في دراسة تحليلية جديدة تضمنت 30 كوكبًا خارجيًا تدور حول نجوم بعيدة عنَّا، تمَّ التوصل إلى أنَّ حجم الكوكب، وليس كتلته، هو العامل الرئيسي لمعرفة إمكانية دراسة غلافه الجوي. وتمكن الباحثون من دراسة الغلاف الجوي لـ16 كوكب من النوع hot Jupiters، وهو تصنيف يطلق على أنوع من الكواكب الخارجية الغازية العملاقة والتي تشبه كوكب المشتري الخاص بمجموعتنا الشمسية والتي تتميز بكبر حجمها مع انخفاض كتلتها، وهذا ما توصل إليه فريق الباحثين الأوربيين في UCL، والذي يعد اكتشافًا بحثيًا هامًا في تصنيف الكواكب الخارجية والمقارنة بينها. وسيتم الإعلان عن هذه النتائج في المؤتمر الأوروبي القادم لعلوم الكواكب والمقرر انعقاده يوم الأحد القادم بتاريخ 19 من الشهر الجاري، بمدينة رايغا (Riga) الأوروبية.
يقول الدكتور (أنجلوس تسياراس-AngelosTsiaras) رئيس الفريق البحثي:
“على الرغم من اكتشاف أكثر من 3000 كوكب خارجي حتى الآن، إلا أنَّ الدراسة الخاصة بالغلاف الجوي لكلٍ منهم تمت بشكل فردي لكل كوكب على حدى، حتى قمنا في هذه الدراسة بتطوير وسائل لتقييم الملاحظات المتعلقة بكل غلاف جوي، وإدراجها ضمن كتالوج للكواكب الخارجية؛ ويعد هذا النوع من الدراسات ضروريًا لفهم وتصنيف تلك العوالم الخارجية”.
وقد تمَّ استخدام البيانات المخزنة من تلسكوب هابل الفضائي في تحديد الخواص التعريفية لـ 30 كوكب خارجي وتحليلها من أجل معرفة الغازات المميزة في كل كوكب، وتبين أنَّ معظم تلك الكواكب تتميز بغلافٍ جويٍ فريد يختلف عن أغلفة الكواكب الأخرى؛ ولهذا توصلت نتائج الدراسة إلى أنَّ أغلفة الكواكب يمكن تحديدها بدقة في الكوكب الكبيرة الحجم دون النظر إلى كتلتها اطلاقًا، وهذا يعني أنَّ قوة جاذبية أي كوكب لها تأثير ثانوي في نشأة وتطور غلافه الجوي.
وأيضًا تمَّ العثور على أدلة تحتمل وجود سحب غازية في معظم أغلفة هذه الكواكب، إلا أنَّه تمَّ اكتشاف وجود سحب واضحة في المستويات العليا لكوكبان ترتفع درجة حرارتهم لتصل إلى 1700 درجة سيلزيوزية، وبفحصها تبين وجود غازيّ أوكسيد التيتانيوم وأكسيد الفناليوم بجانب وجود بخار ماء، والذي عثر عليه في 16 غلافٍ جوي محل الدراسة.
يقول الدكتور (انجو والدمان-Ingo Waldmann) أحد أفراد الفريق القائمين بالدراسة:
“كي نتمكن من فهم الكواكب وتكوينها، نحتاج إلى دراسة العديد منها، وهذا ما نقوم به في فريقنا، حيث نقوم بإعداد أدوات ونماذج إحصائية لتحليل وتفسير مجموعات كبيرة من أغلفة الكواكب، وكانت البداية بـ30 كوكبًا، وهي خطوة كبيرة للأمام مقارنةً بما تمَّ اكتشافه في السنين الماضية، ونعمل على اطلاق العديد من المَهمَّات الفضائية المتخصصة في الأعوام القادمة لزيادة الحصيلة لتشمل مئات الكواكب وربما الآلاف منها.”
ترجمة وإعداد: مجدي ممدوح محمد
مراجعة: آية غانم
المصدر: