درويشٌ في حضرةِ الإبداع: مقتطفات من سيرة محمود درويش
قد كان شاعرُنا درويشًا في حبِّهِ للكتابَةِ والشِّعرِ والقهوةِ والعُزلَة؛ كان ذا شغفٍ مُحتَدِمٍ؛ ثريًّا بـ تفاصيلِه تملؤهُ اكتفاءً ونشوةً بـ أبسَطِ الأَشياءِ وأعمَقُها. عاش درويش عمرًا كاملًا بـ جُرحٍ مفتوح، وروحٍ مكلومة، ووطنٍ فقيد. ربما تساءل: «هل يذكُرُ المساءُ مهاجرًا أتى إلى هُنا ولم يعُد إلى الوَطن؟ هل يذكُرُ المساءُ مُهاجرًا ماتَ بِلا كَفَن؟». نستطيعُ الجزم اليوم أن سائر العالم الأدبي في بقاع الأرض يذكُرُ شاعرًا درويشًا في حُبِّه لوطنه؛ وفي حُبِّه للإنسانيَّة والكتابة والإبداع. عاشَ يتنسم رحيق الحريَّة واهبًا روحَه وشغَفَهُ لـ قلمِهِ وحروفِهِ وقوافيهِ آنسًا مستأنسًا مستكفيًا مُحلقًا بهم فوق سَقَم الحرب وأبخرة الفسادِ الإنساني المُسيلة للدُّموع. سيظل درويش في حضرة الذاكرة شاعرًا ثائرًا مُبدعًا رغمًا عن أنفِ الغياب