شجرة الحياة قد تكون شجيرة!

شجرة-الحياة-قد-تكون-شجيرة

تتطور أنواع جديدة كلما تشعبت السلالات للعديد منها، وبسبب هذا تم أحيانًا وصف القرابة بين الأنواع بمصطلح شجرة الحياة، حيث يمثل كل فرع منها أنواعًا معينة. وجد الباحثون الآن في جامعة «أوبسالا» أن التطور أكثر تعقيدًا من النموذج الذي قد يكون عليه، وأن شجرة الحياة تلك في الواقع أقرب ما تكون لشجيرة.

منذ أقل من سنة، أخبر اتحاد من مئات الباحثين أن العلاقة بين كل الأطوار الرئيسية للطيور قد رُسِمت عن طريق تحليل الجينوم الكامل لحوالي خمسين نوعًا من الطيور، وهذا يشمل الترتيب الدقيق الذي تشعبت فيه السلالات المتنوعة.
منذ ذلك الحين، قام اثنان من أعضاء الاتحاد وهما «أليكساندر» و«هانز» بالتوسع في هذا النموذج؛ وذلك بتحليل الجينوم الخاص بالطيور بطريقة جديدة، حيث تعتمد على ما يسمى بـ «جينات القفز»، رَسمت نتائجهم صورة جزئية متباينة عن القرابة بين الفصائل المتنوعة.

يقول هانز: «نستطيع رؤية معدل سريع بدأت فيه فصائل الطيور بالتطور منذ انقرضت الديناصورات، أي بمعنى أنه منذ حوالي 65 مليون عام مضت، فشل الجينوم في التشعب لسلالات منفصلة خلال عملية تكوين فصائل جديدة».
هذا بسبب أن التطور يتقدم سريعًا، وأن أنواعًا كثيرة نشأت في تتابع سريع استطاعت معه أجزاء مختلفة من الجينوم أن تخبر قصصًا متفاوتة عن القرابة بين هذه الأنواع الجديدة، تم في السابق تفسير هذه الظاهرة نظريًا، وهي ظاهرة تُعَد نتيجة للتنوع الجيني الذي يمرر من فصيلة لأخرى، وإذا استمرت أنواعًا جديدة بالتطور سريعًا فإن فرصة عشوائية تستطيع في نهاية المطاف تحديد أي المتغيرات الجينية الأصلية هي في نهاية كل سلالة، هذه الظاهرة تسمى بـِ«التصنيف الناقص للسلالات».
ويقول أيضًا: «كمُنَت الصعوبة في السابق في إيجاد نموذج للتصنيف الناقص للسلالات في وقت مناسب، ولهذا ليس معروفًا إلى أي حد أثرت هذه الظاهرة في التطور».

باستخدام جينات القفز «Retrotransposons»، وجد باحثو أوبسالا أن طائر الوقواق على سبيل المثال قد يكون أكثر قرابة لطائر الطنان منه عن الحمام في جزء معين من الجينوم، بينما كان العكس صحيحًا في جزءٍ آخر من الجينوم، ووجدت الدراسة أمثلة عديدة لتساهم في إثبات هذه الظاهرة.

كانت هذه واحدة من الحالات الأولى لبحث تطوري والتي كان فيها الباحثون قادرين على توثيق وتحديد التصنيف الناقص للسلالات في الوقت المناسب، ومن المحتمل أن تكون أكثر شيوعًا فيما بعد عما تم اعتقاده سابقًا.
يقول أليكساندر وهانز: «يجب فهم شجرة الحياة على أنها شجيرة للحياة، وذلك حسب ما تعرضه لنا ظاهرة التصنيف الناقص للسلالات من أنماط قرابةٍ تعتبر أكثرها تعقيدًا».
*جينات القفز «Retrotransposons»: عناصر جينية تعرف أيضًا بالترانسبوزونات، وهي من العناصر الجينية التي يمكنها أن تتزايد وتضخم من نفسها في الجينوم، وهي موجودة تقريبًا في جينوم كل الكائنات حقيقية النواة، يسمح الوضع التناسخي للترانسبوزونات، عن طريق وسيط من «RNA»، بأن يزيد بسرعة من عدد العناصر، وبذلك يستطيع زيادة الجينوم، تستطيع الترانسبوزونات تحفيز الطفرات عن طريق وجودها في الجينات أو بالقرب منها.

إعداد: Basant Gamal
مراجعة لُغوية: Mohammad Marashdeh
تصميم: Omnea Abd El-Aleem
المصدر: http://goo.gl/4kD8QX

#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي