من أين تأتي المياه؟
تلهث في أحد شوارع القاهرة المزدحمة في منتصف ظهيرة أحد أيام شهر (يونيو/ حزيران) بعد يوم شاق في إحدى المصالح الحكومية المملوءة بالأجسام البشرية المتصبّبة بالعرق؛ يصرخ حلقومك من العطش ويملئ وجهك العرق في محاولة بائسة من جسمك لتبريده والتخفيف من درجة حرارته، تنظر ذات اليمين وذات الشمال باحثًا عن مصدر للمياه يُثلج قلبك وداخلك؛ تلمح من بعيد في أفق لا نهاية له عن مبرّد مياه يبدو من ظاهره أنه يعمل؛ تلمع عيناك وتجري بسرعة تضاهي سرعة ( فلاش) من عالم (DC) للكتب المصوّرة؛ تملأ الكوب إلى حافته وتستمتع بمرور المياه إلى جهازك الهضمي في شعور لا نهاية له من الانتعاش، وعندها تبدأ الأسئلة التي لا تُريحك حتى تجد إجابتها؛ من أين أتت تلك المياه؟ وما الذي حدث لها في الطريق إلي؟ هل هي صالحة للشرب أم أنها ستؤذيني؟ كل هذه الأسئلة وأكثر ستجد إجابتها في هذه السلسلة عن المياه، ولعلنا نبدأ في هذا المقال بالإجابة على السؤال الأول.