يعدُّ انفصالُ التخصصات من سمات الحداثة التي بحث فيها عدَّة مفكرين، هذا التصدُّع يظهر جليًّا في اتباع مقاربةٍ تستهدف المشكلات في معالجة المواضيع الفلسفية؛ حيث يميل التقصِّي السطحي لأن يُفصَل منهجيًا عن أيِّ أسئلةٍ ذات صلةٍ بممارسات الفرد أو قناعاته وما إلى ذلك.
بغضِّ النظر عن الجذور التاريخية التفصيلية لهذا العزل، فإنَّ الحقيقة تبقى أنَّ أساليبَ الاستقصاء الحديثة للمشكلات لا تفصل فقط بين معرفتنا وكيفية الوصول إليها، بل تفصل أيضًا بين هذين العاملين وكيفية تأثيرهما على كينونتنا؛ عن طريق اعتبارِ المعرفة منفصلةً عن الحكمة، في حين تبقى العلاقة بين هذه العوامل إلى حدٍّ كبيرِ غير مُعالجة.