اضطراب الوسواس القهري لدى الأطفال

child-ocd

اضطراب الوسواس القهري لدى الأطفال|اضطراب الوسواس القهري لدى الأطفال|

خلفية عن الوسواس القهري لدى الأطفال

اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو اضطراب عصبي بيولوجي كبير يمكن أن يعرقل الأداء الأكاديمي والاجتماعي والمهني بشدة.

والسمة الرئيسية لهذا الاضطراب هي وجود الهواجس المتكررة، والأفكار المتكررة غير المرغوب فيها، والاكتئاب، والإجراءات المفرطة المتكررة التي تتداخل مع حياة الشخص.

وكان يُعتقد في وقت ما أنه نادرٌ نسبيًّا لدى الأطفال والمراهقين، ويُعتقد أن اضطراب الوسواس القهري يؤثر على 2 : 3٪ من الأطفال. ومن بين المراهقين الذين يعانون الوسواس القهري، تشير الدراسات إلى أن قلة قليلة منهم يتلقون تشخيصًا مناسبًا وصحيحًا، وحتى أن نسبة من يتلقون العلاج المناسب أقل. وهذه النتيجة مؤسفة؛ لأن العلاجات المعرفية والسلوكية والعلاجات الدوائية الفعالة متاحة الآن. إذا اشتبه في اضطراب الوسواس القهري (OCD)، تُحوَّل الحالة إلى إخصائي الصحة العقلية.

في تاريخ العلاج، لم يبدُ أن العلاج النفسي المتوجه نحو الاستبصار يؤدي إلى تقليل الوسواس القهري، ولم يكن الفهم الديناميكي النفسي مفيدًا.

الهواجس والسلوكيات القهرية

تُعرَّف الهواجس على أنَّها أفكار متكررة ومستمرة، أو صور، أو دوافع، تكون خادعة حد الغرور، تطفلية، ومعظمها تُعتَبَر بلا معنى. وعادة ما تكون الهواجس مصحوبة بتأثير مزعج، مثل الخوف والشكوك والاشمئزاز.

عادةً ما يحاول الأطفال والمراهقون الذين يعانون الوسواس القهري تجاهل أو منع أو إنكار الأفكار الهوسية، وقد لا يُبلغون عن الأعراض اعتقادًا منهم أنها خداعٌ نفسي، أو أنها بلا معنى. ومع ذلك، من خلال محاولة تحييد الأفكار المفرطة، يقوم الأفراد الذين يعانون الوسواس القهري بتغيير سلوكياتهم بسرعة عن طريق القيام ببعض أنواع الأعمال القهرية، والتي تتمثل في سلوكيات متكررة، وهادفة تُنفذ استجابةً للهوس. عادةً، هذه الإجراءات المتكررة تتبع قواعد معينة أو نمطية تمامًا.

وتشمل بعض أشكال الوسواس القهري التى لوحِظَت سلوكًا مثل الغسل أو العد أو ترتيب الأشياء. وبعض أشكال الوسواس القهري الأخرى تشمل العمليات العقلية السرية، مثل العد أو قراءة مقطع مرارًا وتكرارًا. وهذه الدوافع تعمل على تقليل القلق الناتج عن الأفكار الهوسية. إذا كان هناك شيء يتدخل أو يعرقل السلوك القهري، يشعر الطفل بقلق أو خوف كبير ويمكن أن يصبح منزعجًا ومعارضًا تمامًا.

الوسواس القهري مقابل السلوكيات الطقوسية العادية

يُمثّل عدم الخلط بين الوسواس القهري وبين السلوك الطقسي العادي للطفولة أهمية؛ حيثُ يُظهر معظم الأطفال سلوكيات متشابهة مُعتمدة على العمر، وقهريَّة. وفي كثير من الأحيان، يفضل الأطفال الصغار حدوث هذه الأحداث بطريقة معينة، فهم يصرّون على وقت معين للنوم أو تناول الطعام، ويصابون بالضيق إذا تعطلت هذه الطقوس.

وتوضح الدراسات المستقطعة للسلوك الطقسي لدى الأطفال أن هذه السلوكيات تظهر عندما يبلغ عمر الطفل حوالي 18 شهرًا، وتبلغ ذروتها عندما يبلغ الطفل سنتين أو ثلاث سنوات، ثم تنخفض بعد ذلك. يبدو أن وجود هذه السلوكيات يرتبط بالعمر العقلي؛ وهكذا، فإن الأطفال المتخلفين عقليًّا الذين لديهم مستويات إدراكية في عمر نمو يبلغ 2 : 3 سنوات قد يكون لديهم معدلات أعلى من السلوكيات القهرية التي تتناسب مع مستوياتهم المعرفية في التطور. ومن الأفضل فهم هذه السلوكيات من خلال الاعتراف بأنها تنطوي على الإتقان والسيطرة على بيئتهم، وعادةً ما تتراجع إلى مستويات منخفضة في مرحلة الطفولة المتوسطة.

ومع تقدم الطفل في العمر، تُستبدَل الهوايات أو الاهتمامات المركزة بالسلوكيات القهرية.

يمكن تمييز السلوكيات القهرية المعيارية من الوسواس القهري على أساس محتواها، وتوقيتها، وشدتها. علاوة على ذلك، السلوكيات القهرية المعيارية لا تتداخل مع الأداء اليومي.

الوفيات في الوسواس القهري

واحد من الأسباب الرئيسية لوفاة المرضى الذين يعانون الوسواس القهري هو الانتحار. تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 10٪ من المرضى الذين يعانون من الوسواس القهري يحاولون الانتحار في سن المراهقة والرشد.

 

ترجمة: دعاء طلعت سيد
مراجعة علمية: ماريا عبد المسيح
تدقيق لغوي: شروق محيي الدين
تحرير: نسمة محمود

المصدر

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي