تعد البكتريا القولونية (E.coli) من أكثر أنواع البكتريا الممرضة انتشارًا ومسئولة عن ملايين المشاكل التي تصيب المسالك البولية والأمراض التي تأتي من الطعام الملوث كل عام. وقد أُرسل هذا النوع من البكتريا إلى محطة الفضاء الدولية (ISS) يوم السبت الحادي عشر من نوفمبر العام الماضي لتخضع لدراسة مقاومتها للمضادات الحيوية. وأُطلقت المهمة (EcAMSat) لمحطة الفضاء الدولية في الساعة 12:37 بتوقيت غرينتش.
ستدرس التجارب تأثير (الجاذبية الصغرى – Microgravity) على قدرة البكتريا على النمو والازدهار عند تعرضها للمضادات الحيوية، وقد طوّرت البكتريا الممرضة مثل E.coli جينات جديدة منذ أن بدأ البشر في استخدام المضادات الحيوية في منتصف القرن الـ20 وحتى الآن مما جعلها أكثر مقاومة للمضادات الحيوية. وستقوم المهمة بدراسة تأثير الرحلات الفضائية على مقاومة البكتريا للمضادات الحيوية وعلى تركيبها الوراثي.
وقد ذكر مسئولون في ناسا أنَّ المقاومة البكتيرية للمضادات الحيوية قد تسبب ضررًا لرواد الفضاء في الجاذبية الصغرى حيث تكون الاستجابة المناعية ضعيفة، ويعتقد العلماء أنَّ نتائج هذه التجربة ستساعد في تصميم تدابير مضادة فعالة لحماية صحة رواد الفضاء خلال الفترات الطويلة التي يقضونها في مهماتهم الفضائية.
من ناحية أخرى قد تساعد هذه الدراسة في الأبحاث الطبية لفهم كيفية استجابة البكتريا للضغط المعرضة له والذي قد يقود إلى تطوير العديد من المضادات الحيوية الفعّالة طبقًا لهذه الحالة، وكتب مسئولون في ناسا خلال وصفهم للدراسة أنَّها تهدف لتحديد أقل جرعة مطلوبة من المضاد الحيوي لوقف نمو E.coli التي تصيب كلًا من البشر والحيوانات.
وستتم هذه التجربة في القمر الصناعي (6U Cubesat) بدلًا من أن تتم داخل محطة الفضاء، هذا القمر يبلغ حجمه 6 مرات حجم القمر (Cubesat)، ويزن حوالي 10.4 كجم، ويبلغ طوله 36.6 سنتيمتر وعرضه 22.6 سنتيمتر، أمَّا ارتفاعه فيصل إلى 9.9 سنتيمتر. وسيرسل الموزع (نانوراكس كيوبسات – NanoRacks Cubesat) في محطة الفضاء الدولية البكتريا في طريقه وسيتم إجراء التجربة بشكل مستقل داخل كيوبسات، وستتعرض خلال التجربة سلالات عديدة طبيعية ومتحولة من E.coli لتركيزات مختلفة من المضادات الحيوية.
ووضح مدير المشروع في مركز أبحاث (أميس – Ames) التابع لوكالة ناسا بولاية كاليفورنيا (ستيفن سبريمو – Stevan Spremo) في مؤتمر تلفزيوني أنَّ الغرض من هذا هو تحدي البكتريا بوضعها تحت مستويات ضغط مختلفة يتم التحكم بها من خلال برمجيات، ثم بعد ذلك تُصبغ البكتريا بصبغات تغيير لون خاصة والتي سيتغير لونها من الأزرق إلى الوردي عند عمل الإنزيمات الناتجة من عملية التمثيل الغذائي الخلوي، ممَّا يعني أنَّ البكتريا ستظهر باللون الوردي عندما تقاوم المضاد الحيوي وتستطيع البقاء على قيد الحياة خاصة مع مضاد حيوي يسمى (Gentamicin)، ويقول سبريمو:
«بعد ذلك سنستطيع النظر إلى التوجهات ونكون قادرين على فك شفرة الاستجابة التي حدثت والجين المستهدف الذي نبحث عنه. وأضاف أيضًا: إذا رأينا الاستجابة مع هذا الجين كمؤشر على ما يحدث لمقاومة المضادات الحيوية يمكن أن نكون قادرين على زيادة فعالية المضادات الحيوية، وكذلك استخدامها في المستقبل في رحلات الفضاء وعلى الأرض، كما تُعد E.coli أخطر في الفضاء ممَّا هي على الأرض».
ترجمة: مصطفى حليم
مراجعة: آية غانم
تدقيق لغوي: إسراء عادل
المصادر: