«الواقعية الشعرية» (Le Réalisme Poétique) هو اتجاه سينمائي ظهر في السينما الفرنسية في ثلاثينيات القرن العشرين وظل رائجًا حتى الحرب العالمية الثانية. تميز هذا الاتجاه –كما يوحي مسماه- بتصوير الحياة الواقعية، خاصةً للطبقة العاملة والشخصيات المهمّشة، من وجهة نظر يغلب عليها نزعة تشاؤمية، لكنها في الوقت نفسه ذات طابع جمالي واضح.(1) من أبرز مخرجي هذا الاتجاه: جوليان دوفيفيه (Julien Duvivier)، (جان فيجو-Jean Vigo)، مارسيل كارنيه (Marcel Carné)، وأبرزهم على الإطلاق (جان رينوار-Jean Renoir) –ابن الرسام الانطباعي الفرنسي (بيير أوجاست رينوار-Pierre-Auguste Renoir)-. أما عن الممثلين دائمي الظهور في أفلام هذا الاتجاه، فكان أشهرهم (جان جابين-Jean Gabin)، ومنهم أيضًا: (أرليتي-Arletty)، و( ميشيل سيمون- Michel simon).
أسلوب الواقعية الشعرية
في ثلاثينيات القرن العشرين قام عدد من صناع الأفلام الفرنسيين بتطويع أسلوب سينمائي مميز، يغلب عليه الطابع التشاؤمي سُمي بـ«الواقعية الشعرية»، حيث كان ذلك الأسلوب يتفق مع مناخ اليأس الذي سيطر على فترة ما قبل الحرب في فرنسا.(3) كانت أفلام «الواقعية الشعرية» بشكل عام تنزع إلى تصوير شخصيات مغلوبة على أمرها، تحيا على هامش المجتمع، تعطيها الحياة فرصة عابرة لإيجاد السعادة والحب، ثم لا تلبث أن تخيب مساعيها مرةً أخرى.(4) على عكس سينما هوليوود في ذلك الوقت، تميزت «الواقعية الشعرية» برفضها إقحام نهايات سعيدة غير مقنعة على الأفلام، فكان يغلب على موضوعات أفلامها سمات خيبة الأمل والحنين إلى الماضي.(1)
قد يبدو للوهلة الأولى مسمى «الواقعية الشعرية» متناقضًا، بيد أن في قلب واقعية هذا الاتجاه تكمن عناصر جمالية واضحة ولمحات بديعة من الشعرية متأصلة في أشكال التعبير التي تبناها معتنقو هذا الاتجاه الذين ابتعدوا عن تصوير الواقع في هيئة وثائقية تسجيلية، واتجهوا إلى التصوير داخل استديوهات(6) وتطوير أشكال تعبيرية خاصة بهم تمكنهم من خلق طرق جديدة لتأمل العالم.(1) فقاموا بتصوير قصص الحب المحكوم عليها بالفشل والحياة البائسة للطبقات الدنيا، حيث كانت «الواقعية الشعرية» بمثابة نقد اجتماعي لأوضاع تلك الطبقات.(5)
من أشهر أفلام «الواقعية الشعرية»: «لاتالانت» (1934) (L’Atalante)، «القاع» (1936) (Les Bas–fonds)، «بيبي لو موكو» (1937) (Pépé le Moko)، «الوهم الكبير» (1937) (La Grande Illusion)، «مرفأ الضباب» (1938) (Le Quai des brumes)، «فندق الشمال» (1938) (Hôtel du Nord)، «الوحش البشري» (1938) (La Bête Humaine)، «قواعد اللعبة» (1939) (La Règle du Jeu، «طلوع النهار» (1939) (Le Jour Se Lève)، «أبناء الفردوس» (1945)(Les Enfants du Paradis).(6)
لاتالانت
«لاتالانت» هو فيلم فرنسي أُنتج عام 1934، وهو آخر أفلام مخرجه جان فيجو الذي توفى في العام نفسه بمرض السُّل في عمر التاسعة والعشرين. تدور أحداث الفيلم حول ربَّان مركب يتزوج من فتاة ريفية، وينتقلان للعيش معًا على متن المركب مع الطاقم المكون من مساعد الربان العجوز وقططه الكثيرة بالإضافة إلى خادم المركب. تلك القصة التي تبدو في ظاهرها بسيطة ومألوفة تضم في طياتها ألوانًا جمّة من المشاعر والأحداث تجعلها بمثابة مشهد مصغر للحياة بكاملها.(7)
في فيلمه مزج فيجو بين الشاعرية ولمحات من السريالية مع شحنة واقعية، مصورًا حياة الطبقة العاملة كخلفية لقصة الزوجين الشابين.(8) وفي النهاية استطاع فيجو –كما يقول المخرج والناقد السينمائي الفرنسي فرانسوا تروفو (François Truffaut)- أن يحول فيلمه إلى شعرٍ مرئي.(9)
كان الاستقبال الذي تلقاه الفيلم وقت صدوره فاترًا على المستويين النقدي والجماهيري. أما بعد الحرب العالمية الثانية أُعيد اكتشاف أعمال جان فيجو، واحتفى النقاد بالفيلم كأحد أعظم الأفلام في تاريخ السينما.(8)
الوهم الكبير
«الوهم الكبير» هو فيلم فرنسي مناهض للحرب أُنتج عام 1937، من إخراج جان رينوار، وبطولة جان جابان والمخرج النمساوي إريك فون ستروهايم (Erich von Stroheim). يروي الفيلم قصة ضباط فرنسيين يقعون أسرى في معسكر اعتقال ألماني أثناء الحرب العالمية الأولى. ويقدم رينوار في فيلمه نظرة فاحصة على العديد من القضايا كالقومية وجدوى الحرب وأسبابها والتمييز الطبقي والروابط الإنسانية في مواجهة الحرب وانهيار الطبقة الأرستقراطية في أوروبا. ومن المفارقة أن الوهم الكبير الذي كان يقصده رينوار في عنوان فيلمه -الذي صدر على مشارف الحرب العالمية الثانية- وصرح به على لسان أحد الشخصيات هو «الوهم أن تلك الحرب –الحرب العالمية الأولى- هي الحرب الأخيرة لإنهاء جميع الحروب».(10)
بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، ودخول الجيش الألماني النازي فرنسا، تمت مصادرة نسخة الفيلم، وأعلنه وزير البروباجاندا النازي جوزيف جوبلز (Joseph Goebbels) «العدو السينمائي رقم 1 للدولة»، بيد أن نسخة الفيلم الأصلية تم إنقاذها، وظلت تتنقل بين أرفف الأرشيفات السينمائية بين برلين وموسكو وأخيرًا تولوز حتى تمت إعادة اكتشافها في التسعينيات.(11)
فيلم «الوهم الكبير» كان أول فيلم غير ناطق بالإنجليزية يرشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم عام 1939،(12) وغالبًا ما يصنف كأحد أعظم الأفلام في تاريخ السينما.(10)
قواعد اللعبة
«قواعد اللعبة» هو فيلم فرنسي من إخراج جان رينوار، صدر قبيل الحرب العالمية الثانية في عام 1939 قبل أن تقوم الحكومة الفرنسية بحظره بزعم أنه مثبط للروح المعنوية.(13)
يقدم الفيلم نقدًا اجتماعيًا لاذعًا في إطار من كوميديا السلوك (Comedy of Manners). يحيك رينوار أحداث فيلمه على خلفية عطلة صيد في المنزل الريفي لأحد النبلاء، حيث تتشابك عوالم السادة والخدم، وتتصادم الدوافع والأهواء، وتنكشف النفوس عن حقائق بغيضة.(14)
في كتابته للفيلم تأثر رينوار بكلاسيكيات المسرح الهزلي الفرنسي، كأعمال بيير دي ماريفو (Pierre de Marivaux)، وبيير بومارشيه (Pierre Beaumarchais)، وخاصةً بمسرحية «أهواء ماريان» (Les Caprices de Marianne) لألفريد دي موسيه (Alfred de Musset).(15)
حينما عُرض الفيلم في صيف عام 1939 كان المناخ العام في فرنسا –التي كانت على أعتاب الحرب- كَدِرًا تشاؤميًا. لم يكن الشعب الفرنسي على استعداد أن يشاهد قصة هزلية عن حماقة الطبقة البرجوازية، فجاء استقبال الفيلم كارثيًا على المستويين النقدي والجماهيري.(16)
أثناء الحرب، وخلال إحدى الغارات الجوية لقوات الحلفاء، تم قصف المخزن الذي يحوي نسخة النيجاتيف الأصلية للفيلم، ولكن في عام 1956 أُعيد اكتشاف تلك النسخة وترميمها. وفي عام 1959 عرض مهرجان البندقية السينمائي النسخة المرممة للفيلم، حيث أشاد به النقاد بوصفه تحفة سينمائية، ومنذئذ أصبح «قواعد اللعبة» فيلمًا دائم الظهور في قوائم أعظم الأفلام في تاريخ السينما.(16)
أبناء الفردوس
«أبناء الفردوس» هو فيلم فرنسي من إخراج مارسيل كارنيه وتأليف جاك بريفير (Jacques Prévert)، اللذان اجتمعا من قبل في العديد من الأفلام -منها: «مرفأ الضباب» (1938) و«طلوع النهار» (1939)- التي جسدت جوهر «الواقعية الشعرية»،(17) بيد أن الكثير من أفلام «الواقعية الشعرية» تم حظرها في فرنسا مع نشوب الحرب، إما بواسطة النازيين –كفيلم «الوهم الكبير»(11)-، أو بواسطة الحكومة الفرنسية نفسها –كفيلم «قواعد اللعبة»(13)-، فبدأت حركة «الواقعية الشعرية» في الاندثار. ولما صدر فيلم «أبناء الفردوس» عام 1945 كان مازال يحمل سمات «الواقعية الشعرية»، فكان غريبًا نوعًا ما عن أجواء ما بعد الحرب، إلا أنه قوبل باحتفاء كبير، وأصبح يعد أحد أعظم الأفلام في تاريخ السينما.(18)
تم تصوير «أبناء الفردوس» أثناء الاحتلال النازي لفرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، ثم صدر في باريس عقب انتهاء الحرب عام 1945.(17) تدور قصة الفيلم في القرن التاسع عشر في كواليس المسارح الفرنسية التي عجت بها جادَّة دو تامبل (Boulevard du Temple) -اشتهرت فيما بعد بجادَّة الجريمة(Boulevard du Crime)- (19 حيث كانت ملتقى نطاقٍ واسعٍ من الشخصيات الغنية والمثيرة: ممثلين ومهرجين ومحتالين وقتلة وشحاذين وأرستقراطيين -الكثير من تلك الشخصيات مبنية على شخصيات تاريخية واقعية-، ويركز الفيلم على أربع من تلك الشخصيات يقعون جميعهم في حب حسناء غامضة تقوم (أرليتي) بتجسيد دورها.(20)
إن ظروف إنتاج الفيلم لا تقل ميلودراميةً وإثارةً عن قصته الحافلة بألوان المشاعر والأحداث. يقول الناقد والمؤرخ السينمائي الأمريكي رودجر إيبرت (Roger Ebert): «كل النقاشات التي تدور حول فيلم أبناء الفردوس لابد أن تبدأ بمعجزة صنعه».(20) بدأ تصوير الفيلم عام 1943 حين كانت صناعة السينما الفرنسية تعاني بالفعل من نزوح العديد من أفضل فنانيها خارج البلاد، مثل: جان رينوار، ورينيه كلير-(René Clair(21
انتقل تصوير الفيلم بين مدينتي نيس وباريس، حيث كان يُنقل الديكور بين المدينتين. عمل بالفيلم بعض أعضاء المقاومة الفرنسيين كستار لتضليل القوات النازية، واضطُر كل من مصمم الديكور ومؤلف الموسيقى –وكانا مجريين يهوديين- للاختباء أثناء العمل بالفيلم. حظر النازيون الأفلام التي تتجاوز التسعين دقيقة، فقام كارنيه بتقسيم الفيلم ذي الثلاث ساعات إلى جزئين منفصلين.(20)
كان «أبناء الفردوس» هو الفيلم الفرنسي الأعلى تكلفةً حتى وقت صدوره عام 1945 –على الرغم من ظروف إنتاجه الصعبة-، فمن الأزياء والعربات التي تجرها الأحصنة وخشبات المسارح إلى بناء نسخة ضخمة داخل الاستوديو عن جادّة دو تامبل حيث تقع أحداث الفيلم.(21) وعندما عُرض الفيلم في الصالات بعد تحرير باريس، حقق نجاحًا باهرًا، حيث عُرض لأربعة وخمسين أسبوعًا متتاليًا،(20) واحتل المركز الثالث في شباك التذاكر الفرنسي في عام صدوره.(22)
نهاية الاتجاه
كان الضرر الذي سببته الحرب العالمية الثانية بالغًا، ليس على اتجاه «الواقعية الشعرية» فحسب، وإنما على صناعة السينما في فرنسا بشكل عام، فقد اختل قوام السينما الفرنسية بعد نزوح العديد من صناع الأفلام إثر دخول القوات النازية فرنسا -بمن فيهم رائد اتجاه الواقعية الشعرية جان رينوار الذي هاجر في عام 1940 إلى الولايات المتحدة-.(23) كما أوقفت ألمانيا في بداية الأربعينيات إنتاج الأفلام الفرنسية عقب احتلالها لفرنسا، إلا أنها سرعان ما رفعت الحظر عن إنتاج الأفلام الفرنسية، ولكن كانت الواقعية الشعرية قد انتهت بالفعل وحلت مكانها اتجاهات فنية صاعدة.(24)
أثر الواقعية الشعرية
كان للـ «واقعية الشعرية» أثرًا بالغًا في اتجاهات سينمائية لاحقة من أبرزها: الواقعية الإيطالية الجديدة (Italian Neorealism)، والموجة الفرنسية الجديدة (Nouvelle Vague)(2)، وأفلام النوار (Film Noir).(25)
ظهرت الواقعية الإيطالية الجديدة في الأربعينيات، واستلهمت من الواقعية الشعرية الفرنسية اهتمامها بتصوير حياة العمال والطبقات الدنيا وأفكارها التي تحمل نقدًا اجتماعيًا لاذعًا؛ حيث استعرضت الواقعية الإيطالية موضوعات كانتشار البطالة والظروف الاقتصادية القاسية بعد الحرب.(1) كما عمل العديد من الواقعيين الإيطاليين الجدد في بداياتهم كمساعدين لمخرجي الواقعية الشعرية الفرنسية، ومنهم: لوكينو فيسكونتي (Luchino Visconti)، ومايكل أنجلو أنطونيوني (Michelangelo Antonioni).
كذلك تأثر مخرجو الموجة الفرنسية الجديدة في الخمسينيات والستينيات بمخرجي الواقعية الشعرية وعلى رأسهم: جان فيجو(26)، وجان رينوار(27). كان هدف هؤلاء هو صنع أفلام غير تقليدية تتحدى القواعد المعتادة للسينما،(28) وهكذا سعوا إلى محاكاة الحرية الفنية التي تمتع بها صناع السينما الفرنسيون في الثلاثينيات، مع الإبقاء على لمسات من الواقعية في أعمالهم.(24)
جاءت أفلام «الواقعية الشعرية» بما تحمله من أجواء تشاؤمية، وشخصيات معذبة، ونزعة فلسفية وجودية تمهيدًا لـ«أفلام النوار»،(5) بل إن الكثير منها يعده البعض من أفلام النوار المبكرة، مثل: «بيبي لو موكو» (1937)، «مرفأ الضباب» (1938)، «فندق الشمال» (1938)، «الوحش البشري» (1938)، «طلوع النهار» (1939). يقول الناقد والمنظِّر السينمائي الفرنسي أندريه بازان (André Bazin): «في السينما الفرنسية ما قبل الحرب، حتى وإن لم يكن هناك نوع فيلمي محدد، كان هناك أسلوب، وهو فيلم النوار الواقعي».(25)
كتابة وإعداد: داليا سعد
مراجعة: آلاء مرزوق
المصادر
- Realism in film history – Realism – actor, children, movie, theatre, show, tv, director, music, son, cinema [Internet]. [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/MA5B8t
- Wybrew P de S Ian Freer, Ally. Movie movements that defined cinema: Poetic Realism [Internet]. Empire. 2016 [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/hDPsuD
- History of the motion picture – The pre-World War II sound era [Internet]. Encyclopedia Britannica. [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/J7Zc3d
- Sante L. Port of Shadows [Internet]. The Criterion Collection. [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/9U3iGD
- The Criterion Collection [Internet]. The Criterion Collection. [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/JpBoe9
- Poetic realism – Movie List [Internet]. MUBI. [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/9rNsf7
- Sante L. L’Atalante: Canal Music [Internet]. The Criterion Collection. [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/a3FYUF
- Jean Vigo: artist of the floating world | Sight & Sound [Internet]. British Film Institute. [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/45RXZ4
- Malcolm D. Jean Vigo: L’Atalante. The Guardian [Internet]. 1999 Feb 4 [cited 2018 Jun 18]; Available from: https://goo.gl/wJvEJT
- Grand Illusion | film by Renoir [1937] [Internet]. Encyclopedia Britannica. [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/ZM8vyb
- Grand Illusion Movie Review & Film Summary (1937) | Roger Ebert [Internet]. [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/zFqB1V
- The 100 Best Films Of World Cinema [Internet]. Empire. 2010 [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/u64CkS
- La Règle du jeu (1939) [Internet]. BFI. [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/Ceuarw
- The Rules of the Game [Internet]. The Criterion Collection. [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/NaxmKf
- Alexander Sesonske. The Rules of the Game:Everyone Has Their Reasons [Internet]. The Criterion Collection. [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/f5JQ7c
- The Rules of the Game [Internet]. Turner Classic Movies. [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/sFkvNz
- Les Enfants du Paradis – Film (Movie) Plot and Review – Publications [Internet]. [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/CyruiQ
- Dudley Andrew. The Romance of Children of Paradise [Internet]. The Criterion Collection. [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/QADcFy
- Shambu G. Les Enfants du Paradis [Internet]. Senses of Cinema. 2001 [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/CYynsw
- Ebert R. Children of Paradise Movie Review (1945) | Roger Ebert [Internet]. [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/Yk2VkS
- Children of Paradise [Internet]. Turner Classic Movies. [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/FTCKKq
- FRANCE 1945 – BOX OFFICE STORY [Internet]. [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/e6Bnoi
- Jean Renoir | French director [Internet]. Encyclopedia Britannica. [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/Nd6o4W
- CineWiki – French Poetic Realism [Internet]. [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/f4xf8N
- Deep focus: How the French birthed film noir | Sight & Sound [Internet]. British Film Institute. [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/WA9dbY
- Cain ML. Jean Vigo [Internet]. Senses of Cinema. 2002 [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/eANf4B
- Truffaut’s Last Interview. The New Yorker [Internet]. 2010 Jul 29 [cited 2018 Jun 18]; Available from: https://goo.gl/ZeCsVh
- New Wave | French film style [Internet]. Encyclopedia Britannica. [cited 2018 Jun 18]. Available from: https://goo.gl/6QaW3g