الماء هو شريان الحياة على كوكب الأرض، فهل تتخيل أن شخصًا لا يمكنه الاستحمام مثلًا أو أن جسده يلتهب من ملامسة المِياه؟ أو أنه لا يستطيع شرب الماء!
في هذا المقال سنتعرف على أحد الأمراض النادرة، وهو الشرى المائي أو الحساسية من الماء!
ما هي الحساسية المائية؟
هي شكلُ نادر من أنواع الحساسيّة، والتي تُسبِب ظهور طَفح جلديّ بعد لمس الماء، وهي شكل من أشكال الشرى الجسديّة ويصاحبها الحَكَّة والحرقان.
يُعتقد أن البثور المائيّة هي حساسيّة من الماء. ووفقًا لتقرير صَدَرَ في عام 2011، هناك أقل من 100 حالة شرى مائيّ تم الإبلاغ عنها في الأدبيات الطبيّة.
ويمكن أن تحدث هذه الحالة بالتعرُض لأيّ مصدر من مصادر المياه، بما في ذلك:
- المطر.
- الثلج.
- الدموع.
- العرق.
أسباب الحساسية المائيّة
لا يزال السببُ الكامِنُ وراء الإصابة بالشرى المائي غير مفهوم جيدًا، ومع ذلك فقد اقترح العلماء النظريات التالية:
- تدخل مادة مُذابَة في الماء إلى الجلد وتؤدي إلى استجابة مناعية. في هذه النظرية، لا ينتج الشرى من الماء على وجه التحديد، بل من مكون مسبب للحساسية في الماء.
- يؤدي التفاعل بين الماء ومادة موجودة في الجلد (أو على سطحه) إلى إنتاج مادة سامة تؤدي إلى ظهور البثور.
تحدث معظم حالات الشرى المائي بشكل متقطع في الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ عائليّ للإصابة بالشرى المائي. ومع ذلك، فقد تم الإبلاغ عن حالاتٍ عائليّة في عدة مناسبات، مع تقرير واحد يصف المرض في ثلاثة أجيال من عائلة واحدة. كما تم الإبلاغ عن بعض الحالات العائلية بالاقتران مع حالات أخرى، بعضها يمكن أن يكون عائليًا. بعبارة أخرى، فإن أفراد الأسرة الذين أصيبوا بالشرى المائي لديهم حالة طبية أخرى يُحتَمل أن تكون موروثة. ومع ذلك، لا يوجد نمط وراثيّ محدد مرتبط بشكل قاطع بالشرى المائي.
أعراض حساسية الماء
يمكن أن يتسبب الشرى المائي في طفح جلديّ مؤلم ومثير للحكة، يظهر هذا الطفح الجلديّ بشكلٍ شائعٍ على الرقبة والذراعين والصدر، ولكن قد تظهر البثور في أي مكان من الجسم.
في غضون دقائق من التعرض للماء، يمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة من:
- احمرار الجلد.
- حرقان.
- الآفات.
- الكدمات.
- إشعال.
في الحالات الأكثر شّدَّة، يمكن أن يتسبب شرب الماء في ظهور أعراض تشمل:
- طفح جلدي حول الفم.
- صعوبة في البلع.
- أزيز.
- صعوبة في التنفس.
عند تجفيف الجسم، تبدأ الأعراض في التلاشي في غضون 30 إلى 60 دقيقة.
كيفية تشخيص الشرى المائي
عادةً ما يُشتبه في تشخيص الأرتكاريا المائيّة بناءً على وجود علامات وأعراض مميزة. قد يُطلب بعد ذلك إجراء «اختبار تحدي الماء» لتأكيد التشخيص. خلال هذا الاختبار، يتم وضع الجزء العلوي من الجسم في ضغط بدرجة 35 مئوية من الماء لمدة 30 دقيقة. يُختار الجزء العلوي من الجسم باعتباره الموقع المفضل للاختبار، لأن المناطق الأخرى -مثل الساقين- تتأثر بشكل أقل شيوعًا. من المهم إخبار المريض بعدم تناول أي مضادات للهستامين لعدة أيام قبل الاختبار.
وفي بعض الحالات، تمت محاولة شطف مناطق معينة من الجسم بالماء أو الاغتسال الكامل.
قد تكون هناك حاجة لاستخدام هذه الاختبارات عندما يكون اختبار تحدي الماء المُعتاد باستخدام ضغط ماء صغير سلبيًا، بالرغم من أنه يجب تجنب هذه الطريقة في المرضى الذين لديهم تاريخ من الأعراض الخطيرة.
علاج الشرى المائي
نظرًا لنُدرِة الشرى المائي، هناك بيانات محدودة للغاية بشأن فعاليّة العلاجات الفرديّة. حتى الآن، لم يتم إجراء دراسات واسعة النطاق. على عكس الأنواع الأخرى من الأرتكاريا الجسديّة والتي يمكن فيها تجنب العامل المسبب للشرى، فإن تجنب الماء ليس عمليًا. تم استخدام العلاجات التالية (بمفردها أو في مجموعات مختلفة) لإدارة أو علاج الشرى المائي مع نتائج متغيرة:
مضادات الهيستامين
تُستخدم عادةً كخط العلاج الطبي الأول لجميع أشكال الأرتكاريا. ويُفضَل استخدام تلك التي تحجب مستقبلات H1 (مضادات الهيستامين H1) وغير المسكنة مثل السيتريزين. يمكن تجربة مضادات الهيستامين H1 الأخرى (مثل هيدروكسيزين) أو مضادات الهيستامين H2 (مثل السيميتيدين) إذا كانت مضادات الهيستامين H1 غير فعالة.
الكريمات أو العوامل الموضعية الأخرى
والتي تعمل كحاجز بين الماء والجلد مثل المنتجات القائمة على الفازلين. ويمكن استخدامها قبل الاستحمام أو أي تعرض آخر للماء لمنع تغلغل الماء في الجلد.
العلاج الضوئي
أُجريت بعض الدراسات عن العلاج بالضوء فوق البنفسجي (يُسمى أيضًا العلاج الضوئي) مثل الأشعة فوق البنفسجية A، والأشعة فوق البنفسجية B، لحل أعراض الشرى المائي في حالات قليلة.
أوماليزوماب (Omalizumab)
دواء يتم أخذه عن طريق الحقن، ويستخدم عادة للأشخاص الذين يعانون من الربو الحاد. وقد ظهرت فعاليّة الدواء مع بعض الأشخاص الذين يعانون من الشرى المائي.
نظرًا لعدم وجود دليل قوي على سلامة وفعالية العلاجات المذكورة أعلاه للأشخاص الذين يعانون من الشرى المائي على وجه التحديد، يجب على أولئك الأشخاص استشارة أطبائهم فيما يتعلق بخيارات العلاج الشخصية. وقد لا يشعر بعض الأشخاص الذين يعانون من الشرى المائي بتحسن الأعراض بالعلاج الطبي وقد يحتاجون إلى الاعتماد على تقليل التعرض للماء عن طريق الحدّ من وقت الاستحمام وتجنب الأنشطة التي تعتمد على الماء.