الشعر المجعد والمستقيم.. والعوامل المتحكمة في ذلك

straight-and-curly-hair

شعركَ مميّزٌ سواء كان مستقيمًا، أو مموّجًا، أو مجعّدًا، ولكنْ ما دور الأحياء في ذلك الشكل؟
بدايةً  فلتعلم أنّ بصيلة الشعر هي المتحكِّم الأول في شكل كل شعر طوال حياة الفرد.
فاللشعر العديد من الوظائف البيولوجيّة، والثقافيّة، بالإضافة إلى كوْنه وسيلة مهمة للتواصل؛ فيحمي الشعر فروة الرأس من أشعة الشَّمس الضارة، كما يحافظ عليها دافئة في درجات الحرارة المنخفضة.
فبصيلة الشعر هي عبارة عن حُجرة معقدة متعدّدة الخلايا، مدفونة داخل البشرة، فتُنْتج بصيلات الشعر المستقيمة ألياف شعر مستقيمة؛ بينما تُنتج بصيلات الشعر المنحنية شعرًا مجعّدًا ولكن لماذا نجد بعض بصيلات الشعر منحنية؟ وكيف يصبح الشعر بعد ذلك مجعّدًا؟

أنواع متعددة من الشعر

يشمل الشعر المجعّد شريحة واسعة من أشكال مختلفة من ألياف الشعر، بدءًا من الألياف الملتويّة، والمثنيّة مرورًا إلى المموّجة.
فيشرح العلماء من مركز علوم البشرة في جامعة بارفورد، وشركة يونليفر للبحث، والتّطويّرالقائمة فى مدينة بيدفورشاير (بالإنجليزيّة: Bedfordshire) في الولايات المتحدة، ما هو معروف عن الشعر المجعّد في مقالة حديثة تم نشرها في مجلة علم الأمراض الجلديّة التجريبيّة (بالإنجليزيّة: Experimental Dermatology).
ويُعتقد أنّ شكل بصيلات الشعر يتم تحديده خلال مرحلة التطوُّر الجيني؛ ولكنّ العلماء لا يعرفون بالضبط كيف يحدث هذا.
فبصيلات الشعر المتعرِّجة تظهر على شكل (S) مما يعني أنّها تحتوي على انحنائيْن، وهذا الشكل يظهر مدى الحياة، بالرغم من أنّ بصيلات الشعر تخضع بشكل طبيعي لتغيُّرات هيكليّة كل بضع سنوات.
فينمو كل شعر لمدة تتراوح بين (3) إلى (5) سنوات قبل أنْ يمر بمرحلة استراحة لعدة أشهر وفي النهاية يقع.
وتتغيّر بصيلات الشعر في بنيّتها في مرحلة الرّاحة تلك، فنجدها وكأنها تذبل داخل الجلد، لتبدأ دورة جديدة من نمو الشعر، فتنمو البصيلة مرة آخرى إلى شكلها الأصلي.
فدائمًا ما تنمو البصيلات المتعرِّجة إلى شكلها المتعرِّج مرة أخرى، ولكن العمليّة المنَظَّمة من إعادة بناء انحناءات البصيلة مازالت مجهولة.

ولكن ما الذي يجعل الشعر مجعدًا؟

بالإضافة إلى شكل بصيلات الشعر يعتقد العلماء، أنّ اختلاف سلوك الخليّة خلال إنتاج ألياف الشعر، تؤثر على شكل الشعر.
ففي الشعر المستقيم، تعمل جميع خلايا البصيلة بطريقة منسّقة؛ مما يؤدي إلى نمو هذا الشعر من البصيلة المستقيمة، وتلك الشعيرات تكون مستديرة.
ولكن في الشعر المجعّد، فإنّ الطريقة الّتي تنقسم بها الخلايا وتنتج بروتينات معيّنة، هي طريقة غير متماثلة، وترتبط مع الانحناءات في البصيلة المنحنية، وهذا يؤثر على شكل ألياف الشعر، فتكون بيضاويّة، مما يسمح لها بالتجعُّد.
ولكن كيف أنّ الأنواع المختلفة من الالتواءات، والثنيات، التموُّجات نشأت كلها من هذا الشكل البيضاوي؟ فتلك العمليّة استعصت على العلماء حتى الآن، ولكن من المتحكِّم في تلك العمليّة؟

الجينات المؤثرة على الشعر المجعّد

يعلم العلماء أنّ جيناتنا تتحكم في شكل الشّعر، فإنّ المؤثر الرئيسي الّذي تم تحديده حتى الآن هو جين يُنتج بروتين، ويُسمى الهيالين الشعري (Trichohyalin)، ويختصر: (TCHH) والّذي يُقوي الشعر النّامي.
يحتوي هذا الجين (TCHH) متغيّرات مميّزة تُسمى تعدد الأشكال النّويّة الصغيرة، والّتي ترتبط بأشكال متعددة للشعر في جميع أنحاء العالم، فعلى سبيل المثال، ترتبط التغيُّرات في الجين لمستقبل (EDAR) بالشعر المستقيم، أو الخشن لدى الأفراد في شرق آسيا.
وهناك عدد قليل من الجينات الإضافيّة، والّتي تم تعريفها مؤخرًا، والّتي ربما قد تلعب دورًا في تنظيم شكل الشعر.
ومن المثير للاهتمام أنَّ بعض تلك الجينات قد تم التكهّن أنّه تحت سيطرة التخلّق، والّذي يعني أنها قد تكون موروثة من والديّك، أو تحت تأثير بيئتك.
لذلك في المرة التالية الّتي تنظر فيها إلى شعرك، وتتمنى لو كان شكله مختلفًا، كُن متيقِّنًا أنّ العلماء يعملون على إيجاد آليات دقيقة، والّتي قد تصل لحل.

المصدر 

الاسم: أميرة أحمد الشرقاوي
مراجعة علميّة: نسمة محمود
تدقيق لُغوي: رنا السعدني
تحرير: هاجر عبد العزيز


شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي