في شهر سبتمبر من عام (1998)، اتُّهم مائة ضابط من ضباط البحرية الأمريكية بممارسة انتهاكات واعتداءات جنسية ضد (83) امرأةً و(7) رجال في فندق «لاس فيجاس هيلتون»، وذلك فيما عُرف إعلاميًا بـفضيحة تيل هوك (Tailhook Scandal)[1]. وعلى الرغم من اتساع رقعة الانتهاكات الجنسية في بلدان مُختلفة وتحت قباب ثقافاتٍ وعاداتٍ مُتباينة، إلا أن هذه الحادثة تُعد دليلًا بارزًا على أن الاعتداءات الجنسية لا تكون من كسبِ يد الضحية، إذ أصابت الاعتداءات، وبالقدر نفسه من البشاعة، الرجل والمرأة، والأبيض والسوداء، والمحتشمة وصاحبة التنورة القصيرة. ذلك كما انتشـرت، وبفداحة، الاعتداءات الجنسية ضد الأطفال الذين لا يملكون الصفات البيولوجية اللازمة لاستحثاث إثارة جنسية، حيث أوردت إحصائيات أن واحدةً من كل خمس فتيات وواحدٍ من كل عشرين صبيًا قد سبق وتعرضوا لانتهاكات جنسية من بالغين، وتلك نسبةٌ مُرعبةٌ إذا ما أخذنا في عين الاعتبار أن معظم حوادث الاعتداءات الجنسية ضد الأطفال لا يتم التبليغ بها.[2]
تؤكد الدراساتعالميًا أن (35%) من نساء العالم قد سبق وتعرضن للانتهاكات الجنسية.[3] أما محليًا، فتعد القاهرة هي أكثر عواصم العالم خطرًا على المرأة، وذلك طبقًا لمنظمة توماس روترس الإخبارية، حيث تُشير الإحصائيات أن كل النساء المصريات تقريبًا قد تعرضن لانتهاكات جنسيةٍ في مرحلة ما في حياتهنّ.[4] وعلى الرغم من كل ذلك، لا يزال الناس في المُجتمع العربي يُعزون الاعتداءات الجنسية إلى سلوك الضحايا وطريقة ملبسهم، ويأبون الاعتراف بأن المشكلة الحقيقية تكمن في نفس المُعتدي.
ويظل المعتدي الجنـسي موضع بحث للسيكولوجيين وعلماء الاجتماع، فبين اضطرابات الطفولة والعوامل الثقافية والاجتماعية، حاول الباحثون إرهاص فرضيات ونظريات لتفسير فعل الاعتداء الجنسـي، وقد أعزى الباحثون ذلك الفعل المشين إلى أسبابٍ متباينةٍ، كمحاولاتٍ للبرهنة على القوة، أو خلل في وظائف الغدد الصماء، أو بسبب تشوهات معرفية.[5]
النظرية الأكثر شيوعًا
لاقت نظرية اضطرابات الإدراك المعرفي أو التشوهات المعرفية (Cognitive Distortions Theory) في الآونة الأخيرة صدى واسعًا بين العلماء، واستخدموها لتفسير الاعتداءات الجنسية. حيث طرح أحد العلماء أن السلوكيات الجنسية العدائية سببها خللٌ في هيكل النظام المعرفي لدى المُعتدي، إذ يعتنق المعتدي أفكارًا مُشوهةً عن ذاته وعن المجتمع تدفعه لتبرير فعله أو التقليل من قدر بشاعته.[6]
يُستخدم مُصطلح التشوهات المعرفية في المؤلفات الإكلينيكية لوصف المرضى الذين لديهم اعتقادات خاطئةٌ عن أنفسهم وعن العالم، فيميلون إلى إقصاء الإيجابيات أو وصم أنفسهم بالعيوب أو التعظيم من شأن الأمور، مما يدفعهم إلى الوقوع في شرك الاكتئاب واضطرابات القلق المُزمن. كان ذلك حتى ظهر أول ربطٍ بين التشوهات المعرفية والاعتداءات الجنسية ضد الأطفال عام (1984). [7]
وعلى الرغم من أن النظرية افتقرت في البداية إلى الأدلة التجريبية والاتساق المنطقي، إلا أنها شهدت تطورًا عظيمًا في مطلع القرن الحالي، وتلفحت بعباءةٍ جديدةٍ لتظهر تحت اسم (الأفكار الضمنية- Implicit Theory) أي وجود أفكارٍ تحث ضمنيًا على ارتكاب الاعتداء الجنسي.
ما هو الإدراك المعرفي؟
الإدراك المعرفي (Cognition) في أبسط تعريف له هو مجموع العمليات التي يقوم بها الدماغ لاكتساب المعرفة عن طريق الفهم، والتجربة، والحواس.[9] يقول دافيد بيرنز ( David Burns): «الإدراك المعرفي هو مصطلح يُشير إلى الفِكر ولكن ببعض الزخرفة».[10]
يُشير مُصطلح الإدراك المعرفي إلى نظام شامل يُمكن تعريفه ودراسته من خلال مناظير وزوايا عدة، ولكن نظرية معالجة المعلومات (Information Processing Theory) تظل هي الأكثر اتساقًا والأشد وضوحًا لشرح ذلك المصطلح في مجالات المرض النفسي.
نظرية معالجة المعلومات
تطرح نظرية معالجة المعلومات أن اختلاف تجارب الأفراد وسلوكهم ينتج عن اختلاف في نوع المعلومات المخزونة لدى كلٍ منهم في الذاكرة طويلة المدى (Long-term Memory)، وبناءً على هذه المعلومات؛ يميل الأفراد إلى إبداء الاهتمام تجاه حوادث مُختلفةً كما يفضلون ممارسة سلوكياتٍ مميزة. ببساطة، تدفع التجارب الحياتية السابقة الفرد الواحد إلى تشييد هيكل معرفي خاص غاية في الترابط، ويُطلق على هذا الهيكل المعرفي اسم الإسكيما (Schema)[11] ، بحيث يحوي هذا الهيكل افتراضاتٍ عما ينبغي على الإنسان توقعه من العالم والناس من حوله.
فالاسكيما هي نظرة الإنسان المثالية الخاصة تجاه العالم، وتعريفاته الشخصية عن الصواب والخطأ، والخير والشر، كما تشمل أيضًا افتراضاته عن الآخرين وأفكار عمّا يستحقه من هذا العالم. وفي هذا السياق، فإن الإسكيما هي قائمة معرفية بما هو مُتوقع ومُنتظر، وليس بما هو مُوضوعي وحقيقي.[12]
في العموم، لا يكون مُحتوى هذا الهيكل وبناؤه في مجال إدراك الأفراد، بل إنهم لا يدركونه إلا في صورته النهائية –أي في صورة نتائج معرفية (Cognitive Products)، والنتائج المعرفية هي الشكل الأخير للمعرفة والناتج عن تفاعل المعلومات المُختلفة الموجودة في الإسكيما.[13] وتُعد أكثر النتائج المعرفية شيوعًا بين المعتدين الجنسيين هي التصـريحات الذاتية (Self-statement) كأن يقول المُعتدي: «لقد كنت أعبث لا أكثر» أو «لقد كُنت مخمورًا»، والافتراضات الخاطئة عن السلوك (Attitudinal Proposition) كأن يقول بأن ممارسة الجِنس مع الأطفال طريقةٌ جيدةٌ لتعليمهم، أو أن النساء في الواقع هن من يردن ذلك. وقد أوضح آبِل (Abel G. G. Becker) أن المعتدي غالبًا ما يكون مُدركًا لاعتقاداته، ولكنه، وفي الوقت نفسه، يعجز عن إدراك نظرة الآخرين لهذه المعتقدات. [14]
نظرية الأفكار الضمنية
وفقًا لما سبق ذكره، فإننا إذا أردنا صياغة مصطلح شامل للتشوهات المعرفية في هذا السياق، فإننا نقول بأنه تشوه في أفكار المُعتدي عن العالم والناس، ناتجٌ عن تشوه التصوراتِ التي شيّدها عن العالم في صغره، بحيث تتفاعل هذه التصوّرات في اللاوعي لتُنتج أفكارًا غير واقعيةٍ ومضطربة، وهذه الأفكار بدورها تُفضي إلى سلوكياتٍ عدائيةً إما تجاه نفسه أو تجاه الآخرين. وببساطةٍ أكثر، فهو تشوه في المُخرجات (الأفكار) ناتجٌ عن اضطراب المُدخلات (المعلومات في الذاكرة طويلة المدى).
وتطرح نظريات الأفكار الضمنية خمس تشوهات معرفية أساسية يتسم بواحدٍ منها على الأقل من يُمارس الاعتداء الجنسي ضد المرأة [15]:
1-المرأة لا يُمكن فهمها: النساء كائناتٌ مُختلفةٌ تمامًا عن الرجال، بأفكارٍ شديدةِ الغرابة حتى يستحيل على الرجل فهمهن، ولذلك فإن التخاصم والشجار هو مصير محتم لأي علاقةٍ بين رجلٍ وامرأة، ذلك أن النساء ستسعى دائمًا لخداع الرجال.
2-المرأة هي أداة جنسية: المرأة بفطرتها تريد العلاقة الجنسية بشكلٍ متواصل، وهي دومًا على أتم الأهبة لتلبية رغبات الرجل الجنسية، حتى وإن لم تكُ واعيةً بذلك. إن لغة جسد المرأة دائمًا ما تصـرح بجموحها الجنسي، حتى وإن لم تصرّح برغباتها. علاوةً على هذا، فإن المرأة لا يُمكن أن يلحق بها أي ضرر جراء العملية الجنسية إلا إذا كان هذا الضرر جسديًا.
3-شهوة الرجل لا يُمكن تقويضها: قد تتفاقم شهوة الرجل إلى مراحل خطيرةٍ إذا لم تلبِّ المرأة رغباته، فبمجرد أن يُستثار الرجل جنسيًا، يستحيل عليه أن يتحكم في نفسه حتى توصله المرأة إلى النشوة.
4-الشعور بالاستحقاقية: رغباتُ الرجل يجب أن تُلبى على الفور، وهذا يشمل الرغبات الجنسية. فبالإضافة إلى حق الرجل في ممارسة الجنس حينما يشاء، فإنه أيضًا يملك حق معاقبة المرأة إذا أعرضت عنه، سواءً كان ذلك العقاب بالضرب أو الاغتصاب.
5-العالم محفوف بالمخاطر: العالم مكانٌ همجي ووحشي، لا أمان فيه ولا طمأنينة، بحيث ينبغي على الفرد أن يقف دائمًا على أطراف أصابعه متأهبًا لأي خطرٍ. وعلى الرغم من أن هذا التشوه المعرفي لا يُبرز صلةً وثيقة بالاعتداء الجنـسي، إلا أن الإكلينيكيين قرروا أن يشملوه ضمن الخمس تشوهات الأساسية، ذلك بعد أن لاحظوا أن كثيرًا من المعتدين يرددون جملًا مثل: «القوي يأكل الضعيف في هذا العالم».
هل يعي المُتحرش تشوهاته؟
كما ذكرنا من قبل، فإن المعتدي يدرك كُليًا ما يؤمن به، إلا أنه يعجز عن إدراك كيف ينظر الآخرون إليه. والمثير للتساؤل هنا، هو الكيفية التي يتحايل بها المُعتدي على الأدلة الواقعية التي تُثبت خطأ اعتقاداته، فقد لوحظ مثلًا أن المعتدين غالبًا ما يسردون حوادث الاعتداء بالشكل الذي يُخلي مسؤوليتهم من الموقف برمته، أو في أحسن الأحوال يحقر منه.[16] فعلى الرغم من أن مُعظم ضحايا الاعتداء الجنسي يُحوّلون من فورهم إلى مشفى أو يصابون بنوبة هلع، إلا أن المُعتدي يظل في إعراضه عن الأدلة الملموسة، وكأنه في حلقةٍ دائمةٍ من خداع الذات.
ويُثير مُصطلح خداع الذات الكثير من التساؤلات، ذلك لما يحويه المُصطلح من تضارب. فلنفترض مثلًا أن (أ) يريد أن يُقنع (ب) أن الورقة التي في يد (أ) تحمل إمضاء (ج) بينما هي ليست كذلك، فلو أن (ب) غفِل عن مراجعة الورقة واقتنع، فإنه بهذا الشكل قد خُدع. أي أن الخداع يعني بالضرورة وجود طرفٍ غير مُدركٍ للخدعة. ولذلك فإن خداع الذات لا يُمكن أن يكون فعلًا مُتعمدًا، لأنه يتضمن أن الذات التي هي خادعة هي نفسها غير مُدركة ومخدوعة. [17]
وعلى الرغم من أن بعض الفلاسفة يقولون بأن خداع الذات هو حيلة مُتعمدةٌ من الفرد (Intentionalists)، إلا أن القول يرجح في هذا السياق –أي في سياق الاعتداءات الجنسية– إلى أن اللاوعي يلعب دورًا كبيرًا في عملية الخداع.
نظرة أخرى إلى خداع الذات
تقول دكتورة فلسفة الأخلاق الأمريكية سيسلا بوك، أن الانسان عادةً ما يجد نفسه في مفترق طرق، فإما أن يقول الحقيقة، وإما أن يكذب؛ وفي هكذا مواقف، يختار الإنسان الطريق الذي سيُفضي به إلى أقل العواقب ضررًا، وبشكل أخص، يختار الطريق الذي سيلحق بذاته أقل قدرٍ من الأذى. [18]
وفي كثيرٍ من المواقف يجد الإنسان نفسه مدفوعًا باتجاه اختياراتٍ ستزيد من نشوته الحسية أو ستلبي رغبةً عاطفيةً لديه، بيد أن هذه الاختيارات قد تعبث بصورته عن ذاته (Self-image) كشخص أخلاقي.
على سبيل المثال، يتزايد عالميًا عدد العمليات الجراحية التي يقوم بها الأطباء لمواجهة آلام الظهر، على الرغم من أن عملياتِ كهذه قد ثبت عدم جدواها بل وضررها في بعض الأحيان، إلا أن الأطباء ينالون مبالغ إضافيةً جراء القيام بها. [19] في حالاتٍ كهذه، يُقنع الأطباء أنفسهم، وبشكلٍ لاواعٍ، بأن هذه العمليات مُفيدة في حقيقتها، وذلك ليحصلوا على الكسب المادي دون أن يُلحقوا ضررًا بصورتهم عن أنفسهم كأطباء ذوي أخلاق. يُمارس الأطباء في هذه الحالة ما يُسمى بخداع الذات لدافع (Motivated Self-deception)، وهو حين يقوم المرء بإقناع نفسه، وبشكل غير واعٍ، أن ما يفعله صواب وهو ليس كذلك، وذلك بغرض الحفاظ على صورته الذاتية وإشباع رغباته في الآن ذاته.
المُعتدون الجنسيون وتحصين صورة الذات
تُشير الدراسات إلى أن المعتدي الجنسي غالبًا ما يتملّكه إحساسٌ دائمٌ بالعار وشعور بانعدام القيمة الذاتية (Self-worth)، وذلك بسبب الصدمات النفسية (Traumas) أو طفولةٍ مُشوهة. [20][21]
في نفس الوقت، تتولد لديه ميول مُنحرفة يعجز عن مجابهتها، فيميل عن غير وعيٍ إلى خداع ذاته بغرض الحفاظ على القليل المُتبقي لديه من قيمته الذاتية، أو ليخفف من حدة ألمه النفسي. يقول آبِل في هذا السياق[22]: «إكلينيكيًا، التشوهات المعرفية التي يملكها المتحرشون بالأطفال تتيح لهم تبرير سلوكهم المنحرف دون أن يعانوا من القلق، أو الشعور بالذنب، أو فقدان احترام الذات، أو غيرها من المشاعر السلبية التي عادةً ما يُعاني منها الفرد الذي يخرق قوانين المجتمع الذي يعيش فيه… ذلك أن تلك التشوهات المعرفية هي نتيجة الصراع بين المحفزات الخارجية وتبكيت الذات».
العلاج السلوكي المعرفي
يُشير مُصطلح العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy – CBT) إلى العلاج النفسـي الذي يهدف إلى تغيير أنماط الأفكار التي يملكها الفرد عن العالم، وبهذه الطريقة، تغيير شعوره إزاء نفسه والعالم. [23]
وعلى الرغم من نجاح هذا الأسلوب في علاج حالات الاكتئاب والقلق المزمن والإدمان، إلا أن نتائجه فيما يخص علاج الاعتداءات الجنسية غير واضحةٍ ومُلتبسة.
ويكمن جزءٌ من الالتباس في الطريقة التي ينبغي بها على المُعالج بداية العلاج النفسي مع المعتدي، حيث يجد البعض أن استمرارية العلاج من عدمها تتوقف على ما إذا كان المعتدي سيغيّر أفكاره أم لا، حيث أن هؤلاء الذين ينكرون مسؤوليتهم عن الفعل أو ينكرون الأذى الذي لحق بالضحية لا يُسمح لهم عادةً بالاستمرار في العلاج؛ فيما يرى البعض الآخر أن المُعتدي إذا ما تحدث عن الواقعة كأنها شيءٌ عرضي واعترف بأجزاء مُعينةٌ من الفعل، فإن ذلك هو الأفضل في سبيل الحفاظ على صورته الذاتية وتحسن حالته، مما يفضي في النهاية إلى عدم تكرار الجريمة. [24]
أما الجزء الأكبر من الالتباس فمبعثه تساؤلات حول أهلية العلاج السلوكي المعرفي ذاته، حيث طرح بعض الناقدين أن هذا النوع من العلاج النفسي، والذي يُغيّر فيه المريض أفكاره ليجعلها مُطابقةً لأفكار المُعالج، يفترض بالضرورة استقامة ذهن المعالج والصحة المُطلقة لأفكاره، وهو ما لا يتماشى مع نسبية المعرفة ومع حقيقة أن بعض المرضى يتجاوزون فكريًا مُعالجيهم حتى وإن تدهورت صحتهم النفسية، بالإضافة إلى أن ذلك كله يتعارض بشكلٍ ما مع حرية الفرد في اختيار أفكاره ومعتقداته. [25]
تعليق الكاتب: عن التشوهات المعرفية في المجتمع العربي
على الرغم من بعض التحفظات التي عادةً ما تؤخذ على الحركة النسوية العربية، إلا أن المسلك الذي سلكته في توجيه النقد إلى التراث الديني والثقافي هو أنسب ما يُمكن فعله لمجابهة ظاهرة الاعتداءات الجنسية.
إن من يُلقي نظرةً سريعةً على التشوهات المعرفية التي ذُكرت ضمن نظرية الأفكار الضمنية الباعثة على الاعتداء (المرأة أداة جنس، الاستحقاقية، شهوة الرجل لا يُمكن ترويضها)، لن يبذل الكثير من الجهد قبل أن يُدرك أن تلك التشوهات هي ذاتها التي تُبث فوق المنابر ومن خلال الإعلام على أنها دساتير حياة، لن يبذل جهدًا ليلحظ أن التشوهات التي يهدف الطب النفسي إلى علاجها تنهال على آذان الأطفال والشباب والكبار من كل حدبٍ وصوب، فإن ذكر آبل تعجُّبه من أن المُعتدي الجنسي في بلاده لا يشعر بالذنب الذي يُصاحب عادةً من يخترق عادات المجتمع، فلا أظنه قد يُبدي نفس التعجب إذا ما اطلع على الثقافات التي تُلقن إلى الصغار في العالم العربي، بحيث يظهر اتفاقٌ ضمنيٌ بين سلوك الاعتداء الجنسي وبين ثقافة المجتمع.
إن أردنا مجابهة ظاهرة الاعتداءات الجنسية، فينبغي علينا أن نأخذ في عين الاعتبار أن المُعتدي الجنسي، وكأي إنسانٍ آخر، هو جانٍ وضحيةً في الآن ذاته، فنرده عن العدوان بسن القوانين الصارمة، ونرد عنه العدوان بتطهير التراث من تشوهاته.
المصادر
[1] The Legacy of Tailhook – The New York Times [Internet]. [cited 2019 Dec 21]. Available from: https://www.nytimes.com/video/booming/100000002219816/the-legacy-of-tailhook.html.
[2] Child Sexual Abuse Statistics [Internet]. [cited 2019 Dec 21]. Available from: https://victimsofcrime.org/media/reporting-on-child-sexual-abuse/child-sexual-abuse-statistics
[3] Facts and figures: Ending violence against women [Internet]. UN Women. [cited 2019 Dec 21]. Available from: https://www.unwomen.org/en/what-we-do/ending-violence-against-women/facts-and-figures
[4] Foundation TR. The world’s most dangerous megacities for women 2017 [Internet]. poll2017.trust.org. [cited 2019 Dec 21]. Available from: http://poll2017.trust.org/stories/item/?id=${mainContent.identifier}
[5] Handbook of Sexual Assault – Issues, Theories, and Treatment of the Offender | William Lamont Marshall | Springer [Internet]. [cited 2019 Dec 21]. Available from: https://www.springer.com/gp/book/9780306432729
[6] Auburn T, Lea S. Doing cognitive distortions: A discursive psychology analysis of sex offender treatment talk. British Journal of Social Psychology. 2003;42(2):281–98.
[7] Theories of Sexual Offending [Internet]. Wiley Online Library. [cited 2019 Dec 21]. Available from: https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1002/9780470713648
[8] Theories of Sexual Offending [Internet]. Wiley Online Library. [cited 2019 Dec 21]. Available from: https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1002/9780470713648
[9] Cognition | Meaning of Cognition by Lexico [Internet]. Lexico Dictionaries | English. [cited 2019 Dec 21]. Available from: https://www.lexico.com/definition/cognition
[10] Feeling good | David Burns | TEDxReno [Internet]. [cited 2019 Dec 21]. Available from: https://www.youtube.com/watch?v=H1T5uMeYv9Q
[11] Ward, T. & Hudson, S. M. (2000b). Sexual offenders’implicit planning: a conceptual model.Sexual Abuse: A Journal of Research and Treatment,12, 189–202
[12] Theories of Sexual Offending [Internet]. Wiley Online Library. [cited 2019 Dec 21]. Available from: https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1002/9780470713648
[13] Theories of Sexual Offending [Internet]. Wiley Online Library. [cited 2019 Dec 21]. Available from: https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1002/9780470713648
[14] Theories of Sexual Offending [Internet]. Wiley Online Library. [cited 2019 Dec 21]. Available from: https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1002/9780470713648
[15] Theories of Sexual Offending [Internet]. Wiley Online Library. [cited 2019 Dec 21]. Available from: https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1002/9780470713648
[16] Auburn T, Lea S. Doing cognitive distortions: A discursive psychology analysis of sex offender treatment talk. British Journal of Social Psychology. 2003;42(2):281–98.
[17] Deweese-Boyd I. Self-Deception. In: Zalta EN, editor. The Stanford Encyclopedia of Philosophy [Internet]. Fall 2017. Metaphysics Research Lab, Stanford University; 2017 [cited 2019 Dec 21]. Available from: https://plato.stanford.edu/archives/fall2017/entries/self-deception/
[18] Marshall, W & Marshall, Liam & Ware, Jayson. (2009). Cognitive Distortions in Sexual Offenders: Should they all be Treatment Targets?. Sexual Abuse in Australia and New Zealand. 2. 21-33.
[19] MOTIVATED SELF-DECEPTION, IDENTITY, AND UNETHICAL BEHAVIOR*Uri GneezySilvia SaccardoMarta Serra-GarciaRoel van Veldhuizen. JEL Classification: D03, D83, C91. Available from: https://economics.ceu.edu/sites/economics.ceu.edu/files/attachment/event/585/may8-urigneezy.pdf
[20] Marshall, W & Marshall, Liam & Ware, Jayson. (2009). Cognitive Distortions in Sexual Offenders: Should they all be Treatment Targets?. Sexual Abuse in Australia and New Zealand. 2. 21-33.
[21] Services D of H& H. Self esteem [Internet]. [cited 2019 Dec 21]. Available from: https://www.betterhealth.vic.gov.au:443/health/healthyliving/self-esteem
[22] Theories of Sexual Offending [Internet]. Wiley Online Library. [cited 2019 Dec 21]. Available from: https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1002/9780470713648
[23] Martin B, read PDL updated: 19 J 2019~ 14 min. In-Depth: Cognitive Behavioral Therapy [Internet]. 2016 [cited 2019 Dec 21]. Available from: //psychcentral.com/lib/in-depth-cognitive-behavioral-therapy/
[24] Marshall, W & Marshall, Liam & Ware, Jayson. (2009). Cognitive Distortions in Sexual Offenders: Should they all be Treatment Targets?. Sexual Abuse in Australia and New Zealand. 2. 21-33.
[25] Slife BD, William RN (1995). What’s behind the research? Discovering hidden assumptions in the behavioral sciences. Thousand Oaks, CA: Sage.
https://www.researchgate.net/publication/7543896_The_Relationship_of_Trauma_Exposure_to_Sex_Offending_Behavior_Among_Male_Juvenile_Offenders
