السريالية جنون.. أم فوق واقعية؟
«إن الإنسان الذي لا يستطع أُفق خياله أن يمتد ليشمل تجسيد رؤيا جواد يعدو فوق سطح حبةٍ من الطماطم؛ هو شخصٌ ضيق الأُفق.»
عِبارة جنونيَّة، كتبَها «آندريه بريتون- André Breton»: كاتب، وروائيّ، وشاعر، وفيلسوف فرنسيّ، صاحب مدرسة المعاني المُرتبطة بالأحلام الغربية.. عالم اللا شعور والتمرُّد، عالم مزج الخيال بالواقع، والحقيقة بالسّراب، عالم تميَّز باللا منطقيَّة، ووحده الجنون فيه هو سيّد الموقف: المدرسة السرياليَّة.
لطالما كانت السرياليَّة دعوة لمغامرات نفسيَّة وفنيَّة ومحاولات لاكتشاف ظُلمات النفس؛ وروَّادُها ممن يعتقدون أنه لا يكفي أن يقتصر الإنسان على الواقع الذي يُدركه المنطق فقط؛ وإنما يرون في النفس الإنسانيَّة أغوارًا لا يُفسِّرها المنطق أو القواعد العقليَّة.. وإذا كان العقل البشريّ قد فهم الطِّب، وأقام الهندسة، واكتشف قوانين الطبيعة، وفسَّر كيمياء الكون، فما بالك بتعقيدات خلجاتِ النفس البشريَّة التي عجزت أدهى العقول عن فهمِها إلى يومنا هذا!