ما (انقطاع موهو- Mohorovičić Discontinuity)؟
إن انقطاع موهو أو (الموهو- Moho) هو ذاك الحد الفاصل بين القشرة الأرضية والوشاح، ويوضحه الخط الأحمر في الرسم الموضح بالأعلي.
تستخدم كلمة لا استمراريّة أو انقطاع في الجيولوجيا للتعبير عن السطح الذي تتغير عنده سرعة الموجات الزلزاليّة. واحدٌ من هذه الأسطح يُوجد على متوسط عمق 8 كم تحت القشرة المحيطية وعلى متوسط عمق 32 كم تحت القشرة القاريّة. حيثُ تتغير سرعة الموجات الزلزاليّة على هذا السطح. يُعرف هذا السطح باسم (Mohorovičić Discontinuity) أو تبسيطًا يُشارُ إليه بــ موهو (Moho)
من مكتشف الموهو؟
اكتُشف انقطاع موهو في عام 1990م بواسطة العالم الكرواتيّ (أندريا موهوروفيتش- Andrija Mohorovicic)، والذي كان عالمًا مُتخصصًا في علم الزلازل.
أدرك موهورفيتش أن سرعة الموجات الزلزاليّة ترتبط بكثافة المادة التي تنتقل خلالها، وقد فسَّر زيادة سرعة الموجات الزلزاليّة التي لُوحِظَتْ خلال القشرة الخارجيّة للأرض على أنها تغيُّراتٌ تركيبيّة خلال الأرض. وهذه الزيادة في السرعة تكون بسبب وجود مادة ذات كثافةٍ أعلى متواجدة على عمق.
ويُشار للمادة الأقل في الكثافة والتي تقع تحت السطح مباشرة بـ (القشرة الأرضية- Crust) وللمادة الأعلى في الكثافة والتي تقع تحت القشرة بـ (الوشاح- Mantle).
حدد موهو عبر حساباتٍ دقيقة للكثافة أن القشرة المحيطيّة البازلتيّة، والقشرة القارية الجرانيتية يعلوان مادة ذات كثافة مُماثلة للصخور الغنيّة بمعدن الأوليفين (Olivine) مثل صخر البريدوتيت (peridotite).
كم يبلغ عمق الموهو؟
يحدد انقطاع الموهو الحد السفليّ للقشرة الأرضية، والتي تقع علي متوسط عمق 8 كم تحت القشرة المحيطيّة وحوالي ٣٢ كم تحت القشرة القاريّة كما ذُكر قبلًا.
استطاع موهو أن يستخدم اكتشافه لدراسة اختلافات سمك القشرة الأرضيّة. حيث اكتشف أنَّ القشرة المحيطيّة لها سمكٌ منتظم نسبيًا، في حين أن القشرة القاريّة تكون أكثر سمكًا في نطاقات الجبال وأقل سمكًا في السهول.
تشرح الخريطة أعلاه سمك القشرة الأرضية، لاحظْ كيف أن المناطق الأكثر سمكًا تُوجد تحت بعض نطاقات جبال مهمة مثل الأنديز (الجانب الغربيّ من أمريكا الجنوبية)، الروكي (الشمال الغربيّ لأمريكا) ، الهيمالايا (شمال الهند جنوب وسط آسيا) والأورال (بين الشمال والغرب تمتد بين أوروبا وآسيا).
هل توصَّل أحدٌ للموهو؟
لم يتم الوصول للعمق الكافي لتحديد الموهو، ولا توجد أبارٌ حُفرتْ حتى العمق الكافي لاختراقه. فحفرُ الآبار إلى ذلك العمق مكلّف وصعبٌ جدًا بسبب الظروف البالغة للضغط والحرارة.
إن أعمق بئر تم حفره حتى الآن يقع في شبه جزيرة كولا بالاتحاد السوفيتيّ، والذي يبلغ عمقه 12 كم. ولم ينجح أيضًا الحفر حتى الموهو من خلال القشرة المُحيطيّة.
توجد بضعة أماكن قليلة حيث تخرج مواد الوشاح للسطح بواسطة القُوى التِكتونيّة (tectonic forces)، وفي هذه الأماكن توجد الصخور التي توجد عادةً على السطح الفاصل بين القشرة والوشاح. تَعرض الصورة التالية أحدَ الصخور من هذه الأماكن.
ترجمة: منة الله عماد
مراجعة علميّة: الحسين إبراهيم
تَدقيقٌ لُغَوِيّ: محمود خليفة
تحرير: هدير جابر