بأكثر من 950 مشروع في 44 بلدًا حول العالم، انتهت مسيرة واحدة من أهم معالم العمارة في العالم، تاركةً إرثًا لا يُستهان به، بطابعٍ معماري مميز يدركه الجميع بمجرد النظر إلى أعمالها.
حفرت زها حديد اسمها في قلوب كل من لديه شغف للعمارة، فإن كانت حقًا قد فارقت عالمنا فإن أعمالها باقية.
الإرادة والتحدي والسعي لتحقيق الحلم هي أبسط الدروس المستفادة من حياة أسطورة العمارة زها حديد.
ولِدَت زها عام 1950 في العاصمة العراقيه بغداد، ووالدها محمد حديد وزير المالية الأسبق، وعلى الرغم من نشأتها في أسرةٍ رفيعة، إلَّا أنها لم تتوقف عن سعيها لتحقيق حلمها الخاص حتى بعد أن حصلت على ليسانس الرياضيات، حيث انتقلت إلى لندن عام 1972 لدراسة العمارة في الجمعية المعمارية (ArchitecturalAssociation)
وتخرجت عام 1977، ثم التحقت بالعمل بمكتب متروبوليتان للهندسة المعمارية (OMA) المملوك لريم كولاس وإليا زنجليس، ثم بدأت مرحلةٌ جديدة وحاسمة في حياتها.
عام 1978 أنشأت مكتبها الخاص ثم فازت بجائزة(prestigious competition) عن تصميمها المُقترح لنادٍ ترفيهي في هونغ كونغ عام 1983، ثم أقامت العديد من المعارض الأخرى، منها معرض (GA Gallery) بطوكيو عام 1985، ومتحف الفن الحديث في نيويورك عام 1988، وقسم الدراسات العليا للتصميم في جامعة هارفارد عام 1994، وصالة الانتظار في المحطة المركزية الكبرى بنيويورك عام 1995.
نالت زها شهرةً واسعةً نظرًا للاختلاف السائد في أعمالها، حيث اعتمدت على اتجاهٍ عصريٍّ جديد يُعرف بـ«العمارة التفكيكية» والذي يعتمد على هدم الأسس الإقليديسية، والاعتماد على الحركة والديناميكية وتفكيك المنشأ إلى أجزاء.
وبالرغم من النجاح الكبير لزها حديد في العمل الخاص، تابعت أيضًا العمل بالتدريس في العديد من الجامعات مثل جامعة هارفارد، جامعة بيل، جامعة إيلينوي، جامعة كولومبيا، جامعة الفنون البصرية في هامبورغ، وجامعة الفنون التطبيقية في فيينا.
الجوائز
فازت المهندسة العراقية بأرفع جائزة نمساوية عام 2002، حيث حصلت على جائزة الدولة النمساوية للسياحة.
وفي 2004 فازت زها حديد بجائزة بريتزكر التي تمنحها (مؤسسة هيات المالكة لسلسة فنادق ريجينسي) لأحد المعماريين الأحياء، وتبلغ قيمتها المادية 100.000 دولار مقرونةٍ بميدالية برونزية. وهي أصغر من فاز بها سنًا حينها، حيث أشادت لجنة التحكيم بالمعجزات العمرانية التي حققتها زها حديد ووصفتها بأنها «إسهامات مهمة وباقية للبشرية» وأُسنِدَت إليها الجائزة بعد فوزها في مسابقة تشييد مركز روزنثال للفن الحديث في سينسيناتي في أوهايو عام 2004.
ومنحت لها جائزة «توماس جيفرسون للهندسة المعمارية» عام 2007 تقديرًا لمساهمتها الجدية والمتفردة في الهندسة المعمارية.
اُختيرت زها كرابع أقوى امرأة في العالم في 2010 حسب تصنيف مجلة التايمز.
وفي 2012 حصلت على وسام التقدير من الملكة البريطانية، واختيرت كأفضل الشخصيات في بريطانيا.
وفي 2016 فازت بجائزة ريبا (الميدالية الذهبية الملكية للعمارة) لعام 2016. وأصبحت المعمارية العراقية زها أول امرأة تحصل على هذه الجائزة والتي هي أعلى تكريم يقدمه المعهد الملكي البريطاني اعترافًا بالإنجاز التاريخي في مجال الهندسة المعمارية.
من أعمالها
(مركز حيدر عليف بباكو)
والت نالت علية جائزة متحف لندن للتصميم لعام 2014 وهي أول امرأة تفوز بالجائزه الكبرى منذ تأسيسها منذ سبع سنوات.
(منصة التزحلق في أنسبروك)
في ديسمبر 1999 فازت زها حديد بالمسابقة العالمية لمنصة التزحلق الجديدة في جبل بيروجسل في أنسبروك وقد تم افتتاحه في نهاية عام 2001.
(جسر الشيخ زايد)
فازت زها حديد عام 1997 بمسابقة لتصميم جسر الشيخ زايد، وهو جسر قوسي، وتبدو الفكرة التصميمية للجسر في تجميع مجموعة من جدائل الإنشاء في شاطئ واحد، وهي ترتفع وتندفع فوق القناة. والجسر عبارة عن منحنى يشبه شكل الموجة، ويرتفع العقد الأساسي للجسر حوالي 60 مترًا فوق مستوى الماء ويصل إلى 20 مترًا في النهاية. وتعد اليابسة بمثابة منصة الانطلاق لإنشاء الجسر.
(محطة إطفاء الحريق بألمانيا)
وقد وُصِفَ المبنى في الوسط المعماري كتعبيرٍ عن مطافئ جاهزة في أي لحظة، كما لو أن الإنشاء بالكامل يمكن أن ينفجر في أي لحظة، وقد بنيت المحطة في الفترة من 1991 إلى 1993.
(محطة قطار ستراسبورج ألمانيا)
دُعيَت زها عام 1998 لتصميم محطة مترو وموقف يسع 800 سيارة، وقد انتهى المشروع عام 2001.
(مركز الفنون الحديثة بروما)
وقد مُنِحَت زها حديد الجائزة الأولى في المسابقة الدولية التي أقيمت في فبراير 1999م لاختيار تصميمٍ لهذا المركز.
(مشروع القبة الألفية بلندن)
القبة الألفية هي أرض كبيرة بُنيَت في لندن بمناسبة دخول الألفية الثالثة عام 2000، وتحتوي القاعة على عدة مناطق عرض تم إسناد تصميم إحداها إلى زها، وهي منطقة العقل، وقد قامت زها حديد بتصميم كل العناصر الخاصة بهذه المنطقة التي تشرح عمل العقل البشري.
أعمالها المستقبلية
(دار دبي للأوبرا)
سيتم إنشاء هذه الدار وسط جزيرة في مياه دبي، حيث تبلغ مساحتها أكثر من ثلاثة ملايين قدم مربع.
(الاستاد الوطني الجديد في اليابان)
فازت زها حديد بتصميم «جوهرة 2020» كما يُطلق على الاستاد الوطني الجديد في اليابان، في خطوةٍ مهمة من اليابان نحو الفوز باستضافة أولمبياد 2020، وبالفعل فازت اليابان باستضافة الأولمبياد، وقد توقف العمل في المشروع نظرًا لارتفاع تكلفة إنشائه التي بلغت 252 مليار ين ياباني! مما جعله أكثر الاستادات تكلفةُ في العالم. وتم استبداله بتصميم آخر للمعماري كنجو كوما (Kengo Kuma) وتسبب في خلافات بين مكتب زها حديد والحكومة اليابانية.
(المبنى العائم بدبي)
في دبي، وهو عبارة عن برجين بارتفاع 21 دورًا، ويحمل المبنى اسم (opus).
(البنك المركزي العراقي)
مركز الثقافة باليابان
المسرح الكبير في مدينة الرباط بالمغرب
دار الأوبرا في جوانجو
دار الملك عبد الله للثقافة والفنون في الأردن
متحف جوجنهايم والأرميتاج
مكتبة ومركز تعليمي في فيينا
محطة مترو الرياض
المصادر :
إعداد: Mostafa refeat
مراجعة علمية : Mahmoud Mohamed Ouf
مراجعة لغوية : Mohamed Sayed Elgohary
تصميم : Mostafa refeat
#الباحثون_المصريون