إحسان عبد القدوس: من لم يعش في جلباب أحد
أحسدُ نساءَ إحسان عبد القدوس! أحسد امرأةً حظيت بأن تكون بطلةً في روايته أو نجمةً في فيلمه، امرأة استطاع كاتبها أن يعرف ما تُحدِّث به نفسها، وكأنه نفسها! امرأة من صُنع كاتبٍ استطاعت أن تثور من خلال كلماته، وأن يكون لسان ثورتها إحسانًا. أحسد إحسانًا؛ لأنه أوتي من التفرُّد ما مكّنه من أن يكون صوتًا لنساءِ وفتيات رواياته، صوت براءتهم وخطاياهم في آنٍ صارخًا: «أنا الخيرُ وأنا الشر؛ أنا الإنسان». صوت الحريةِ، صوت الحرمان، صوت العذارى المغرماتِ بالشعر الأبيض، صوت مَن نست أنها امرأة، ومن لم تطفئ الشمس، صوت مَن كان طريقها مسدودٌ، ومَن كانت صعبة ومغرورة، من عبرت البحر بأقدامٍ حافية، صوت من عاشت بين أصابعِ الحب، صوت الدم، والدموع، والابتسامات!