كما أن للبشر التأثير الملحوظ على كوكب الأرض على كافة الأصعدة،فإن علماء المناخ صرّحوا بأن نسبة 90 % من الطاقة الحرارية التي يتسبب بها الإنسان في حدوث ظاهرة الإحتباس الحراري؛ تذهب إلى المحيطات دون اليابسة، وبسبب ذلك زادت درجة حرارة المحيطات في السنوات الأخيرة.
لكن وفقًا لدراسة حديثة باستخدام بيانات رصد للمحيطات والتي تعود إلى سفينة الأبحاث البريطانية «تشالنجر» في العام 1870م، بالإضافة إلى تكنولوجيا مراقبة أعماق المحيطات الحديثة والنماذج الحاسوبية؛ التي رصدت الحرارة العالية الناتجة عن ممارسات الحضارة البشرية؛ قد ذهبت إلى المحيطات خلال الـ 150 عام الماضية.
ووفقًا لتلك البيانات في دراسة نُشرت في مجلة «نيتشر – Nature» لتغير المناخ؛ فإن محيطات العالم قد استوعبت نحو «150 زيتاجول – zeta-joules» في الفترة مابين 1865-1997. ثم استوعبت نحو «150 زيتاجول» أخرى في السنوات الـ18 التالية.
ولتبسيط الصورة لإدراك تلك الكمية من الطاقة؛ فلو فرضنا أن قنبلة ذرية واحدة بحجم تلك التي ألقيت على هيروشيما انفجرت في كل ثانية لمدة عامٍ واحد، فإن إجمالي الطاقة التي ستنتج عن ذلك؛ ستصل إلى «2 زيتاجول» فقط.
- زيتاجول (Zeta-joules (ZJ : هي وحدة قياس للطاقة تساوي ضعفي الطاقة المستخدمة والناتجة من كافة البلدان على وجه الأرض؛ وفقًا لتقرير معهد ماساتشوستس للطاقة الحرارية الأرضية الذي نُشر عام 2006.
* 1 زيتاجول = 1021
وقال الباحث المشارك في الدراسة «بول دراك – Paul Durack» وهو عالم مختص بدراسة المحيطات في مختبر «لورانس ليفرمور الوطني» في كاليفورنيا: أن التغيُّرات التي نتحدث عنها هي أرقامًا كبيرة، ومعظم الحرارة المضافة انحصرت في ما يزيد عن 2300 قدم، وفي كل عام تمتص المحيطات العميقة المزيد من الطاقة الحرارية.
وقال «بيتر جليكلر – Peter Gleckler»، عالم المناخ في معهد «لورانس ليفرمور» أيضًا: أن كمية الطاقة في النظام المناخي للأرض في تسارعٍ شامل. ولأن المحيطات واسعة وباردة؛ فإن الحرارة الممتصة ترفع درجة الحرارة لأعشار الدرجة، لكن الأهم هو أن يظل هناك توازن للطاقة. وعندما تمتص المحيطات الحرارة؛ فإنها تُحافظ على السطح الخارجي من إمتصاص على المزيد من درجات الحرارة التي تسببها الغازات المسببة لظاهرة الإحتباس الحراري المنبعثة من إحتراق الفحم والنفط والغاز.
كما قال «كريس فورست – Chris Forest» مؤلف مشارك في الدراسة في جامعة بنلسفانيا: أن المحيطات أصبحت أكثر دفئًا، ويمكن أن تمتص أقل درجة حرارة موجودة، ودرجات حرارة أخرى ستظل في الهواء وعلى اليابسة.
أمّا «جين لوبشينكو – Jane Lubchenco» أستاذ العلوم البحرية في جامعة ولاية أوريغون، والرئيس السابق للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي: أن هذه النتيجة ستكون لها عواقب خطيرة مُحتملة على الحياة في المحيطات، فضلاً عن تأثر أنماط دوران المحيطات، ومسارات وشدة العواصف.
وأيضًا «جيف سفيرنس – Jeff Severinghaus» من معهد «سكريبس لعلوم المحيطات» فقد أثنى على الدراسة قائلًا: أن هناك تقدم حقيقي، وأدلة دامغة بأن البشر قد تسببوا في رفع درجة حرارة الكوكب بشكلٍ كبير. !
مصادر