الأستاذ في الحصول على أكبر تفاعل ممكن من الطلاب مع تلك الأحداث وما يشبهها من الماضي وبشكلٍ أكثر ارتباطًا وتركيزًا.
إن دراسة هذه الشخصيات -العبيد- كشعوبٍ ذات لحم ودم يعزز من قدرة الطلاب على تذكّرٍ وفهمٍ ووعيٍ أكثر بقضية إعادة الإعمار بشكل أفضل بكثير مما لو كانوا قد قرأوها في الكتاب المدرسي، بالإضافة إلى ذلك يمكنك أن تُكلف طلابك بقراءة ومتابعة المجلات التي تصدر محليًا وتحتوي على مقالات تخص فكرة إعادة الإعمار وتحرير العبيد ورأي محرريها حول التغيرات المصاحبة لحركة التحرر تلك، ومدى تأثير هذه المقالات على حياة القراء يوميًا.
القاعدة السادسة: استخدام الموسيقى والأفلام لمناشدة الحواس لدى الطلاب وتحفيز ما لا يمكن تحفيزه بالقراءة
يمكن للموسيقى أن تلمس العواطف بطريقة فريدة، ويمكن أن يؤدي بداية مناقشةٍ عن صحة أغنيةٍ معينة إلى كسر الجليد المصاحب لأغلب النقاشات حول القضايا التاريخية في فصل التاريخ، حاوِل أيها الأستاذ أن تساعد الطالب على تطوير مهاراته في الاستماع إلى أغنية معينة لها دلالاتٌ تاريخية وطباعة كلمات تلك الأغنية لفهم هذه الدلالات، وخاصة إذا كانت تلك الأغنية قد صدرت بشكل مختلف ولأهداف مختلفة، فالكثير من الناس يستخدمون الأغاني لأخذها في سياق مختلف وأغراض مختلفة عن الشكل الأصلي لها، فعلى سبيل المثال؛ أغنية الحركة العمالية التي تقول ” في أي جانبٍ أنت ” .. “Which Side Are You On”، تلك الأغنية التي تم تغييرها وتشكيلها فيما بعد حتى أصبحت أهم أغاني حركة الحقوق المدنية في المجتمع، وتم استنساخ ألحانٍ وتغييرات عليها لتناسب مفاهيم وأهداف تلك الحركة الناشئة.
ويمكن للفيلم أيضًا أن يكون وسيلة قوية لجذب انتباه طلابك، ولكن احرص ألا تَحلّ هذه الأفلام محل التدريس بشكل كامل، ولكن يمكنك تدريس الفيلم لطلابك وإخبارهم بالهدف الأسمى المستفاد من متابعة هذا الفيلم والأفكار التي تبحث عنها فيه، ولست مطالَبًا بعرض الفيلم كاملًا؛ بل استخدمه كما تستخدم أي مصدرٍ آخر لتوضيح الفكرة التاريخية واعتباره مجرد أداة تساعدك على فهمٍ أعمق للفترة التاريخية التي تقوم بتدريسها.
القاعدة السابعة: كُن على دراسةٍ ومعرفة كافية بالكمبيوتر
يجب عليك أيها الأستاذ أن تعرف الطرق التي يمكن للإنترنت مساعدتك فيها على إثراء طريقة تدريسك، اشترك في قوائم تُهم تخصصك ومجال عملك، فهناك العديد من المواقع التي تضم قوائم لمعلمي التاريخ والتاريخ الأمريكي وتاريخ العالم وكل فرعٍ من فروع دراسة التاريخ، لذا تعرّف على أفضل المواقع الإلكترونية التي تخص الموضوعات التي تقوم بتدريسها على شبكة الإنترنت، واحرص على طرحها لطلابك ثم ناقش معهم ما يتعلمونه من هذه المواقع، وأرشدهم إلى كيفية التمييز بين المصادر التاريخية المطبوعة قليلة الوجود وبين المصادر التاريخية الإلكترونية المتاحة بسهولة، لسنواتٍ عديدة كنا نعلم طلابنا أنه مادام الكتاب ليس مطبوعًا فإنه ليس حقيقيًا، ولكن علينا الآن أن نوضح أنّ مجرد وجوده على الإنترنت لا يعني أنه غير حقيقي، بل يجب طرح أسئلةٍ أهم وهي: ما هي مصادر المعلومات الموجودة في الكتاب؟ وهل هو كتابٌ جدير بالثقة أم لا؟
من خلال هذه الطريقة يمكن أن يفهم الطلاب جوانبًا مختلفة من حياتهم وليس الماضي فحسب.
ختامًا.. عندما تجعل التاريخ مثيرًا لطلابك سيكون لديهم الحافز لمعرفة المزيد عنه ومن ثم الحصول على فهمٍ أعمق للتطور التاريخي وفهم أفضل للماضي، لذا ابدأ في دبّ روح الحماسة، واستخدم المصادر الأولية والمصادر الثانوية المكتوبة بشكلٍ جيد، وتطرّق إلى القضايا المحلية والتاريخ المحلي مع الاستعانة بالموسيقى والأفلام واستعمال التكنولوجيا الحديثة في التدريس.. وقتها؛ سيكون طلابك ممتنون لك ولما تقدمه لهم.
ترجمة: عُمر بكر محمد
تدقيق لغوي: هاجر زكريا
تحرير: نسمة محمود
https://www.egyres.com/سبع-قواعد-لإعادة-الحياة-إلى-قاعة-تدّري/?fbclid=IwAR0FSzLgX0IDARRt4L6-fm3yRan0ETRev172-L-uP5Mw1GEOmnZherwUIxo
