يُعرّف «الأدب القصصيّ» بإنّه القصص الّتي تنبع من خيال الكاتب، ويكون على النّقيض من تلك المستوحاة من أحداث، أو قصّة حقيقيّة. وفي عالم الأدب، يمكن أن يشير العمل القصصيّ إلى القصّة القصيرة، أو النوفيلا (الرّواية القصيرة)، أو الرّوايات، الّتي تعدّ أطول أنواع النّثر الأدبيّ. وينقسم كلّ عمل قصصيّ إلى قسم فرعيّ، وكلّ قسم له أسلوبه، ونبرته الخاصّة، وعناصره، وأدواته في القصَّ.
وتنقسم الأنواع الأدبيّة الرئيسة إلى أربعة عشرة صنفًا، وهي:
الأدب القصصيّ
يعدّ الأدب القصصيّ عملًا ذا قيمة فنيّة، وجدارة أدبيّة. وغالبًا ما يتضمّن نقدًا سياسيًّا، أو تعليقًا اجتماعيًّا، أو تأمّلاتٍ إنسانيّة. وتتمحور أعمال الأدب القصصيّ حول الشّخصيّة، على العكس من الحبكة، حيث يتتبّع هذا النّوع الحكاية الدّاخليّة للشّخصيّة.
روايات الغموض
تُعْرَفُ روايات الغموض أيضًا بتسمية أخرى، وهي «قصص التّحقيق»، حيثُ يتتبّع فيها المحقّق حلّ أحد القضايا منذ البداية وحتّى النّهاية. وتَمنح هذه الرّوايات تلميحاتٍ للقارئ، وتظهر المعلومات ببطء، حيث تُحَوِّل القارئ إلى محقّقٍ يحاول حلّ القضية أيضًا. وتبدأ روايات الغموض بطُعْمٍ يثير القارئ ليُبقيه متشوّقًا من خلال مسار تشويقيّ، ويَخلُص إلى نهاية مُرضية تجيب عن كلّ الأسئلة الّتي كانت تدور في رأس القارئ.
روايات الإثارة
تتميّز روايات الإثارة بكونها قاتمة، وغامضة، ومثيرة، وتتمحور حول الحبكة. ونادرًا ما تتضمّن تلك الرّوايات عناصرًا كوميديّة، وفي حين تتقلّص جرعة الدّعابة في هذه الرّوايات، فإنّها مصنوعة من أجل التّشويق. وتُبقِي روايات الإثارة القارئ في تحفّز باستمرار، وتستخدم تقلّبات الحبكة، وأسلوب لفت الأنظار بعيدًا (المناورة)، والنّهايات المُعلَّقة كي تُبقي القرّاء في تخمينات حتّى النّهاية.
روايات الرعب
تهدف روايات الرّعب إلى إثارة الخوف، والإجفال، والصّدمة، وحتّى تنفير القارئ. وتركّز موضوعاتها في العموم على الموت، والشّياطين، والأرواح الشّرّيرة، والحياة بعد الموت. وتعتمد على الخوف والرّعب من الأشباح، ومصّاصي الدّماء، والمستذئبين، والسّحرة، والوحوش. وتعتبر الحبكة والشّخصيات في روايات الرّعب أدواتٍ تستخدم في إثارة الشّعور بالرّعب والرّهبة.
الرّوايات التّاريخيّة
تجري أحداث الرّوايات التّاريخيّة في الماضي، وتُكتب بحرصٍ وتوازن بين البحث والإبداع، حيثُ يحمل كُتّاب هذه الرّوايات القرّاء في رحلة إلى زمانٍ ومكانٍ آخرين، واللذان من الممكن أن يكونا حقيقيّين، أو مُتخيّلين، أو مزيجًا ما بين الاثنين. وتحكي الكثير من الرّوايات التّاريخيّة قصصًا تتضمّن شخصيّاتٍ تاريخيّة حقيقيّة، أو أحداثًا تاريخيّة داخل السّرد التّاريخيّ.
الروايات الرومانسيّة
تركّز الرّوايات الرّومانسيّة على قصص الحبّ بين شخصين، وتتّصف هذه الرّوايات بكونها مبهجة، وتفاؤليّة، ولديها نهاية مُرضية عاطفيًّا. وتتضمّن الرّوايات الرّومانسيّة صراعًا، ولكنّه لا يطغى على العلاقة الرّومانسيّة الّتي غالبًا ما تسود في النّهاية.
الروايات الغربيّة
تحكي الرّوايات الغربيّة قصصًا عن رعاة البقر، والمستوطنين، واستكشافات الخارجين عن القانون في الجبهات الغربيّة، وترويض الغرب الأمريكيّ القديم. وتميّزت هذه الرّوايات بعناصر خاصّة لهذا النّوع الأدبيّ، وتعتمد عليها بطرق لا تشابهها فيها باقي الرّوايات الأخرى. ولكن لم تعد للرّوايات الغربيّة نفس شعبيّتها في الماضي، فقد صادف العصر الذّهبيّ لهذا النّوع الأدبيّ عصر شعبيّة هذه الأفلام في أربعينيّات، وخمسينيّات، وستينيّات القرن العشرين.
الرواية التّشكيليّة
تُعرف الرّواية التّشكيليّة بإنّها صنف أدبيّ من القصص يحكي عن شخصيّة تنمو نفسيًّا ومعنويًّا منذ فترة الشّباب، وحتّى الرّشد والبلوغ. وتختبر الشّخصيّة بشكلٍ عام خسارة عاطفيّة رئيسيّة، ثمّ تبدأ في رحلة، وتخوض صراعًا، وتنمو فيها الشّخصيّة كشخصٍ بالغ في نهاية القصّة. وبالمعنى الحرفيّ، فإنَّ الرّواية التّشكيليّة هي «رواية التّعليم»، أو «رواية التّشكيل».
روايات الخيال التّأمّليّ
يضمّ هذا الصّنف من الرّوايات تحت لوائه عددًا من الأنواع الأدبيّة المختلفة من الخيال العلميّ، والفنتازيا، والدّيستوبيا. وتجري أحداث هذه القصص في عالم مختلف عن عالمنا. ويُعْرَفُ هذا النّوع الأدبيّ بكونه لا يعرف حواجزًا، كما لا يمتلك حدودًا لما يوجد فيما وراء العالم الحقيقيّ.
روايات الخيال العلميّ
روايات الخيال العلميّ هي قصص خياليّة تأمّليّة تحتوي على عناصر مُتخيّلة ليس لها وجود في العالم الحقيقيّ، وتكون بعض هذه الرّوايات مستوحاة من العلوم الطبيعيّة «الصلبة» مثل: الفيزياء، والكيمياء، والفلك، وبعضها مستوحاة من العلوم الاجتماعيّة «الهادئة» مثل: علم النّفس، والأنثربولوجيا، وعلم الاجتماع. ومن العناصر الشّائعة في روايات الخيال العلميّ السّفر عبر الزّمن، واستكشاف الفضاء، والمجتمعات المستقبليّة.
روايات الفنتازيا
وتصنّف أيضًا من بين روايات الخيال التّأمّليّة، وتحتوي على شخصيّات خياليّة في عوالم مُتخيّلة. وتُستوحى هذه القصص من الميثولوجيا، والتّراث الشّعبيّ، وغالبًا ما تتضمّن عناصرًا من السّحر. وتجذب هذه القصص كلًّا من الأطفال، والكبار، ونذكر منها عنوانين لاثنين من أشهر الرّوايات المعروفة هما «أليس في بلاد العجائب» للويس كارول، وسلسلة «هاري بوتر» لجي كي رولينج.
روايات الدّيستوبيا
روايات الدّيستوبيا هي نوع من روايات الخيال العلميّ، والّتي تجري أحداثها في مجتمعات تتّصف بإنّها أسوأ من المجتمعات الّتي نعيش فيها. وأدب الدّيستوبيا هو نقيض أدب اليوتوبيا، والّذي تجري أحداثه في مجتمعات تتّصف بإنّها أفضل من الّتي نعيش فيها.
روايات الواقعيّة السّحريّة
تصف روايات الواقعيّة السّحريّة العالم بشكل صادق مع إضافة بعض العناصر السّحريّة له. ولا تُرى العناصر الخياليّة كأمر غريب أو فريد، بل تعدّ طبيعيّة في العالم الّذي تجري فيه أحداث الرّواية. ونشأ هذا الصّنف الرّوائيّ عن الحركة الواقعيّة للفنّ، وارتباطها الوثيق بكتّاب أمريكا اللّاتينيّة.
روايات الأدب الواقعيّ
تدور أحداث روايات الأدب الواقعيّ في وقتٍ، ومكان يمكن أن يكونا حقيقيّين في العالم الواقعيّ. وتصف هذه الرّوايات أشخاصًا حقيقيّين، وأماكنًا، وقصصًا تبدو حقيقيّة بقدر الإمكان. وتنقل أعمال الأدب الواقعيّ صورة حقيقيّة للحياة اليوميّة، وتلتزم بقوانين الطّبيعة الّتي نفهمها في الوقت الحاليّ.