إذا ما استمعت قصيدة الحلاج «والله ما طلعت شمس ولا غربت»، ستجدها تُلهب مشاعرك بشدة، ويثور وجدانك فور سماعها، وستُعيدها مرارًا دون توقُّف، ثم بالطبع ستشرع في سماع العديد من التواشيح الصوفية الأخرى، ربما يكون معظمها لفرقة ابن عربي للإنشاد الصوفي مثل «أحبُّك حُبَّين» و«أدينُ بدين الحب» و«عرفت الهوى» و«سلبَت ليلى منّي العقل» وغيرهم..
وإذا كنت من ذلك النوع لا يترك شيئًا دون تفسير، فـ ستمكثت لتتتأمل هذه الحالة: «ما الذي يحدث لي بالضبط حين سماع تلك الأشعار؟، وما الذي بها حتى تثير وجداني سريعًا لهذا الحد؟»، وإذا كنت مهتم بمجال الفكر إجمالًا، فبداهة سيشغلك تكوين رأي شخصيّ تجاه هذه القضية، حتى يتحدد على أساسه موقفك تجاهها قبولًا أو رفضًا أو أمرًا آخر أكثر إنسانية وأقرب لمفهوم المُكَابَدة الذي تحيا به، آملًا به أن تتشرَّب جميع ذراتك بالحُب الإلهيّ، وأن تتصبَّغ بصبغة الزُهد الأزليّ التي ستُفتَن بها حين تستمع لكلمة: «الصوفيَّة».
إعداد: هبة خميس
مراجعة علمية ولُغوية: آلاء مرزوق