هل يمكن لخلية في الجلد أن تصبح خلية في المخ أو خلية في القلب أو بنكرياس فتفرز الأنسولين ؟! كانت هذه التساؤلات في القدم خيالًا علميًا، إلا أنه والآن أصبحت واقعًا بفضل الأبحاث المكثفة في هذا المجال وهو الطب التجديدي.
هدف الطب التجديدي هو استبدال الأعضاء التالفة بأخرى سليمة ويتم عمل ذلك من خلال زرع الخلايا الجذعية، فنقل الخلايا الجذعية في علاج أمراض الدم ينجح بشكل متزايد، ولكنها كانت محدودة في علاج أمراض أخرى، وبالرغم من الجهود المبذولة لتطوير طرق برمجة الخلايا الجذعية إلا أنها تواجه الكثير من المشاكل التي تخص الأمان في المحاولات الإكلينيكية.
يدخل الطب التجديدي في استعادة وتجديد الأنسجة ويتضمن هذا المجال أيضًا هندسة الأنسجة وبالتالي يمكن التغلب على مشكلات زرع الأعضاء مثل رفض العضو المزروع أو الإصابة بالأمراض بسبب تثبيط الجهاز المناعي لمنع رفض العضو المزروع، وهذا في حالة وجود متبرع فماذا إذا لم يوجد متبرع وماذا إذا وجد ولم يتفق نسيج المتبرع مع نسيج المستقبل ؟ يهدف العلاج بالخلايا الجذعية إلى تجديد الأنسجة التالفة من خلال حقن تلك الخلايا وتعمل من خلال آليات عديدة ومن ضمنها إفراز جزيئات نشطة حيويًا.
مصدر الخلايا الجذعية: النخاع العظمي، والحبل السري، والدم، والأسنان.
وفي هندسة الأنسجة يتم استخدام خلايا جسدية بالغة متمايزة من الشخص نفسه ويتم هندستها بثلاث عمليات:
- فقد التمايز- Dedifferentiation
وفي هذه الخطوة يتم تحويل الخلايا البالغة المتمايزة إلى خلايا أقل تمايزًا وبالتالي يمكنها التجدد والتمايز لخلايا أخرى (يتم في العمليات الآتية إضافة جينات وبروتينات وعوامل محفزة وغيرها لإكمال العملية بالشكل المرجو على طبقٍ مخصص وبيئة مناسبة متحكم بكل العوامل التي من ممكن أن تؤثر عليها)
- التمايز التحولي- Transdifferentiation
وفيها يتم تحويل الخلايا الناتجة عن فقد التمايز إلى خلايا جديدة غير قابلة للتغير
- إعادة البرمجة- Reprogramming
وتحدث هذه العملية طبيعيًا أثناء الإخصاب ولكن في هندسة الأنسجة يتم تحفيزها صناعيًا لإعادة برمجة الخلايا المتمايزة حتى يكون لها القدرة لبرمجة خلايا أخرى.
وهذه العمليات الثلاثة تستخدم لتحويل الخلايا المتمايزة إلى أخرى لها القدرة للتحول إلى خلايا أخرى مرغوبة إلا أنه لا يمكن زرعها مباشرة إلا بعد إصلاح الجينات التي تلفت.
ويُطلق على الخلايا البالغة المتحولة إلى خلايا جذعية لفظ induced- pluripotent stem cells
وبالتالي يمكن زراعة نسيج من خلايا المريض نفسه بفضل هندسة الجينات والتغلب على كل القضايا والمشكلات المتعلقة بنقل وزرع العضو.
ومن أكبر التحديات الملحوظة التي تواجه الطب التجديدي هو قدرته على توفير خلايا قابلة للزرع. إنّ زراعة الخلايا الجذعية أظهر نتائج جيدة في علاج بعض الأمراض كسرطان الدم- leukemia وسرطان الغدد اللمفاوية- lymphoma واضطربات نقص المناعة- immune deficiency disorders إلا أن زرع الخلايا الجذعية في الأعضاء (الصلبة) لم تُظهر النتائج نجاحًا مثل التي أحدثته في علاج الأمراض السابق ذكرها، وهناك قضايا تتعلق بالأمان حيث أنه يتم تعديل الجينات في الخلايا البالغة لتحويلها إلى أخرى جذعية مما يجعلها من المحتمل أن تسبب السرطان عند زرعها في المريض.
ويساعد فهم الآليات الجزيئية التي تتحكم في تلك العمليات والتمايز في تطبيق العلاج بالخلايا الجذعية في المجال الطبي.
وبالرغم من كثرة الأبحاث والاهتمام المتزايد بهذا المجال (الطب التجديدي) إلا أنه يتقدم ببطئ ومن أكبر القضايا التي تواجه تقدمه كما ذكرنا من قبل هو الأمان لأنها من المحتمل أن تسبب السرطان. وبالطبع هناك أبحاث كبيرة لإمكانية استخدام الخلايا الجسدية وتحولها لخلايا جذعية.
إعداد/ترجمة: Tagreed Tarek
مراجعة: Matalgah Hamzeh
تصميم: Sara Hassan
المصدر: http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4410894/