عرفت عادة خداع الناس بخدع غير مؤذية في العديد من الحضارات والمجتمعات حول العالم، كما عرفت بعض المجتمعات فكرة تخصيص يوما معينا لهذه المناسبة، فمثلا عرف الرومان عيدا يعرف باسم “هيلاريا” لتكريم الآلهة “سيبيل” والاحتفال بقيامة الإله “أتيس” والذي كانت تقام مراسم الاحتفال به ما بين أيام الخامس عشر والثامن والعشرون من مارس من كل عام، وكان من طقوسه تنفيذ خدع بسيطة علي الناس بغرض المزاح والضحك، كذلك عرفت الهند عيد “هولي” والذي يعرف أيضا باسم مهرجان الألوان أو مهرجان الحب والذي يقام حتى الآن في اليوم التالي لأول اكتمال قمري في الربيع (جاء هذا العام في السادس من مارس)، ومن مظاهر الاحتفال بهذا العيد أن تتحول ساحة الشوارع إلي ساحات قتال مرح للتراشق بالمساحيق الملونة الجافة وبالونات مياه مليئة بألوان مائية، ويتم قضاء النهار بأكمله في التراشق بهذه الألوان وشرب بعض المشروبات الخاصة بهذا العيد مثل شراب “الباهانج”.
أما بالنسبة ليوم كذبة إبريل الحالي والذي يعرف أيضا بـ “يوم كل الحمقى-All Fools Day” فعلي الرغم من أن تقليد الاحتفال به يمتد إلي عدة قرون مضت فلا يعرف علي وجه التحديد أصله أو كيف بدأ الاحتفال بهذه المناسبة في الأول من إبريل، حيث أن الاعياد القديمة سابقة الذكر تسبق الاول من إبريل بأسبوع علي الأقل.
أقوي النظريات التي تناولت أصل ذلك اليوم ترجعه إلي عام 1582م في فرنسا، حيث قام الملك “لويس التاسع” في هذه السنة بتبني التقويم الجريجوري الذي دعي البابا جريجوري الثالث عشر في ذلك العام رعاياه إلي اتباعه، و كان من نتيجة ذلك أن انتقل الاحتفال برأس السنة إلي اليوم الاول من شهر يناير بعد أنا كانت العادة في فرنسا العصور الوسطي بالاحتفال برأس السنة في يوم ال25 من مارس و هو يوم عيد “البشارة” وكان الاحتفال يستمر حتى اليوم الأول من إبريل والذي كانت تقام فيه احتفالات و مآدب بمناسبة دخول العام الجديد، ولكن اعترض بعض من المحافظين علي العادات والتقاليد القديمة في فرنسا علي تغيير موعد الاحتفال ببداية العام، وظلوا علي عادتهم بالاحتفال ببداية العام في الـ 25 من مارس وإقامة الاحتفالات في الأول من إبريل، لذلك فقد قام المجددون من الفرنسيين بنعتهم بالحمقى-Fools وأصبحوا مادة مناسبة للسخرية وارتكاب الخدع ضدهم، وكانت أغلب هذه الخدع عبارة عن إرسال دعوات لهم لحضور احتفالات وهمية أو إرسال هداية ساخرة بمناسبة عيد الأول من إبريل، وكان من تنطلي عليه الخدعة يطلق عليه لقب Poisson d’Avril و التي تعني “سمكة إبريل” في إشارة إلي أنه شخص ساذج كالسمكة الصغيرة التي يسهل أصطيادها، و كان الأطفال الصغار يقومون بصناعة سمك صغير من الورق و يلصقونها علي ظهور أصدقائهم كخدعة بمناسبة ذلك اليوم.
- المصدر:
Panati, Charles. Extraordinary Origins of Everyday Things. New York: Harper & Row Publishers, 1987. Print.