الأشعة تحت الحمراء بالهواتف الذكية

2-1

أثبت سلاح الدبابات كفاءته في التأثير على نتائج الحروب، وخاصةً في الحربين العالميتين، الأولى والثانية، ولذلك أَولَى الجيش الأمريكي اهتمامًا خاصًا بتطوير هذا السلاح، وإدخال التحسينات إليه، وكانت الدبابة (M1A2) التي صُنِعت في العام (1980) فاتحة عصرٍ جديد، فقد زُوِّدَت بمناظير خاصة للرؤية الليلة ذات الدقة العالية اعتمادًا على الأشعة تحت الحمراء، وهي الأشعة ذات الترددات الواقعة بين (1) و(400) ميجاهرتز، ويمكن بالاعتماد عليها تمييز الأثر الحراري للأجسام حتى بوجود عوائق تمنع الروية التقليدية، فالتصوير بآلة حساسة للأشعة تحت الحمراء، يعتمد على التقاط الأمواج الكهرومغناطيسية التي تُصدرها الأجسام الصلبة، والتي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ثم عرضها بألوان ترتبط بشدة الإشعاع لتسهيل التمييز بينها.

خلال الأعوام السابقة ارتفع استخدام هذه الأشعة ذات التكلفة الباهظة بوتيرةٍ كبيرة في مراكز السيطرة على الحرائق وفي آلات اكتشاف العيوب الصناعية، وفي العديد من الاستخدامات بالغة الأهمية، وأخيرًا فقد تم استحداث جهازين حراريين أصغر حجمًا من النظير العسكري، بهدف استخدامهما في الهواتف الذكية مثل:

  • الجهاز الأول: واسمه فلير (FLIR)، هو آلة تصوير حساسة للأشعة تحت الحمراء تحتوي على عدستين، الأولى حساسة للأشعة تحت الحمراء بدقة (60×80) بيكسل، والثانية حساسة للأشعة المرئية بدقة (480×640) بيكسل، وهي مزودة ببطارية داخلية مستقلة عن بطارية الهاتف، ويمكن لفلير (FLIR) العمل في درجات حرارة تتراوح بين (0) و(100) درجة مئوية.
  • الجهاز الثاني: هو سيك (SEEK)، وهو أصغر حجمًا من قرينه الأول، ويتحسس درجات حرارة تتراوح بين (-40) حتى (330) مئوية، وتكون دقة الصورة الناتجة (206×156) بيكسل، وهو مُرفق بجهاز لتحديد درجة الحرارة، ولكن تغيب عنه خاصية دمج الصور الحرارية مع الأخرى الطبيعية، وهذا يُعقِّد عملية تحليل الصور.

ولهذا الجهاز خمسة أنماط للتصوير، أوَّلُهَا يُسمَّى نمط الكاميرا، ويُمكن من خلاله التقاط الصور والفيديو بالألوان الحقيقية مع إمكانية تغيير تناسق الألوان بحسب تفاوت درجات الحرارة. والنمط الثاني هو نمط الحرارة، وفيه تُعطي الكاميرا تقديرات لدرجة الحرارة لما يقابل العدسة. أما النمط الثالث فيُسمَّى نمط أعلى وأسفل، وهو مناسب لتمييز الأماكن الأكثر حرارة أو الأكثر برودة في مجال الرؤية. يُسمَّى النمط الرابع بالنمط الفاصل أو الحدِّي، ويمكن من خلاله تحديد جسم ما ليظهر أعلى أو أسفل الصورة، بالإضافة لإظهار الأجسام عند درجة حرارة محددة فقط.

والنمط الخامس هو نمط تُستخدم فيه آلَتيّ التصوير التقليدية والحساسة للأشعة تحت الحمراء، ويمكن بهذه الخاصية استنباط صورة أكثر وضوحًا، حيث تكون آلتا التصوير في اتجاهين مختلفين بالنسبة للجهاز.

بالنسبة للاختيار، فالفلير يُقدِّم تصويرًا أفضل وأكثر وضوحًا، ولكن كلفته عالية، أما السيك فهو أقل ثمنًا، أما إذا كانت الحاجة إلى الأشعة التحت حمراء فقط فإن السيك هو الاختيار الأفضل، وهو مناسب جدًا لأنظمة الأندرويد، أما بالنسبة لمحبي تجهيزات الآبل (Apple) فإن الفلير هو الخيار الوحيد.

إعداد: Belal Mohamed

مراجعة لغوية: Mohammed Ashraf

المصادر:

http://goo.gl/flkyod

http://goo.gl/fIKnnb

http://goo.gl/uBydE6

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي