نحن في طريقنا لتوديع عام 2015 وكلٌ منّا له طريقته الخاصة في توديع العام، الفلكيون لهم طريقتهم الخاصة أيضًا.
لقد كان عامًا مليء بالاكتشافات المذهلة بقيادة ناسا، سنعرض لكم أهم الأحداث التي تخص الفضاء لعام 2015 لنرسل اليها الوداع الأخير.
1. مرحبًا، بلوتو
في الرابع عشر من يوليو من هذا العام تحقق الحلم أخيرًا ووصلت أول مركبة في التاريخ للكوكب القزم بلوتو بعد رحلة استغرقت 9 سنوات. بمجرد وصول المركبة (New Horizons) استقبلها بلوتو بقلبه المُتجمِّد المُتشكِل على سَطحُه الموجود بالقرُب من خط الاستواء.
في البداية أُصيب العلماء بصدمة عندما اكتشفوا سهولًا من الثلج في منطقة «القلب» بدون فوهات، مما يشير إلى أن هذه المنطقة قد تَشكلّت حديثًا، وأن الكوكب مازال نشطًا جيولوجيًا حتى الآن.
تخطت المركبة (بلوتو) ومن المُفترض أن تصِل الى الجُرم (MU69 2014) الموجود في حزام كايبر أيضًا لدراسته في يناير 2019.
2. مياه على المريخ في وقتنا الحاضر
كان عام 2015 هامًا جدًا للمريخ على صعيد الاكتشافات وأيضًا بسبب تألقه في سينما هوليوود في فيلم (The Martian) دعنا نتحدث عن الاكتشافات، ولنترك لكم مناقشة الفيلم.
في 28 سبتمبر، أعلنت ناسا عن اكتشاف تدفقات أنهار «موسمية» من المياه المالحة على كوكب المريخ. وبالتأكيد هذا سيخدم المُستعمرين المُستقبلين للمريخ. ويؤيد فرضية وجود حياة سابقًة على المريخ.
حسنًا قبل أن ننتقل لحدثٍ آخر مهم، يجب أن أخبرك باكتشاف آخر مُثير للشفقة يخص المريخ، حيث أنه في الخامس من نوفمبر اكتشفت ناسا أن الرياح الشمسية كانت السبب وراء خسارة المريخ لمعظم غلافه الجوي. المعروف عن المريخ أنه قبل 3.5 مليار عام كان كوكبًا مُحاط بغُلاف جوي سَميك ومجال مغناطيسي قوي يحميه من الرياح الشمسية، بدرجة تسمح لأن يكون صالحًا للحياة وبه أنهار وأماكن خضراء وربما كائنات حية. ولكنه بدأ في خسارة غلافه الجوي بفعل الرياح الشمسية شديدة النشاط في ذلك الوقت، وبَرُدَ الكوكب حتى تَجمَّد لُبّهُ وتلاشى مجاله المغناطيسي، مما أدي إلى تسارع مُعدل تآكُل غلافه الجوي، حتى تحوّل من كوكب دافئ رَطبِ إلى كوكَب صحراوي جاف.
وفي الوقت الحاضر أصبح سُمك غلافه الجوي 1% من سُمك الغلاف الجوي للأرض.
3. مسبار (فيله) يستيقظ من سباته العميق
تَواصَل المسبار (فيله) مجددًا مع الأرض هذا العام بعد عدة شهور من السبات العميق نتيجة عدم قدرته على شحن بطارياته، هذا المسبار لا يقل أهمية عن أي مهمة أخرى في الفضاء، فقد هبط في عام 2014 على سطح المذنب (Comet 67P) لدراسته وتحليل الثلج والصخور الموجودة به للمساعدة في فك شيفرة أصل الحياة على الأرض.
4. اكتشاف الكوكب (Kepler-452b) في رحلة البحث عن الأرض-2
تُواصِل المركبة كيبلر البحث عن كواكب تقع في المنطقة الصالحة للسكن، وقد كان من ضمن الاكتشافات المذهلة الكوكب (كيبلر-b452)، وهو كوكب في الغالب تكوينه صخري، كما أن المسافة التي يبعدها عن نجمه هي تقريبًا نفس المسافة التي تبعدها الأرض عن الشمس. وقطر نجمه أكبر من قطر شمسنا بحوالي 10% وأكثر سطوعًا من شمسنا بحوالي 20%. يقع هذا الكوكب على بُعد 1400 سنة ضوئية فقط.
بالمسافات الفلكية فهو قريب جدًا، أما بإمكانياتنا الحالية فهو من شبه المستحيل الوصول إليه، حيث أن الوصول إليه بمركبة (New horizons) (أسرع مركبة يخترعها الأنسان) سيستغرق 26.7 مليون سنة.
5. خسوف العملاق الأحمر
أعلم أنه ليس اكتشاف! ولكنها ظاهرة هامة ونادرة وتستحق أن تُذكر.
في 28 سبتمبر حدث خسوف كلي للقمر، وقد تقارنت هذه الظاهرة مع ظاهرة «الحضيض القمري»؛ وهي الظاهرة التي يكون فيها القمر في أقرب نقطة له للأرض ويكون أكبر وأكثر سطوعًا من المعتاد. وقد كان هذا الحدث قريب من خط الأفق مما أضاف إليه جمالًا أكثر.
إذا فاتتك الظاهرة فعليك أن تنتظر حتى عام 2033 لتراها مرةً أخرى. أتمنى أن تتذكر هذا!
لقد انتهينا. بالتأكيد هناك الكثير من الاكتشافات الأخرى التي لا تقل أهمية عن هذه الاكتشافات بالأعلى، شاركها معنا وأخبرنا باكتشاف أو ظاهرة أُخرى تستحق التواجد في قائمتنا.
قبل أن نودع عام 2015، نتمنى أن يكون عام 2016 مليئًا بالاكتشافات والأحداث الفلكية الهامة أيضًا.
وداعًا عام 2015 ستكون عامًا لا يُنسى!
إعداد: Ahmaad M. Hanafi
مراجعة: Mohamed Sayed Elgohary
تصميم: Bothaina Mahmoud
المصادر: