خصائص بحيرة المنزلة
تعتبر بحيرة المنزلة ۔بحيرة تانيس سابقًا۔ إحدى أكبر بحيرات دلتا نهر النيل. تقع في الجزء الشمال الشرقي لدلتا النيل ما بين فرع دمياط وقناة السويس، بين دائرتيْ عرض 31°00´ و31°30´ شمالاً وخطي طول 31°16 و32°20´ شرقاً. تتميز بحيرة المنزلة بمائها الضحل، معتدل الملوحة. ويصل طولها إلى 64.5 كم، وعرضها إلى 49 كم. كانت مساحة البحيرة حوالي 1709 كم2 عام 1900م. ثم في عام 1980م، اضمحلّت مساحتها لتصل إلى 1200 كم2؛ بسبب استصلاح الأراضي. كما أشارت الدراسات الحديثة بالاعتماد على تحليلات الخرائط الطبوغرافية للفترة ما بين عامي 1952م و1987م، والبيانات الرقمية للفترة ما بين عامي 1987م و1993م المأخوذة من أحد أجهزة الاستشعار لرصد الأرض المعروف باسم (Landsat Thematic Mapper)، إلى تغير مساحة بحيرة المنزلة وفقًا للآتي: 1141 كم2 في عام 1952م، ثم 910 كم2 في عام 1981م، ثم 940 كم2 في عام 1987م، ثم 1012 كم2 في عام 1993م. تعود تلك الزيادة الطفيفة في المساحة في الفترة ما بين عام 1987م حتى 1993م إلى زيادة المزارع السمكية حول البحيرة.
تتّصل بحيرة المنزلة بالبحر المتوسط عبر منفذ أشتوم الجميل «12.5 كم غرب بورسعيد»، ومضيق الشيخ عليّ «25 كم شمال شرق دمياط». وتتّصل بقناة السويس عبر قناة ملاحية صغيرة تعرف بقناة القابوطي (Al-Qabouti canal). تمد تلك المياه البحيرة بالماء والأسماك. كما تحتوي السواحل الغربية والجنوبية على مداخل عديدة لتصريف كميات كبيرة من الماء من خلالها إلى البحيرة، ومن أهم مصارف المياه: بحر البقر، وحادوس، ورمسيس، والسرو، وأبو جريدة، وفارسكور. تتلقّى البحيرة أيضًا ماء عذب من مصرف العنانية والعلاقي المتفرعَين من فرع دمياط.
نشأة بحيرة المنزلة
لا تُعتبر البحيرة ذات أصل بحري؛ حيث إن لا علاقة لها بالبحر المتوسط في نشأتها. لكن يُعتقد أنها تكوّنت نتيجةً لتراكم مياه النيل في المنطقة المنخفضة من الجزء الشمال الشرقي للدلتا. حيث ساهمت الزلازل في هبوط تلك المنطقة في نهاية القرن السادس عشر، وأتبع ذلك عبور البحر إلى الحواجز الرملية؛ فاختلطت مياه النيل بمياه البحر، ثم اندفعت إلى البحيرة بفعل الرياح الشمالية الشرقية التي تسود تلك المنطقة. ما يؤكد ذلك هو وجود طمي ممزوج بالرمال في قاع البحيرة، بالإضافة إلى الملوحة المعتدلة لمائها.
ما المخاطر التي تواجهها بحيرة المنزلة؟
واجهت هذه البحيرة مشكلة التلوث بشكل سيئ خلال العقود القليلة الماضية، حيث كانت بمثابة خزَّان للنفايات المتدفقة من مختلف المصادر. كانت تتلقى نفايات سائلة من أكثر من 200 وحدة لتصريف المجاري، ونفايات أخرى من حوالي 80 منشأة صناعية، بالإضافة إلى 6×106 م3 /اليوم من النفايات غير المعالجة، والكيماويات الزراعية «الأسمدة والمبيدات».
تغيرت بحيرة المنزلة في العقود الماضية إلى أحواض فرعية شبه مغلقة ذات درجات متفاوتة من التلوث، بعد أن كانت بحيرة واحدة متصلة. أدَّى انعزال الأحواض الفرعية إلى دوران محدود للمياه، وزيادة التلوث؛ نتيجةً لانحصار توزيع الملوثات.
يعتبر مشروع قناة السلام مشروع وطني يهدف إلى توصيل مياه النيل إلى شمال سيناء لأجل التنمية الزراعية لحوالي 220 ألف فدان جنوب بحيرة المنزلة، و400 ألف فدان بشمال سيناء. أدَّى إنشاء هذه القناة إلى بعض التغيرات على طول شواطئ البحيرة. حيث لوحظ عن طريق القمر الصناعي (لاندسات- Landsat) قطع القناة لحوالي 7 كم2 على امتداد شواطئ البحيرة، حيث جُفِّفَت لاستخدامها في التنمية الزراعية والتنمية الحضرية والريفية.
أهمية بحيرة المنزلة والتوصيات المقترحة للحفاظ عليها وتنميتها
تكمن أهمية البحيرة في غناها بالموارد الطبيعية كالأسماك، مثل: قاروص البحر والروبيان وسرطان البحر والبلطي. [3]
كما لها أهمية كبيرة للحياة البرية، والنظام الهيدرولوجي، والبيولوجي، وإنتاج ملح الطعام. [2]
تحتل هذه البحيرة حوالي 50% من إجمالي صيد الأسماك في البحيرات الشمالية، ومصايد المياه العذبة. كما تمثّل الأحواض الفرعية للبحيرة مواقع لتربية الأحياء المائية. [2]
من الإجراءات المقترَح تنفيذها لتنمية البحيرة ما يلي:
- تحسين مراقبة وتنظيم المزارع السمكية داخل البحيرة
- معالجة مياه الصرف الصحي من المجتمعات المجاورة للبحيرة بحيث يتراجع استخدام البحيرة كوحدة معالجة ثانوية وثلاثية لمياه الصرف الصحي ومن ثم يتوقف ذلك.
- تحويل مياه الصرف الصحي الغنية بالمغذيات من محطة معالجة مياه الصرف الصحي ببورسعيد إلى البحر بدلًا من البحيرة وذلك عن طريق نظام توصيل المياه العميق. [2]
التدابير المتخذة للحفاظ على بحيرة المنزلة واستثمارها
أطلقت الحكومة المصرية مشروع «1997م- 1999م» بدعم مالي من مرفق البيئة العالمي، لتنظيف المياه الملوثة لمصرف بحر البقر للحدِّ من تلوث بحيرة المنزلة والبحر المتوسط.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت رئاسة الوزراء مساحة من البحيرة «حوالي 35 كم2» كمنطقة محمية في عام 1998م، متضمنة اتصال البحيرة بالبحر المتوسط في منطقة أشتوم الجميل.
عام 2017م، قامت الهيئة العامة للموارد السمكية بدمياط بتنظيف حوالي 3.2 مليون م2 من بحيرة المنزلة، وإزالة التعديات على البحيرة. [3]