حِكْمة الشَّرق المَنسيّة: تهافت معجزة الفلسفة اليونانية
يُمكننا القول؛ أن إحدى أهم التساؤلات المركزية التي طُرحت في عملية تأريخ الفلسفة، كانت لابُدَّ أن تنطلق عبر تحديد موقفٍ من أصل نشأة الفلسفة وحدودها، والتي لم تَحسِم أيَّ إجابة الأمر بشكل جليّ، إطلاقًا، بل لقد وجِدت أطروحتان على موقفٍ نقيض، منذ القدم. إحداها تزعم أصالة الفكر الفلسفي في نسبته إلى بلاد اليونان، إذ هو ابتكار يخصُ العقل الإغريقي؛ يتفرد بأصالته. ويمثل هذا الموقف «أرسطو»، الذي أرجع نشأة الفلسفة إلى بداية القرن السادس ق.م، على يد «طاليس الملطي». بينما يُرجِح الموقف المقابل؛ إلى كون الفلسفة هي ميراث نُقل وتشكّل عبر التأثر والتواصل مع الحضارات الشرقية السابقة لحضارة اليونان.