الكيتش عادة يعتبر مصطلح سلبي يُستخدم في حالة التحقير أو الازدراء. يُنظر إليه على أنه إعادة للإبداع أكثر منه تحدي المعايير، مصدر من المتعة المطلقة التي تتناقض مع الإدراك الرفيع نتيجة للفن الرفيع.
بالرغم من أسبابه المبهمة، اتفق العلماء عامة على أن كلمة كيتش (Kitsch) دخلت في اللغة الألمانية في منتصف القرن التاسع عشر. وهي ترادف مصطلح (Trash) كوصف للكلمة، فمن المحتمل أن تكون الكلمة انشقت من كلمة ألمانية وهي (Kitschen) حيث تعني (جمع القمامة من الشارع)، أو من كلمة أخرى وهي (Verkitschen) وتعني (جعل الشيء رخيصًا). قاموس أوكسفورد عرف هذه الكلمة بأنها (تقديم شيء لا قيمة له) وصنف الأشياء التي تتصف بالكيتش على أنها (ذات طموح لا قيمة له).
أيًا كان الأصل المصطلحي لها، فإن (كيتش) اكتسبت الاستخدام الشائع لها من مصطلحات متعهدي الفن الميونيخي لإعطاء رمز للـ (الأشياء الفنية الرخيصة) في الستينات والسبعينات من القرن التاسع عشر. وبحلول القرن العشرين، أخذت الكلمة في الشهرة عالميًا. فهي اكتسبت قوتها النظرية منذ بدايتها حتى منتصف القرن العشرين، عندما اُستخدمت لوصف الأشياء وطريقة العيش التي ظهرت بسبب التحضر والإنتاج الكمي للثورة الصناعية. ولذلك، الكيتش تمس الجمالية كما في التوريطات السياسية، وإعلام المناظرات عن الثقافة الجماهيرية وتزايد التسويق الاجتماعي.
تميل نظرية الكيتش لتقليد التأثيرات التي تُنتج من الخبرات الحسية الواقعية، يقدم في ذلك تشبيهات مشحونة بكثافة، لغة، أو موسيقى تحفز التلقائية، و نتيجة لذلك رد فعل انفعالي وسيء. وجاذبية الكيتش تتواجد في صياغتها، وألفتها، وفاعليتها في المشاركة الحسية.
إذا كانت نظرية الكيتش تجاري الحقيقة بينما في نفس الوقت تقلد تأثيراتها، فإن حقيقة الكيتش تكمن في تلفيقها المدرك. )جيلو دورفليز- (Gillo Dorfles ذم الكيتش لطبيعتها المزيفة قائلًا: «إذا كنا نستطيع إدراك الإنتاج الكمي للأشياء المصنعة في الأصل مراد بها معاملتها على أنها أصلية، فيجب أن نقدر كل النسخ من الأعمال الفريدة والتي صُورت على أنها غير متكررة نظير تزييف الواقع».
المجادلات حول القيم النسبية للكيتش وطليعة الفن (avant-garde) ارتبطت بمثالية الحداثة و تزامنت مع الصراعات السياسية. بالرغم من تطور الكيتش على أنه مطاردة الفراغ، ربما يُنظر له على أنه راحة للطبقات الفقيرة، فهو لم يحرر الطبقات المتوسطة من عدم المساواة اجتماعيًا. بالأحرى، هو عمل على مضاعفة الاعتماد على الطبقات الفقيرة في نفس نظام الإنتاج.
يمكن تبني نظرية الكيتش من قبل القوة السياسية للتلاعب والتحكم في الجماهير: التشجيع على الكيتش هو مجرد طريق آخر غير مكلف والذي من خلاله تبحث الأنظمة الاستبدادية عن توصيل موضوعاتها ببراعة. مثل خطابات الثقافة الجماهيرية كانت تُقرأ تاريخيًا على أنها مجادلة ضد قمع القوانين الفاشية.
المراجع:
http://sc.egyres.com/zTGKL
ترجمة: Ala’a Mahmoud
مراجعة: Sherif M.Qamar
تصميم: Mohamed Qamar-Eddine
#الباحثون_المصريون