شركة واتساب

في يوم 19 فبراير عام 2014 أعلنت شركة التواصل الاجتماعي الشهيرة فيس بوك(FaceBook) شراء شركة المراسلة اللاسلكية واتساب (Whatsapp)، في مقابل 19 مليار دولار بعد خمس سنوات فقط من بدء العمل بإنشائها، ومن المثير للدهشة أنَّ عدد موظفي شركة واتساب خمسون شخص فقط، وهي تُعد أضخم صفقة تمت في هذا المجال منذ عام 2001.

تم تأسيس هذه الشركة من قبل الأمريكي بريان أكتون(Brian Acton) والأوكراني جان كوم(Jan Koum)، وهذه الشركة قد غيرت مجرى الإرسال اللاسلكي، وأودت بنظام الإتصال التقليدي فهي تُعتبر أكبر شركة مراسلة في العالم.

نشأ جان بأوكرانيا ثم انتقل إلى ولاية كاليفورنيا عندما كان بالسادسة عشر من عمرة، وبعد ثلاثة أعوام امتلك أول حاسوب شخصي، حيث كان عضو بشبكة الاختراق المشهورة (WOOWOO)، وكان بعضوية هذه الشبكة أيضًا رجال أعمال متخصصين بمجال التكنولوجيا مثل سين باركير (Sean Parker) وشون فانينج(Shawn Fanning).

وبعد ذلك ذهب جان إلى جامعة ولاية سان جوزيه لدراسة الرياضيات وعلوم الحاسب، وفي النهاية ترك الدراسة ليعمل مع مؤسس شركة ياهو(Yahoo)، وعمل أيضًا كمحلل أمني في شركة (ارنست اند يونغ)، وتعتبر من أكبر خمس شركات بالعالم.
وقد نشأ المؤسس الآخر (بريان) في فلوريدا وتخرج في جامعة ستانفورد عام 1994 في علوم الحاسب أيضًا، وقبل أن يتخرج عمل بشركة ابل(Apple) كمهندس برمجيات، وفي عام 1996 كموظف بشركة (ياهو)، وتقدم للعمل بشركة (تويتر) ولكن لم يحالفه الحظ، وكلًا من (بريان) و(جان) تقدما للعمل بشركة (فيس بوك) وتم رفضهما أيضًا.

فكيف تقابل الصديقان ليصلا إلى هذا النجاح بعد مضي وقت كبير من عمرهما ولم يتوقفا عن الطموح؟
في الوقت الذي كان يعمل به جان في (ارنست اند يونغ)، كان يعمل على فحص نظام إعلانات شركة (ياهو)، حينها أدرك (بريان) أنَّ (جان) ليس كغيره من العاملين بشركة الأمن حيث كان يتميز بالصراحة والوضوح أكثر من غيره، وبذلك ظهر أول تشابه بينهما وهو عدم المقدرة على اللامبالاه؛ وبعد مرور ستة أشهر تقدم (جان) للعمل بشركة (ياهو) كمهندس برمجيات، وبمرور الوقت تزايدت صداقتهم، وبقدوم عام 2007 تركا الشركة للذهاب إلى جنوب أمريكا.

في عام 2009 جاءت فكرة إنشاء الشركة في ذهن جان أثناء مشاهدة فيلم ليلا، وطلب من بريان الانضمام لشركته، وبدأت كفكرة بإرسال ملاحظات عمل لأصدقائه وبمرور الوقت تحول إلى تطبيق رسائل لحظي، بدل من التفكير بإنشاء طرق جديدة للإعلانات، فيقول جان “لا أحد يستيقظ سعيدًا لرؤية مزيدًا من الإعلانات ولا ينام وهو يفكر في ما سوف يراه من الإعلانات غدًا”.

وفي شهر أكتوبر من نفس العام تواصل بريان مع العديد من شخصيات شركة ياهو لتمويل الشركة بقيمة 250 مليون دولار، فالطريقة التي اتبعوها أتت ثمارها، فها هو قد أصبح لهم 450 مليون مستخدم ومليارات الرسائل يوميًا، ويُقدَّرون بضعف مستخدمي شركة تويتر.
فما السبب وراء هذا النجاح الذي هز أسواق الأموال العالمية بهذه الصفقة الضخمة ؟

إذا بحثنا وراء الخطوات التي اتبعوها لتحقيق هذا النجاح، فإننا لم نرى شيئًا ساعدهم في ذلك غير الإصرار والتخطيط السليم للمستقبل، فلقد جاءا بالفكرة من محض الصدفة، وكانا كغيرهم من الآلاف من العاملين بشركة ياهو وكذلك في مستوى اجتماعي متواضع، والأكثر من ذلك أنَّهم تقدما للعمل بشركة فيس بوك وتم رفضهما، وبدأ الرجلين في البحث عن فكرة بعدما تخطو سن الثلاثين.
فتمسك بحلمك واسع لتحقيقة فإنَّ النجاح ينتظِرُك، فإنَّك إن لم تسع لتحقيقة سيسخرك غيرك لتحقيق حلمه!

إعداد: بلال محمد
مراجعة: مالك المغربي
تصميم: بلال محمد
المصادر:
https://medium.com/the-story-of-grip/5-things-every-founder-can-learn-from-the-story-of-whatsapp-b6496bc4f54d#.orrzo5wh4
http://www.bloomberg.com/news/articles/2014-02-20/whatsapp-s-founder-goes-from-food-stamps-to-billionaire