قام الفلكيون بمساعدة العدسات الكونية العملاقة بتعيين المجال المغناطيسي لمجرة قريبة تبعد حوالي 5 ملايين سنة ضوئية عن كوكبنا. وتُعد أهمية هذا الاكتشاف في إعطائهم مفاتيح لحل مشكلة حدودية الكون ومنشأ وطبيعة المجال المغناطيسي والذي يلعب دورًا هامًا في توضيح كيفية تطور المجرات.
ولقد استخدم الفلكيون مؤسسة كارل جي الوطنية للعلوم لدراسة تكوّن النجوم التي تكوّن المجرات، والتي تقع مباشرة بين الأرض والكوازار الأكثر بعدًا، وتقوم جاذبية المجرات بدور العدسات العملاقة والتي تقسم صورة الكوازار لصورتين منفصلتين كما هو مرئي من الأرض، والأهم من ذلك أن الموجات الراديوية الآتية من هذا الكوازار –بعيدة بمقدار 8 بليون سنة ضوئية- مصطفة بمحازاة تفضيلة أو مستقطبة.
وتقول سوي آن ماو، قائد الفريق البحثي في معهد ماكس بلانك لعلم الفلك الراديوي، في هذا الشأن:
«إنَّ استقطاب الموجات القادمة من خلفية الكوازار تتضامن مع حقيقة أنَّ الموجات تُنتج صورتين تسافران عبر أجزاء مختلفة من المجرة المتدخلة سامحة لنا بمعرفة بعض الحقائق المهمة عن المجال المغناطيسي للمجرة».
وتؤثر المجالات المغناطيسية على الموجات الراديوية التي تسافر عبرها، وبتحليل نتائج صور الـVLA تبين الاختلاف المهم بين صورتي تعدّس الجاذبية وكيفية تغير استقطاب الموجات، وهذا يعني أنَّ المناطق المختلفة في المجرة المتدخلة تتأثر بالموجات بشكل مختلف.
وهذا الاختلاف يخبرنا أنَّ هذه المجرة لديها مدى كبير من المجال المغناطيسي المتماسك متشابهة في ذلك مع المجرات القريبة نسبيًا في يومنا هذا، والتشابه في كلا من قوة المجال وترتيبه حيث تلتف خطوط المجال المغناطيسي في مسارات حلزونية تدور حول محور المجرة، ولأن هذه المجرة شوهدت كما كانت منذ 5 بلايين سنة عندما كان عمر الكون يبلغ ثلثيّ عمره الحالي، وهذا الاكتشاف مدّنا بمفتاح مهم عن كيفية تكوّن المجال المغناطيسي وكيفية تطوره بمرور الزمن.
وأضافت سوي ماو:
«دعمت نتائج الدراسة فكرة أن مجال المجرة المغناطيسي نشأ عن طريق تأثير دوران الدينامو تناظرًا مع عملية انتاج المجال المغناطيسي للشمس، وبالرغم من ذلك هناك عمليات أخرى ربما تنتج مجالات مغناطيسية، ولتعيين أيًّ من هذه العمليات قيد التنفيذ نحتاج للعودة قليلًا بالزمن إلى المجرات البعيدة والقيام بنفس القياسات لمجالاتهم المغناطيسي».
تلعب المجالات المغناطيسية دورًا حيويًا في فيزياء الغازات الضعيفة التي تتخلل الفضاء بين النجوم والمجرات، وبفهم كيفية نشأة تلك المجالات وتطورها عبر الزمن يدعم الفلكيين بمفتاح مهم جدًا في معرفة تطور المجرات نفسها.
ترجمة وإعداد: آية غانم
تدقيق: Mohammed Abkareno
المصدر: Phys.org