هل تؤثر المقاطع الإباحية على الدماغ؟

يجيب علماء النفس على هذا السؤال بتفسير ثلاث دراسات اهتمّت بدراسة معالجة الدماغ للمشاهد الإباحية والصور المثيرة جنسيًا، والتي تعرض الآثار المُحتملة على الدماغ وكيفية تأثير ذلك على نظرتنا لأقراننا وزملائنا. أعلنت دراسة حديثة في علم الأعصاب أنّه كلما زاد معدّل مشاهدة الأفلام الإباحية كلما قلت كميّة «المادة الرمادية – grey matter» في الدماغ – المادة الرمادية تتضمّن أجزاء من الدماغ مسؤولة عن التحكّم في العضلات والإدراك الحسّي مثل النوم والسمَع والذاكرة والعواطف والقدرة على التحدّث وصُنع القرارات والتحكّم بالنفس – وحازت الدراسة على العناوين الرئيسيّة في الأخبار حول العالم، مما يطرح سؤالًا على المُستمع: هل المُثيرات الجنسيّة حقًا لديها هذا التأثير على الدماغ؟

كانت مجلة «جاما للطب النفسي– JAMA psychiatry» تحتل عناوين الأنباء في شهر مايو لعام 2014 بسبب نشرها لدراسة تقول أنّه بزيادة معدّل مشاهدة الرجال للأفلام الإباحية يقلّ نشاط وحجم أماكن معيّنه من الدماغ خصوصاً «الجسم المخطط – striatum»– له علاقة بالدافع والمكافأة-  ووجدوا أيضًا أن الاتصال بين «قشرة الفصّ الجبهي- prefrontal cortex »– الجزء من الدماغ المسؤول عن صنع القرارات ووضع الخُطط والتحكّم في السلوك–  و«الجسم المخطط – striatum» ضَعُف أكثر كلّما زاد معدل مشاهدة الأفلام الإباحية. فافترض الباحثون أن هذه الاختلافات بين مُشاهدي المقاطع الإباحية وغيرهم من الممكن أن تكون نتجت عن التحفيز الشديد لنظام المكافأة، لكن قبل أن تُغلق جهازك وتذهب هناك ثلاثة أشياء يجب أن تعرفهم:

أولاً العيّنة التي أُجريت عليها الدراسة كانوا رجالًا أصحّاء وتم اختبارهم للأمراض النفسيّة أو المشاكل العصبيّة أو الأمراض أو تعاطيهم لأي مخدّر، لذا فإنه على الرغم من الاختلافات بين أدمغتهم فإن هذه الاختلافات لا يبدو أنها تأثّر على صحّتهم أو وظائفهم وأنشطتهم اليوميّة.

ثانيًا ليست فقط المقاطع الإباحية التي تؤثر على دماغك، فكل شيء وأي شيء تفعله بصفة مستمرّة– من تدخين الحشيش للعزف على آلة موسيقية لقيادة شاحنة– من الممكن أن تؤثر على دماغك، لذا فهذا ليس مهمًا بقدر السؤال الأهم والأخطر: هل تؤثر على صحّتك ووظائفك أو تسبب لك مشكلة حقيقية؟

ثالثًا وأخيرًا هذه الدراسة كانت مجرد لمحة سريعة تُلقي الضوء على هذا الموضوع، فالمُشاركين لم تتم متابعتهم في كل جزء من حياتهم، لذا لا يُمكننا إجابة سؤال: هل مشاهدة المقاطع الإباحية تقلّص الدماغ أم أنّ تركيب الدماغ تغيّر ليؤهبك للحصول على مزيد من المُتعة والمقاطع الإباحية؟

 

ترجمة: Ahmed Mosad

مُراجعة علمية: Mahmoud Ahmed

مُراجعة لغوية: Amany Elshabasy

المصادر: http://goo.gl/oMijf1

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي