زيادة محيط الخَصر.. مؤشر لقابلية الإصابة بأمراض القلب

منطقة-البطن-e1555143465443

سمنة منطقة البطن|زيادة مقاس الخصر… مؤشر لقابلية الإصابة بأمراض القلب

لعقود من الزمان، حذَّر الخُبراء من خطورة السمنة المتمركزة في منطقة البطن، حيث إنها أكثر ضررًا على القلب من السمنة في مناطق أخرى مثل الوركين والفخذين.

يبلُغ متوسط ​​محيط الخَصْر الحالي لدى الرجال حواالي 40.2 بوصة، مما يعني حدوث ارتفاع طفيف عن آخر قياسات مسجلة تمت في الفترة ما بين (1999-2000)، حيث بلغت 39 بوصة. كما أرتفعت قياسات محيط الخَصْرُ لدى النساء أيضا، من 36.3 إلى 38.6 بوصة في المتوسط.

يوضِّح الدكتور أسامة حمدي -المدير الطبي لبرنامج السمنة السريرية في مركز جوسلين للسكري التابع لجامعة هارفارد- قائلََا:

“مع اتساع محيط الخصر لديك، تزداد خطورة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية”.

ويوضِّح أن الدهون في منطقة البطن -ما يصفه الأطباء بالدهون الحشويّة- تختلف تمامًا عن الدهون التي تتراكم في الوركين والفخذين. لكن على الرغم من استعداد بعض الأشخاص لهذا النوع من السمنة، إلا أن هناك الكثير مما يمكنهم القيام به لعلاج تلك المشكلة.

كيفية قياس محيط الخصر

لقياس محيط خَصرك بدقّة، قم بلف شريط القياس حول خصرك العاري، فوق العظم الحرقفي مباشرةً -الحد الأعلى لعظم مفصل الفخذ-، والذي يمكنك الشعور به بسهولة على كلا الجانبين.
وللحصول على قياسات دقيقة، تجنب تقليص المعدة وكذلك الإفراط في شد شريط القياس.

لحساب محيط الخصر بالنسبة للأرداف

قُم أولاً بأخذ قياس الأرداف، عن طريق وضع شريط القياس حول الجزء الأكبر من الأرداف. ثم قم بقسمة قياس محيط خَصرك على قياس محيط الأرداف.
تمثل زيادة قياسات محيط الخصر عن 35 بوصة لدى النساء و40 بوصة لدى الرجال مؤشراً لارتفاع نسب خطورة الإصابة بأمراض القلب، بينما تتراوح أقصى قيم لنسبة محيط الخصر للأرداف من 0.9 للنساء، وحتى 1 للرجال.

أهمية موضع تراكم الدهون

تتراكم الدهون الحشوية بعمق داخل التجويف البطني، مما يملأ الفراغ بين الأعضاء وعندما تنهار تلك الخلايا الدهنية، فإنها تمطر الوريد البابي (الوريد الذي ينقل الدم من الأمعاء الدقيقة إلى الكبد) بالأحماض الدهنية . مما يؤدي لظهور حالة تُعرَف (بالسُميّة الدهنية – lipotoxicity) التي تؤثر بدورها على البنكرياس، مما يعيق قدرته على إنتاج هرمون الإنسولين، وهو الهرمون الذي يحمل الجلوكوز إلى خلايا الجسم المختلفة. كما تعزز السُميّة الدهنية من مقاومة خلايا الجسم للإنسولين، حيث لا تستجيب خلايا العضلات وخلايا الكبد بشكل مناسب لمستويات الإنسولين الطبيعية في الدم. نتيجة لذلك، ترتفع مستويات السكر في الدم؛ مما يزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري.

بالإضافة إلى ذلك، عندما تموت تلك الخلايا الدهنية المتراكمة، فإن الخلايا التي تعمل كطاقم تنظيف للخلايا الميتة، تطلق مواد التهابية تُسمَى (السيتوكينات – cytokines). يقول الدكتور حمدي:

«هذه السيتوكينات هي أحد أسباب الإصابة بـ (تصلب الشرايين – atherosclerosis)، وهو السبب الكامن وراء  الكثير من أمراض القلب والأوعية الدموية».

لذا، تبدو الدهون المُتجمِعة في الوركين والفخذين أقل ضررًا. حيث أن الأشخاص الذين يعانون من هذا التوزيع الدهني أقل عُرضة للإصابة بمرض السكري وأمراض القلب، من الأشخاص الذين يعانون من تراكم الدهون في منطقة البطن.

من هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من السمنة؟

تؤثر جيناتنا وخلفياتنا العرقية وكذلك جنسنا، على مدى احتمال تراكم الدهون الحشوية لدينا. تقل تلك المشكلة بين سكان دول البحر المتوسط مع معدل انتشار أقل لأمراض القلب والأوعية الدموية. بينما تزيد في الأمريكيين الأصليين وهنود البيما والأشخاص الذين يعيشون في الهند وجنوب آسيا (بالإضافة لمرض السكري من النوع الثاني).
أخيرًا، يميل الرجال ذوي البشرة البيضاء والنساء ذوي البشرة السوداء إلى جمع المزيد من الدهون الحشوية نسبيًا مقارنةً بالرجال ذوي البشرة السوداء والنساء ذوي البشرة البيضاء.

ماهو الحل؟

على الرغم من عدم وجود تركيبة سحرية للتخلص من دهون منطقة البطن، إلا أن اتِّباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات يمكن أن يكون مفيدًا، خاصة إذا كنت مصابًا بمرض السكري من النوع الثاني، على حد قول الدكتور حمدي. لا تحتاج إلى تجنب جميع أنواع الكربوهيدرات ما عليك سوى الابتعاد عن تلك الأنواع المسؤولة عن رفع مستويات السكر في الدم بسرعة بالغة وفي وقت زمني قصير، مما يعمل على تحفيز الجسم لتخزين فائض السكريات على هيئة دهون.

تلك المصادر الثلاثة هم المذنبون الرئيسيون:

1. السكريات: المنتجات المصنوعة من السكر المضاف مثل: الكعك، المعجنات، الآيس كريم، المشروبات الغازية، العصائر المعلبة وما شابه ذلك).

2. الطحين الأبيض: المنتجات الأكثر شيوعًا (والأكثر ضررًا) مثل: المعكرونة، البيتزا والخبز الأبيض.

3. الأطعمة الغنية بالنشويات مثل: البطاطا البيضاء والأرز والذرة.

قد يساعد الصيام المتقطع أو الأكل المُقيَّد زمنياً في تحسين استجابة الجسم للإنسولين وتقليل الدهون الحشوية. الفكرة الأساسية هي اقتصار تناول الطعام في إطار زمني أقصر من المعتاد. على سبيل المثال، يمكنك تناول الطعام فقط بين الساعة 8 صباحًا و 2 ظهرًا. يتبعه صيام حتى صباح اليوم التالي، أو الامتناع عن الطعام لمدة 14 ساعة على الأقل بعد آخر وجبة تناولتها. افعل ذلك ثلاثة أيام في الأسبوع، ثم تناول الطعام وفق الجدول الزمني المعتاد للأيام الأربعة الباقية، كما أقترح الدكتور حمدي.
ولا تنس أن تمارس التمارين الرياضية بانتظام (سواء التمارين الهوائية أو تمارين تقوية العضلات)، التي يمكن أن تساعدك على حرق السعرات الحرارية الزائدة بالإضافة إلى الحفاظ على الكتلة العضلية.

 

ترجمة: إنجي شمس
مراجعة علميّة/تحرير: نسمة المحمدي
تدقيق لغوي: مي محسن

 

المصدر:

Why worry about your waistline? [Internet].Harvard Medical Shool. [cited 22 Feb 2019]. Available from: https://www.health.harvard.edu/heart-health/why-worry-about-your-waistline

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي