ويليام شكسبير بين الماضي والحاضر

ويليام شكسبير بين الماضي والحاضر

ميلاد ويليام شكسبير

في عام 1556، تزوج «جون شكسبير» من «ماري آردن» ابنة «روبرت آردن»، وهو مزارع في قرية قريبة من (Wilmcote)، اشترى جون شكسبير منزلا في شارع (Henley) الذي يُعرف الآن باسم (مكان الميلاد-Birthplace). كَبر أطفال العائلة في هذا البيت، وكان من ضمنهم ويليام شكسبير. كان عمل جون شكسبير الرئيسي هو صناعة القفازات، كما كان يُتاجر أيضًا في الصوف والذرة، وقِيل أنه في عام 1570 تورطَ في عمليات إقراض المال.

ويليام شكسبير.. الأب والأم

كان والد ويليام صانع قفازات ثري، وتاجر في الصوف والذرة، وكان له دور كبير في خدمة البلدية، حيث خَدَم في مجلس المدينة وانتُخِبَ مأمورًا لها. ومع ذلك فقد عانى جون شكسبير من صعوبات مالية وأُجبر على رهن إرث زوجته عام 1576.

كانت والدة ويليام ابنة مزارع ترك لها بعض الأراضي في (Wilmcote) بالقرب من (Stratford). أنجب جون وماري آردن ثمانية أطفال: أربع فتيات وأربعة أولاد أكبرهم «ويليام».

التعليم

ارتاد ويليام شكسبير إحدى مدارس (Stratford) حيث كان التركيز الأكبر على تعلم اللاتينية، إذ كانت لا تزال اللغة الدولية في أوروبا في القرن الثالث عشر، ولكن ترك شكسبير المدرسة في الرابعة أو الخامسة عشر من عمره.

تُعتبر أعمال شكسبير الأدبية دليلًا على تطبيقه للمنهج الدراسي الذي كان يُدَرَّس في تلك المدارس، والذي كان يهدف إلى تعليم التلاميذ اللغة اللاتينية المنطوقة والمكتوبة. أثَّر الكُتاب الكلاسيكيون الذين دَرَّسوا هذه اللغة في مسرحيات وشعر شكسبير، فعلى سبيل المثال جاءت بعض أفكار أعماله الأدبية عن المؤامرات واقتباس الشخصيات والأحداث من مسرحيات رومانية قديمة.

الأعمال والمؤلفات الأدبية

في الفترة بين 1585 وحتى 1592 لا يُذكر الكثير عن شكسبير، لذا يُشار إلى تلك الفترة ب(السنوات الضائعة)، ولكن بحلول عام 1592 تم اختيار شكسبير من قبل الكاتب المسرحي «روبرت غرين» للعمل معه في التمثيل. انتشر الطاعون في لندن عام 1593 مما أدى إلى إغلاق المسارح، فتحول شكسبير لكتابة الشعر، وفي عام 1593 نُشرت قصيدة «فينوس وأدونيس»، وتُعتبر محكمة مفصلة للملكة «إليزابيث». في ذلك الوقت أيضًا كتب شكسبير الـ(sonnets) رغم أنه لم يتم نشرها حتى عام 1609.

6 أماكن اتخذها شكسبير موقعًا لأحداث مسرحياته ما بين الماضي والحاضر

مثل أيّ كاتب مسرحي آخر، قام ويليام شكسبير باستخدام أماكن حقيقية في كثير من مسرحياتِه، إليك بعض هذه الأماكن والتغيير الذي طرأ عليها من الماضي وحتى الآن.

 

الإسكندرية.. عروس البحر المتوسط

 

في (أنطونيو وكليوباترا)، تنقَل شكسبير بين أماكن مختلفة، من صقلية إلى أثينا إلى مصر، حيث استخدم أماكن تُوجد حول البحر المتوسط، مثل قصر كليوباترا في المسرحية -كان موجودًا في الإسكندرية- والذي لعب دورًا مهمًا في سير وتتابع الأحداث.

كان موقع القصر مجهولًا في الحياة الواقعية حتى التسعينيات من القرن الماضي عندما اكتشفه الغواصون غارقا قبالة إحدى السواحل المصرية، بعد أن دُمرت الجزيرة التي كان موجودًا عليها منذ قرون إثر حدوث زلزال، لكن الحفريات الأثرية للقصر لا تزال موجودة.

 

 

الدنمارك

 

في مسرحية (هاملت)، ذَكَر شكسبير قلعة (كرونبورغ-Kronborg) كمقر لهاملت وعائلته باسم (إل سينور-Elsinore). لا تزال هذه القلعة موجودة حتى وقتنا الحالي في هيلسينجور بالدنمارك. يعود تاريخ إنشائِها إلى القرن السادس عشر، وأُضيفت في عام 2000 إلى قائمة مواقع التراث العالمية التابعة لمنظمة اليونسكو.

 

 

روما

في مسرحية (يوليوس قيصر)، أبدع شكسبير في مشهد وفاة الإمبراطور الروماني، حيث يجلس قيصر في مجلس الشيوخ الروماني أمام مجموعة من المتآمرين الذين طعنوه، فصرخ في صديقه بروتوس (Brute) -الذي يثق فيهِ كثيرًا- ظنًا منه أنه سيأتي لإنقاذه، لكن وجد قيصر أنه قد انحاز إلى المتآمرين ضده فقال له: «Et tu, Brute»، ومعناها «حتى أنت يا بروتوس».

تمكن علماء الآثار في عام 2012 من تحديد موقع قتل قيصر: «Largo di Torre Argentina» وهو اليوم ساحة في وسط روما مليئة بالأطلال القديمة.

غابة أردن.. إنجلترا

 

في مسرحية (كما تشاء)، بعدما انتهى المطاف بالدوق وأعوانه في غابة أردن التي أرسله إليها شقيقه عقابًا له، لم تكن الغابة هنا فقط عقابًا بل تحررًا من أعباء وقيود حياة المحكمة.

حقائق عن غابة أردن

  • غابة أردن القديمة موجودة في قارة أوروبا، في وسط إنجلترا وتحديدًا في مقاطعة (وركشير-Warwickshire)، وهي مدينة ورك حاليًا.
  • تقع غابة أردن بالقرب من المدينة التي وُلد فيها شكسبير (Stratford-on-Avon) والتي اشتركت مع والدة شكسبير في نفس الاسم «ماري أردن».
  • الغابة غير متعارف عليها الآن تمامًا كما كانت في عهد شكسبير قديمًا، إلا أن بعض الأشجار القديمة لا تزال موجودة حتى الآن.

 

فيرونا.. شمال إيطاليا

 

 

في مسرحية (روميو وجوليت)، تحديدًا في مدينة فيرونا الإيطالية، انتهت الأمور بما لا يُحمد عقباه، فقد تناول روميو السمّ لاعتقاده أن جوليت قد ماتت، وتمكن اليأس من جوليت فطعنت نفسها.

لم يكن ويليام شكسبير الوحيد الذي أخبر هذه القصة، وإنما استند في تأليف مسرحيته إلى أسطورة شعبية عن العشاق اشتهرت في إيطاليا، ولكنه ساعدَ كثيرًا في استمرار الحكاية لقرون. كثير من الرسائل الموجهة إلى جوليت تصل إلى فيرونا، يُجيب عنها نادي جوليت (Juliet Club) في مقاطعة فيرونا.

 

فينيسيا.. روما

في مسرحية شكسبير (تاجر البندقية)،  نرى أن البندقية (Venice) مكان مظلم، مليء بالشائعات والعنف. كما نرى أيضًا أن مصير بطل المسرحية «أنطونيو» يتحدد في قاعة المحكمة، لكن الكثير من الأحداث تقع في شوارع مدينة البندقية وسط احتفالات أهل المدينة المُقنعين والتُجار وحديثهم عن أعمالِهم التجارية.

اليوم، تُعد البندقية مركزًا مهمًا لجذب السياح، وخاصةً جسر (ريالتو-Rialto) الشهير الذي يقطع القنال الكبير في البندقية.

شارك المقال:

فريق الإعداد

إعداد: هند يونس
مراجعة علمية: Doaa Talaat
تدقيق لغوي: هاجر زكريا
تحرير: محمد الجوهري
0 0 votes
Article Rating
1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي