المياه الجوفية وأهميتها سلسلة المياه الجوفية (الجزء الأول)

img-20160830173237-749

|دورة المياة الجوفية في الطبيعة|المياة الجوفية السطحية||

تتحرك المياه في الطبيعة بشكل مستمر، وهذا ما نسميه بدوره المياه في الطبيعة.
هذا ما سنستعرضه من خلال هذا المقال لذلك اربطوا أحزمتكم فسنبدأ جولتنا.

دورة المياه في الطبيعة

تتبخر مياه المحيطات ثم تتكثف في السحب، لتسقط على هيئة أمطار، ثم تسري في الأنهار وفي نهاية المطاف تصب في البحار مرة أخرى؛ هذا ما يُذكر دائمًا ولكننا كثيري النسيان لأهم جزء في دوره المياه، ألا وهو المياه الجوفية.
مياه الأمطار المنجرفة لا تصل فقط للنهر عن طريق السطح، بل إن جزءًا كبيرًا من مياه الأمطار تمتصها التربة، التي بدورها تعمل كأسفنجة كبيرة، التربة تمتص جزءًا من المياه بواسطة النبات، وتخرج المياة مرةً أخرى بعملية تٌسمى «النتح»، وجزء المياه المتبقي المتسرب يدخل للتربة بعملية تٌسمى «الترشيح»، وتبدأ المياة في الهبوط لأسفل إلى أن تصل لطبقات الصخور بالتربة؛ وتتكون المياه الجوفية. عند المستوى الذي تُصبح فيه الصخور مُشبَّعة تُسمى ب«الماء الأرضي»، المياه في تلك المنطقة المُشبعة تنتقل للنقطة المشحونة، وعندها قد يكون ينبوع أو نهر أو بحر؛ ذلك النهر عندما يحدث له فيض يكون في المنطقة المشحونة للمياه الجوفية، وتلك المياه الجوفية تقوم بدورٍ رئيسي في دعم الأراضي الرطبه والتيارات المتدفقة.

المياة الجوفية

تتكون المياه تقريبًا في معظم الأماكن تحت سطح الأرض، ولكن بعض التكوينات الجيولوجية تكون غير منفذة للمياه، وهذا يوضح أنَّ المياه لا تتحرك من خلالها أو بالكاد تتحرك، ولكن على النقيض قد تجد بعض المناطق ذات المسام المنفذه للمياه، وذلك لأنَّ مسامها دقيقة، والمياه في تلك المنطقة تُسمي ب«المياة الجوفية».
دعنا نتحدث عن تلك المسام بشكلٍ أكثر دقةً، فتلك المسام المنفذة للمياه إمَّا تكون موجودة بسبب كِبَر الحبيبات، وبالتالي زيادةً في المسافات البينية، كالتي في الصخور الرملية، وبعضها يوجد في المسافات البينية بين المُجمعات الأرضية، ونجد أنَّه بين الحين والآخر يحدث فيضًا للمياه على هيئة أنهار تحت أرضية. لنتحدث بشكل منهجي فكل هذه التصورات مجرد توقعات أكثر من كونها قوانين مثبتة.

دورة المياة الجوفية في الطبيعة
دورة المياة الجوفية في الطبيعة

لماذا يجب لفت النظر إلى أهمية المياه الجوفية

تُشكِل المياه الجوفية حوالي (30%) من نسبة المياه العذبة على سطح الكرة الأرضية، (0.2%) منها فقط يتشكل في البحيرات والينابيع والأنهار، وحوالي (70%) منها يتواجد على هيئة ثلوج وجليد على سِفوح الجبال وفي المناطق القطبية، حيث أنَّ مياه الأنهار والبحيرات غالبًا ما تكون مدعمة بالمياه الجوفية، فمن المثير للدهشة وليس على سبيل المبالغة نجد أنَّ تقريبَّا جميع المياه التي نستخدمها في الزراعة والصناعة ومياه الشرب تعتبر مياه جوفية أو على الأقل كانت في إحدى المراحل مياهً جوفيةً في دورة المياه في الطبيعة.
تلعب المياه الجوفية دورًا رئيسيًا وفعالًا في الجانب البيئي والاقتصادي؛ هي تمُد الأنهار والبحيرات والأراضي الرطبة بالمياه، خصوصًا في شهور الجفاف، وذلك عندما تكون الأمطار ضئيلة.

يجب وضع المياه الجوفية كاختيارًا جيدًا في الإمدادات المائية للأسباب التالية

1- تكون المدد الرئيسي لتلك المناطق المحدودة الموارد المائية.
2- المياه الجوفية في الغالب ذات جودة عالية، حيث يجري عليها بعض عمليات التحلية المحدودة مُقارنةً بمياه النهر، مما يجعلها آمنةً للاستخدام الآدمي، حيث أنَّ طبقات التربة والصخور تعمل كفلتر طبيعي للمياه وتحجز معظم المُلوِثات.
3- تعتبر ذات جودة عالية لاتتغير بمرور السنوات، مما يجعلها ذات أهمية في الصناعة.
4- تعتمد معظم القرى في إفريقيا وبعض الدول النامية بشكلٍ رئيسي علي المياه الجوفية، حيث أنَّها لا تحتاج لتكاليف مرتفعة لأعمال التنقيب ورفع المياه للسطح، ومن ثَمَّ تحليتها.
5- لا تحتاج المياه الجوفية لخزانات مياه لتخزينها قبل الاستخدام.

المياة الجوفية السطحية
المياة الجوفية السطحية

إعداد/تصميم : تسنيم عبد العزيز محرم

مراجعة لُغوية: أمنية أحمد عبد العليم

تحرير: تسنيم عبد العزيز محرم

المصادر:

https://goo.gl/BrPqLR
https://goo.gl/19QCjp

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي