طرق للقضاء على انتقال فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي (ب) خلال فترة ما بعد الولادة

b-1

 

 

أحد الأهداف الأربعة الشاملة لخطة العمل المتبعة للوقاية والرعاية وعلاج الالتهاب الكبدي الوبائي (خطة العمل) هو القضاء على انتقال العدوى الفيروسية من الأم للطفل، ولكي نطور مجهوداتنا تجاه القيام بهذا الهدف؛ عقدَ قسم الصحة وخدمات الإنسان (HHS- Health and Human Services) يومًا للاستشارات التقنية، جامعًا أكثر من أربعين خبيرًا مختلفًا وآخرين ممن يهمهم الأمر. ولقد أسفرت المشاورات عن عدد من التوصيات العملية وحددت نماذج لبرامج وسياسات باستطاعتها إن طُبقت بشكل واسع أن تقلل من انتقال فيروس التهاب الكبد الوبائي (ب).

 

  • انتقال عدوى التهاب الكبد الوبائي (ب) أثناء مرحلة ما بعد الولادة مباشرة في الولايات المتحدة الأمريكية:

 

بالرغم من وجود الأمصال الفعالة لالتهاب الكبد الوبائي (ب) وإتاحتها، ووجود التوصيات للوقاية بعد التعرض له (PEP- Post Exposure Prophylaxis) للأطفال المولودين لأمهات مصابة بالفعل بالمرض؛ فإن حوالي ألف طفل يصابون كل عام بعدوى الالتهاب الفيروسي أثناء فترة ما بعد الولادة مباشرة في الولايات المتحدة. والرضع المصابون بالالتهاب الكبدي (ب) معرضين بنسبة (90%) لخطر العدوى المزمن، و(25%) من هؤلاء المصابين بالعدوى المزمنة من الرضع يموتون باكرًا من جراء أمراض الكبد المرتبطة بالالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) وسرطان الكبد.

 

الأدوات متاحة لمنع الإصابة بعدوى الالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) في أغلب الأطفال، وفي الوقت الحالي فإن توصيات الوقاية بعد التعرض تعتبر فعالة بنسبة (85-95%) في منع انتقال عدوى الالتهاب الكبدي. ولكن الأكثر أهمية هو أنه بمقدورنا تقليص نسبة انتقال العدوى بشكل أكبر إذا ما تم التعرف على النساء المعرضين بشكل أكبر للخطر وتحويلهم لتلقي العلاج في الثلث الأخير من الحمل. ولقد أصدرت الرابطة الأمريكية لأبحاث أمراض الكبد لعلاج الالتهاب الكبدي المزمن (American Association for the Study of liver Disease for the treatment of chronic hepatitis) تقريرًا يشمل كيفية علاج النساء الحوامل.

 

ولتسهيل ربط النساء الحوامل بالخدمات المناسبة؛ فلقد مولت مراكز مكافحة الأمراض واتقائها برنامج قومي للوقاية من الالتهاب الكبدي (ب) في فترة ما بعد الولادة مباشرة (PHBPP- Perinatal Hepatitis B Prevention Program) منذ عام (1990) للتعرف على النساء الحوامل المصابة بالتهاب الكبد الوبائي المزمن ولتزويدهم بالمعلومات الصحية عن الفيروس HBV والتأكد من حصول أطفالهم على توصيات الوقاية بعد التعرض في الوقت المناسب. ويقدم برنامج PHBPP تعاملًا مع الحالات يصل إلى (98%) من الرضع الذين تم تبليغ البرنامج بهم، وعلى الرغم من هذا؛ فإن نصف النساء الحوامل المصابة بالالتهاب الكبدي المزمن فقط من يعرف عنهم البرنامج.

 

ناقش المشاركون أثناء المداولة التي عُقدت طرقًا لتحسين نتائج كل مرحلة من مراحل الوقاية من التهاب الكبد الوبائي المزمن (ب)، بدءًا من التعرف على النساء الحوامل المصابة به، مرورًا بجميع المراحل الأخرى وحتى الوصول إلى التأكيد الناجح على تحصين الرضيع.

 

  • الإجراءات المتبعة حاليًا للوقاية من الالتهاب الكبدي (ب) أثناء فترة ما بعد الولادة مباشرة:

تم تطوير إحدى التوصيات أثناء الاجتماع، وكانت تروّج وتنشر المزيد من الوعي والالتزام بتوجيهات الوقاية من الالتهاب الكبدي (ب) أثناء فترة ما بعد الولادة مباشرة من قبل مقدمي خدمات الرعاية الصحية. وتوصي فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية (USPSTF- U.S Preventive Services Task Force) بفحص فيروس الالتهاب الكبدي أثناء الزيارة الأولى لمتابعة الحمل.

 

وكما توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية CDC في الدرجة الأولى؛ أن يتم عمل اختبارات لجميع النساء الحوامل بشكل روتيني في الثلث الأول من الحمل حتى ولو تم تطعيمهم من قبل أو عمل اختبارات لهم. وكلاهما يوصي بالآتي:

 

  • فحص النساء الغير معلومات الحالة أو اللواتي لديهن عرضة أكبر للمخاطرة عند تقدمهم للولادة.

 

  • تطبيق توصيات الوقاية بعد التعرض خلال (12) ساعة من ولادة الأطفال المولودين لأمهات كان لديهن اختبار المستضد السطحي لالتهاب الكبد (ب) إيجابيًا (مما يعني أنهم مصابون بعدوى مزمنة).

 

  • يجب أن يتلقى الأطفال المولودين لأمهات لم يتم التعرف وتحديد حالتهم بالنسبة للإصابة بالعدوى مصل التهاب الكبد الوبائي (ب) خلال (12) ساعة من ولادتهم. وإذا تقرر إصابة الأم بالفيروس؛ فيجب إعطاء الرضيع بروتين الجلوبيولين المناعي الخاص بفيروس الالتهاب الكبدي (ب) (HBIG- Hepatitis B Immuno Globulin) في أقرب وقت ممكن (حتى سبعة أيام بعد الولادة).

 

  • يجب على النساء الحوامل اللاتي كانت لديهن نتيجة اختبار HBsAg- المستضد السطحي لإلتهاب الكبد إيجابية أن يتم تحويلهم إلى برنامج الوقاية من الالتهاب الكبدي في فترة ما بعد الولادة لإعطائهم المشورة والتعامل الطبي اللازم ومعلومات حول الإلتهاب الكبدي (ب).

 

  • توجهات أخرى يُوصى بها من قبل المعنيين بالأمر:

 

قام المشاركون بمشاركة خبراتهم واقترحوا مناطق أخرى تتطلب المزيد من العمل، مقدمين بذلك توصيات تضمنت التالي:

 

  • إشراك المرضى والمجتمعات المصابة بشكل كبير بالتهاب الكبد (ب).
  • تقوية النظم لتحسين جهود الوقاية.
  • التوسعة والنهوض بجهود البحث.

 

ولقد تعرفت التوصيات التقنية على سياسات وممارسات أفضل، بالإضافة إلى فجوات ومناطق تحتاج إلى المزيد من البحث والاهتمام. ولقد أكد المشاركون أن تحسين تنفيذ التوصيات والسياسات الصحية ونماذج التدريب بالإضافة إلى التعاون الاستراتيجي؛ هي أشياء ضرورية وبحاجة شديدة إليها لتحسين النتائج لكل الأطفال ذوي الأمهات المصابة بالالتهاب الكبدي (ب) وللقضاء بشكل نهائي على الإصابة بالالتهاب الكبدي (ب) في مرحلة ما بعد الولادة مباشرة بالولايات المتحدة الأمريكية.

 

ترجمة: Zeinab Badawy

مراجعة:Matalgah Hamzeh

المصدر: http://sc.egyres.com/VqEOz

 

#الباحثون_المصريون

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي