قديمًا كان الطب يقفُ عاجزًا أمام العديد من الأمراض كالالتهاب الرئوي، والسيلان- أو حتى الحُمّى الروماتيزمية- دون وجود علاج فعّال تجاه هذه الأمراض، ولكن هذه الأمراض أصبحت الآن أقلّ خطورة نظرًا لما نشهده من تطور علمي ملحوظ.
في عام 1928 قام العالم اﻻسكتلندي (ألكسندر فليمنج) باكتشاف البنسلين- أول مضاد حيوي حقيقي قادر على شفاء المصابين بالأمراض البكتيرية- عن طريق الصُدْفَة، وذلك عقب عودته من عطلة كان قد قضاها بعيدًا عن مُختبره. بعد عودة فليمنج إلى المُخْتَبر و أثناء قيامه ببعض الأعمال إلى جانب فرزه لبعض «أطباق بتري» التي كان يستخدمها من أجل زراعة مستعمرات المكوّرات العنقودية «بكتيريا تسبب الدمامل، التهاب الحلق، والخراجات» لاحظ أمرًا غريبًا للغاية في أحد الأطباق الموجودة.
لقد وجد أنّ هناك بقعة من العفن قد نمَت على أحد هذه الأطباق مع وجود بعض المناطق الخالية تمامًا من البكتيريا حولها؛ أي وجود بعض المناطق التي عجزتْ البكتيريا عن القيام بالنمو بها أو حولها، مما دفع فليمنج للتفكير في سبب مقنع لما حدث. فيما بعد وجد فليمنج أنّ ما يحتويه هذا العفن قد يكون قادر على قتل مجموعة كبيرة من البكتيريا الضارة المسببة للعديد من الأمراض مثل البكتيريا العقدية، والمكورات السحائية وغيرهما، ولهذا قام العالم الجليل بتعيين بعض مساعديه وهم ( كرادوك ستيوارت، وفردريك ريدلي) من أجل عزل البنسلين، ثم قام بنشر بحثه فيما يتعلق بالخصائص العلاجية للبنسلين في «The British Journal of Experimental Pathology» عام 1929.
«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،