القلب والموسيقى

123-1

يتفق معظمنا مع قدرة الموسيقى الرائعة في تحسين حالتنا المزاجية، لكن هل سمعت من قَبل عن مدى تأثيرها على صحة الجهاز الدوري (القلب والأوعية الدموية)؟

أشارت إحدى الدراسات الحديثة إلى قدرة الموسيقى الرائعة على تحسين حالة القلب والأوعية، وذلك لإمكانها إجراء بعض التغيّرات الفسيولوجية على الجسم كتحسين ضغط الدم، معدل ضربات القلب، ومعدل التنفس.

يقول «لوتشيانو برناردي-Luciano Bernardi» أستاذ الطب في جامعة بافيا في إيطاليا أن الموسيقى تعمل على إحداث تغيّرات مستمرة، فعالة، بل ومُتوقعة إلى حد ما على الجهاز الدوري وذلك بعد دراسته التي تمت من أجل معرفة تأثير ارتفاع، وانخفاض مستوى صوت الموسيقى على فسيولوجية الجسم.

فقد وجد برناردي وزملاؤه -سابقًا- أن التغيرات الحادثة في القلب والتنفس تعكس إيقاع الموسيقى التي نستمع لها، ولكنهم لا يزالوا لم يعرفوا مدى استجابة الجسم للتغير الحادث في الإيقاع والتناغم الموسيقي بشكل كامل؛ لذا أجروا تجربة على 24 متطوعٍ، نصف عدد المتطوعين لديهم خبرة في الغناء والموسيقى والنصف الآخر لم يتدربوا على الموسيقى من قبل.

وفي خلال هذه التجربة، استمع المتطوعون إلى خمسة قطع موسيقية عشوائية لموسيقيين كباخ، بيتهوفن وبوتشيني وغيرهم من الموسيقيين الكلاسيكيين، والتي كانت تتخللها دقيقتين من الصمت، في وجود جهاز لرصد وتسجيل التغيرات الحادثة في الوظائف الفسيولوجية للمتطوعين. وجد الباحثون مع إنتهاء التجربة، أن مع الزيادة التدريجية الحادثة في مستوى صوت بعض القطع الموسيقية، تحدث زيادة في معدلات  انقباض الأوعية الدموية، ضغط الدم، معدل ضربات القلب والتنفس. بينما تقل كل هذه المعدلات في حالة الانخفاض التدريجي في مستوى الصوت أو الدقائق الصامتة  التي لم يسمتع خلالها المتطوعون لموسيقى.

ووجد الفريق أن بعض المقطوعات الموسيقية من ألحان الموسيقي الشهير فيردي تتسبب في تزامن معدل نبضات القلب وباقي أجزاء الجهاز الدوري مع الموسيقى. وكانت استجابة المتطوعين الذين لهم خبرة في الغناء أقوى من غيرهم، فقد اعتبر البعض الآخر أن التجربة مجرد وسيلة ترفيهية فقط.

وتشير كل هذه النتائج إلى إحتمالية امتداد تأثيرالموسيقى على دماغ المرضى أيضًا. فيقول برناردي: (لم تعد العواطف وحدها هي التي يمكنها التأثير على القلب والأوعية الدموية)، كما يضيف إحدى الملحوظات قائلًا أن العكس يمكن أن يحدث بحسب ما تشير إليه دراسته. حيث يرى برناردي أن التغيرات المزاجية كالقشعريرة الناجمة عن الاستماع للموسيقى يمكن أن تكون عرض جانبي لبعض التغيرات الفسيولوجية.

وتقول «كوني تومينو-ConnieTomaino» -المديرالتنفيذي وأحد المؤسسين لمعهد (Music and Neurological Function) بنيويورك: (تشير الدراسة إلى إمكانية تأثير مثل هذه الوسائل الترفيهية على الحالات فاقدة الوعي)، وذلك بعد ملاحظتها لتأثير هذه الآلية على مرضاها، فتُضيف قائلةً: (هناك العديد من استجابات المرضى التي تثبت صحة هذه الدراسة). وامتد تأثير الموسيقى على الحالات الخضرية أيضًا، فقد لاحظت تومينو حدوث بعض التغيرات في عملية التنفس الخاصة بهم عند استماعهم للموسيقى.

ونظرًا أن دراسة برناردي مقتصرة على متطوعين أصحاء تتراوح أعمارهم بين 24-26 عامًا، فكانت نتائجها محدودة، لذا يُقترح أن الأبحاث القادمة لتأكيد وتدعيم هذه الدراسة تكون على نطاق أوسع وتضم أنواع مختلفة من الموسيقى.

 

ترجمة: Nesma El Mohamady

مراجعة علمية: Mahmoud Ahmed

مراجعة لغوية: Amany El Shabasy

تصميم: Mahmoud Ahmed

المصدر: https://goo.gl/wsID2O

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي