أكتوبر الوردي.. شهر التوعية بسرطان الثدي
«أكتوبر الوردي» هو حملة سنوية عالمية تحدث في أكتوبر باعتباره شهر التوعية بسرطان الثدي؛ وتشمل الحملة الآلاف من المنظمات، هدفها تسليط الضوء على نشر الوعي حول المرض وأهمية الفحص الدوري والكشف المبكر وكذلك تقديم الدعم والتضامن مع المرضى.
ما هو سرطان الثدي؟
يُعرف سرطان الثدي بأنه نمو غير طبيعي لخلايا الثدي، حيث تبدأ الخلايا في النمو بمعدل أكبر من معدل نمو الخلايا الطبيعية وبشكل خارج عن سيطرة الجسم، ثم تبدأ تلك الخلايا بالتجمع كورم والظهور على هيئة كتلة يمكن الشعور بها أو يمكن الكشف عنها بالأشعة السينية، ويتم تصنيف الورم كورم خبيث (سرطاني) إذا كانت الخلايا يمكن أن تنمو وتغزو الأنسجة المحيطة أو تنتشر إلى مناطق أخرى من الجسم. وبالرغم من أن سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى النساء، إلَّا أن الرجال أيضًا عرضةً للإصابة بالمرض في بعض الحالات.[1]
أين يبدأ سرطان الثدي؟
يمكن أن يبدأ سرطان الثدي من أجزاء مختلفة من الثدي، لكن من المهم أن نعرف أن معظم كتل الثدي حميدة وليست سرطانية (خبيثة)، فأورام الثدي غير السرطانية هي نمو غير طبيعي لخلايا الثدي، ولكنها لا تنتشر خارج الثدي ولا تهدد الحياة؛ لكن بعض كتل الثدي الحميدة يمكن أن تزيد من خطر إصابة النساء بسرطان الثدي؛ لذا وجب فحص أي ورم أو تغيير في الثدي من قِبل أخصائي الرعاية الصحية لتحديد ما إذا كان حميد من عدمه. تبدأ معظم سرطانات الثدي في القنوات التي تحمل الحليب إلى الحلمة (سرطان الأقنية- Ductal cancers) وبعضها في الغدد المسؤولة عن إنتاج الحليب (السرطان الفصّي). وهناك أيضًا أنواعًا أخرى من سرطان الثدي أقل شيوعًا؛ والتي يمكن أن تُصيب خلايا النسيج الضّام، أو النسيج العضليّ، أو الخلايا الدهنيّة. [1,2]
وبالرغم من أن معظم أنواع السرطانات تظهر على هيئة كتلة أو ورم؛ إلَّا أن بعض الخلايا السرطانيّة قد لا تُشكّل أي كتلة أو ورم في الثدي، ولذلك نحب أن نؤكد على ضرورة القيام بالفحص الدوري عند الطبيب المختص خاصةً مع التقدم في العمر.
*ملحوظة: يتم التعرف على العديد من أنواع سرطانات الثدي من خلال فحص الثدي بالأشعة السينية ذات الشعة المنخفضة الجرعة (تصوير الثدي الشعاعي-Mammogram) التي يمكنها الكشف عن السرطانات في مرحلة مبكرة، وغالبًا قبل ظهور الأعراض حتى.
كيف ينتشر سرطان الثدي؟
يمكن أن ينتشر سرطان الثدي عندما تدخل الخلايا السرطانية إلى الدم أو الجهاز الليمفاوي ومن ثم يتم نقلها إلى أجزاء أخرى من الجسم.
الجهاز الليمفاوي عبارة عن شبكة من الأوعية اللمفاوية الموجودة في جميع أنحاء الجسم والتي تربط العقد الليمفاوية (مجموعات صغيرة على شكل حبات من خلايا الجهاز المناعي). يحتوي السائل الشفاف داخل الأوعية اللمفاوية -المعروف باسم الليمف- على المنتجات الثانوية للأنسجة والمخلفات وكذلك خلايا الجهاز المناعي، وتحمل الأوعية اللمفاوية السائل الليمفاوي بعيدًا عن الثدي، وفي حالة سرطان الثدي يمكن للخلايا السرطانية دخول تلك الأوعية اللمفاوية والبدء في النمو في العقد الليمفاوية. ومعظم الأوعية اللمفاوية في الثدي تصب في:
- العقد الليمفاوية تحت الذراع (العقد الإبطية).
- العقد الليمفاوية حول عظمة الترقوة (فوق الترقوة) والعقد اللمفاوية (تحت عظمة الترقوة).
- العقد الليمفاوية داخل الصدر بالقرب من عظم الثدي (العقد اللمفاوية الثديية الداخلية).
ما هي علامات وأعراض سرطان الثدي؟
الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي وبالتالي العلاج المبكر هو أفضل الطرق المتاحة لتقليل عدد الوفيات وزيادة عدد الناجيات من المصابات بالمرض، وكلما تم اكتشاف المرض مبكرًا كلما زادت فرص النجاة وفرص نجاح العلاج بشكلٍ أفضل، لذلك من المهم التحقق من الثدي بانتظام.
كيف يجب أن أتحقق من ثديي؟
يختلف الثدي لدى كل امرأة عن الأخرى من حيث الشكل والملمس وغير ذلك؛ لذا أهم شيء هو معرفة كل امرأة لطبيعة نسيج ثدييها، ومعرفة التغيرات الطبيعية التي تطرأ على الثديين في الفترات الفسيولوجية المختلفة مثل قبل وبعد الحيض وفي حالة الحمل وأثناء الرضاعة أو أخذ العلاج الهرموني.. إلخ
معرفة كل هذا تتيح للمرأة التعرف على الحالة الطبيعية للثدي، وبالتالي يساعدها على ملاحظة أي تغيير غير طبيعي يطرأ عليه.
يجب التحقق من منطقة الثدي بأكملها، بما في ذلك الصدر العلوي والإبطين، وعند ملاحظة أي تغييرات على ثدييك أو أحدهما يجب زيارة الطبيب في أقرب وقت ممكن.
ما الذي يجب أن أبحث عنه؟
تعتبر الكتل أهم عرض يجب البحث عنه ويمكن أن تكون أول أعراض سرطان الثدي في العديد من النساء.، ولكن هناك علامات وأعراض أخرى يجب البحث عنها.
على الرغم من أن وجود ألم بأحد الثديين أو كلاهما لا يعتبر علامة على الإصابة بسرطان الثدي، ولكن يمكن أن يكون إذا كان مرتبطًا بأعراض أخرى، لذا المهم البحث عن أي ألم غير معتاد ويستمر على مدار فترة زمنية.
كيف يمكن فحص الثدي ذاتيًّا؟
لا يوجد معدل زمني محدد لقيام المرأة بفحص ثدييها ذاتيًا، ولكن يوصى بالقيام بهذا الفحص دوريًا كل شهر أو شهرين؛ ومن المهم الاستمرار في الفحص الذاتي حتى في حالة إجراء الفحوصات الطبية بشكل منتظم.
*الأمر بسيط ويعتمد على ثلاثة خطوات واضحة (إلمسي – انظري – إفحصي)
1) المسي ثدييك هل تشعرين بأي شيء غير عادي؟
قد لا يمكن رؤية الورم/التكتلات ولكن يمكن الشعور بها، لذا من الضروري لمس الثديين لتفقد وجود أي كتل أو أورام.
2) انظري إلى التغييرات.. هل هناك أي تغيير في الشكل أوالنسيج؟
هل يمكنك رؤية أي تغيير في الحجم أو الشكل عن الطبيعي؟ على سبيل المثال قد يصبح أحد الثديين أكبر أو أقل حجمًا عن حجمه الطبيعي.
3) هل هناك أي تغيير في نسيج الجلد؟ قد يكون التغيير تجعد أوظهور ما يشبه التنقير في جلد الثدي.
4) هل يمكنك رؤية تغير في اللون؟ قد يغلب اللون الأحمر على الثدي على غير العادي أو يظهر الثدي كما لو كان ملتهبًا.
5) هل تبدو أي من الحلمتين مختلفتين؟ على سبيل المثال قد تنقلب إحدى الحلمتان إلى الداخل أي عكس الاتجاه الطبيعي.
تغير شكل الحلمة
6) ملاحظة أي نوع من أنواع الإفرازات من واحدة أو كلتا الحلمتين؟
7) وجود أي طفح جلدي أو تقشّر للحلمة أو المنطقة المحيطة، يمكن أن يكون دافعًا لزيارة الطبيب.
افحصي أي شيء غير عادي مع طبيبك فور شعورك به
في حالة ملاحظتك لأي عرض غير عادي فتأكدي من زيارة الطبيب المتخصص للفحص في أقرب وقت ممكن. ولا يعني وجود بعض هذه الأعراض بالضرورة الإصابة بسرطان الثدي، ولكن من المهم التحقق من ذلك للاطمئنان والكشف المبكر في حالة الإصابة بالمرض. [3]
تابعونا لمعرفة المزيد عن سرطان الثدي في مقالات تفصيلية أخرى…
إعداد: بسمة التهامي
مراجعة: محمود أحمد
تدقيق لغوي: أمنية أحمد عبد العليم
[1] https://www.cancer.org/cancer/breast-cancer/about/what-is-breast-cancer.html