صور مدهشة تكشف لأول مرة عن ولادة النجوم الثنائية المعقدة

fig-13-10-2019_00-00-49
|||

إن أكثر ما يُسبِّب الإثارة والفرحة لدى الفيزيائيين والفلكيين هي تَوافق مراقباتهم التي قد تستمر لفترات طويلة مع نظرياتهم التي فَرضوها دون رؤية مُسبقة منهم للحدث بالفعل، هذا يُثبت قوة الفيزياء النظرية والبحوث النظريّة رَغم تقهقرها حديثًا مقارنة برفيقتها التجريبيّة.

لأول مرة، فلكيّون يحصلون على صور عالية الدقة لنظام نجميّ ثنائيّ في مراحله الأولى من التكوين، وهي أكثر جمالًا مما توقعنا.
هنا على الأرض، اعتدنا على الدوران حول نجم وحيد. لكن هناك في الفضاء الشاسع، مُعظم النجوم تأتي مع عائلاتها الصغيرة من النجوم، أو ربما أنظمة نَجمية، حيث يتواجد نجمان أو أكثر مرتبطين مع بعضهم البعض من خلال الجاذبيّة.

الثنائي (BHB2007 11) المُوضَّح في تلك الصور الحديثة يقع على بعد 600 سنة ضوئيّة على الأقل في سَديم الأنابيب ( Pipe Nebula )، سحابة مُظلمة بين النجوم مُكوَّنة من الغبار والغاز الذي أدَّى بدوره إلى تكوُّن مجموعة كاملة من النجوم، بالإضافة إلى صغيرنا الثنائيّ هذا.

النجم الثُنائي أثناء عملية الدوران

عندما تُولَد النجوم، تُحيط بهم دوامة من مادة تُسمى القُرص النجميّ الدوَّار، يُلقَى بأكثر من نجم في هذ الخليط أو هذه الدوامة، حتى يُصبح شكل هذا القرص النجمي أكثر تًعقيدًا في شَكله، ككتلة تتحرك مُحيطةً بالنجمين من ثَم تسقط نحو النجمَين اليافعَين، كأنه يَمُدهم بالكُتلة.

لقد رأى الفلكيّون بالفعل الخطوط العريضة للهياكل المُحيِّرة التي تُحيط بالنجم الثنائيّ، فقد سمح لهم الاكتشاف الأخير بالسباحة داخلهم، وكشف تلك الشبكة المُعقَّدة من الغاز والغبار التي تتراقص من حول النقطتين اللامعتين -النظام الثنائي-.

شَبكة الغبار التي تُحيط بالنجمين

للحصول على تلك الصور عالية الدقة، قام فريق دولي بقيادة باحثين من معهد ماكس بلانك للفيزياء خارج كوكب الأرض ومقره ألمانيا باستخدام مرصد ألما (ALMA-Atacama Large Millimeter/submillimeter Array )، وهو مجموعة هائلة من الهوائيّات حوالي 66 هوائي يقع بتشيلي.

الجديد أنه ليس لكل نجمٍ قُرصٌ نجميّ محيط به فقط، بل هناك قرصٌ نجميّ يحيط بالثنائي معًا، يدور ببطء وثبات من ثَم يتراكم داخل قرصيهما عن طريق مَدِّهم بالكتلة من خلال خيوط مُعقَّدة من الغبار، تظهر في الصورة كأسهم مُنحنية مُتصلة.
يُقدِّر الفريق بأن كمية المادة التي تَسقط داخل النجمين بمعدل 0.01 كتلة كوكب المشتري في السنة، كما أن واحدًا من النجمين ضخمٌ، لذلك يتم نَثر كمية مادة من قرصه بشكلٍ أكبر، يمكنك ملاحظة هذا إذا نظرت أسفل الصورة الأولى في الأعلى كمنطقة أكثر سطوعًا أو كَسهمٍ أكثر إشراقًا.

يقول باولو كاسيلي عالم الفلك:

أخيرًا قُمنا بالتقاط صور للبنية المُعقدة للنجوم الثنائية الشابة، مع خيوط الإمداد الخاصة بهم التي تربطهم بالقرص المحيط الثنائيّ. هذا يوفر قيودًا أو تخطيطًا مهمًا للنماذج الحالية لتكوين النجوم.

هذا الحدث يُثير الباحثين، حيث تتوافق الملاحظات الأنيقة الناتجة من عمليات الرصد تلك مع تَنَبُّئِهم النظريّ عن ولادة وتكَوُّن تلك النجوم الثنائية. برغم أنهم قد وضعوا مُلاحظة بأن عليهم دراسة الكثير من تلك النجوم الثنائية الشابة للتأكد مما رأوه فعلًا. لذا نقول لهم، تابعوا التصوير إذًا!

المصدر:shorturl.at/gTU69

ترجمة: أحمد محمد سعد
مراجعة علمية: سارة سامر
تَدقيقٌ لُغَوِيّ: محمود خليفة

تحرير: هاجر عبدالعزيز

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي