الأسمنت المضيء

glowing-cement

|

“انظر إلى ذلك المكان، إنه مظلم! نحن بحاجةٍ إلى تركيبِ بعضٍ من ألواح الخرسانة المضيئة”

التكنولوجيا تقودنا لأبعد من ذلك:

نعيش اليوم في عصرِ الإثارة والتشويق، فالتقدم الملحوظ نحو تقليل الاعتماد على الوقود الحفري كمصدرٍ للطاقة أَضحى على رأسِ قائمة الأولويات.وقد توقعت العديد من الدراسات أن التحول نحو السيارات الكهربائية سيكون له تأثيرٌ كبير على كمية البنزين التي يستهلكها العالم خلال العقود القليلة القادمة.
في نفس الوقت، يتم اتخاذ خطواتٍ كبيرة في مجالاتٍ أخرى. فعلى سبيل المثال، حقول طواحين الرياح أصبحت أكثر انتشارًا وذات كفاءةٍ أكبر، واستطاع التقدم المعرفي والكبير في الوقت الحالي مضاعفةَ الطاقة المُنتَجة من ألواح الطاقة الشمسية.

على صعيدٍ آخر، فإن التطور التكنولوجي استطاع توظيف المواد الفسفورية لتقودنا إلى تقليل اعتمادنا على طاقة الوقود الحفري. وكأحدِ أكثر الأمثلة إثارةً، هو خلط الأسمنت بموادٍ متوهجةٍ في الظلام لاستخدامها لإضاءة الممرات والمماشي.

اّلية العمل وجهودٌ علمية:

توصل مجموعةٌ من الباحثين بالمكسيك في جامعة (ميتشواكان دي سان نيكولاس دي هيدالغو) (Michoacan University de San Nicolás de Hidalgo) إلى خلطةٍ أسمنتية جديدة يُمكن استخدامها بالممرات والطرق وحتى المباني، والتي تتوهج بدون الحاجة لاستخدام مصادر الطاقة المُصنًعة من الإنسان. يتألف البحث من خلطة إسمنتية قياسية تحتوي على مواد فسفورية. يقوم العنصر الفسفوري بامتصاص الضوء القادم من أشعة الشمس ليُعيد إطلاق هذا الضوء بالليل لتُضيء الممرات للمشاة، وراكبي الدراجات، وحتى السيارات.

ووفقًا لما قاله الباحثون، فإن هذه الخلطة الإسمنتية باستطاعتها امتصاص أشعة الشمس حتى في ظل وجود الغيوم لتظل مُضيئةً لمدة تدوم حتى 12 ساعة.
علق موقع (Scientific American) بأن: «عن طريق استخدام الإضافات، استطاع العلماء مَنع تكوُّن البلورات والتي تتكوَّن بشكلٍ طبيعي مع عملية إنتاج الأسمنت، مُكونين بهذا الأمر مادةً ذات بناءٍ غير بلوري -بحالة مُشابهة للزجاج- حيث تسمح بمرور الضوء إلى داخلها». وأن: «تغيير نسبة الإضافات المُضافة أثناء عملية تصنيع الأسمنت تُنظم كلًا من شدة الإضاءة ولونه -حتى لا تتسبب شدة الإضاءة بتشتيت السائقين عند استخدام الخلطة على الطرق مثلا».

مفاجأة:

الأسمنت الفسفوري المُضيء يتم صناعته بشكلٍ تقليدي مثل الأسمنت العادي، على الرغم من أن الباحثين لاحظوا أن إضافة المواد الفسفورية المضيئة يُحدِث تغييرًا في بناء المنتج النهائي. نتيجةً لذلك، هذا الأسمنت المضيء من المُفضَّل استخدامه فقط كمادة مُغطية فوق الأسطح الأُخرى كطبقة من الأسمنت القياسي.
كما لاحظت مجلة (Science Alert) العلمية أن هناك بعض العقبات التي مازالت موجودة ويجب التغلُّب عليها قبل التداول التجاري للأسمنت الفسفوري المُضيء. فعلى سبيل المثال، لا زال الباحثون يدرسون أفضل طريقة لمعالجة هذا النوع من الأسمنت عند تلفه.

يا تُرى، هل سيأتي علينا هذا اليوم اليوم الذي نتخلى فيه عن الإضاءة بصورها التقليدية ويستعيض بدلًا عنها بـ(الأسمنت الفسفوري المُضيء)؟!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ترجمة: محمد يونس

مراجعة وتصميم: Mohamed Sayed Elgohary

المصدر: https://goo.gl/UQELjt

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي