دراسة: نقل الدم من الشباب قد يمنع أعراض الشيخوخة

Template_May_2016.psd3_

قد يحتوي الدم في أجسام الشباب على مركبات تساعد في تحسين الحالة العقلية للمُسنين المُصابين بمرض الزهايمر، لذا يقوم العلماء حاليًا بدراسة مدى قدرة نقل الدم على مساعدة المُسنين حيث أظهرت الدراسات على حيوانات التجارب أن دم الأفراد الأصغر سنًا قد يساعد على مقاومة بعض آثار الشيخوخة على العقل، على سبيل المثال: مهارات التعلم والذاكرة وكذلك يحفز تكون خلايا عصبية جديدة في الدماغ، حاليًا يبحث العلماء في احتمالية تطبيق هذه الدراسة على البشر.

كتب الدكتورتوني وايس كوراي -أستاذ علم الأعصاب في كلية الطب جامعة استانفورد- وزملاؤه في مجلة  »جاما نيورولوجي – JAMA Neurology»: «احتمالية أن واحد أو أكثر من بروتينات الدم المأخوذ من صغار السن يمكنه أن يجدد الأعضاء، بمافيها الدماغ، هذه الاحتمالية محيرة وفي حاجة لمزيد من البحث والدراسة».

في التجارب، قام الباحثون بتوصيل الأوعية الدموية لفأر صغير السن بآخر كبير السن بحيث يحصل كلاهما على نفس الإمداد الدموي، ووجدوا أن الفأر المُسن أظهر تحسن كبير في بناء العضلات والعظام بعد الإصابة بالمقارنة بفأر مُسن آخر لم يحصل على دم من فأر صغير السن، وقد أظهرت التجارب اللاحقة أن عدد خلايا الدماغ الجديدة في الفئران المُسنة التي حصلت على دم من صغار السن قد زاد في المنطقة المتعلقة بالذاكرة.

وقد وجدت دراسة تم إجراؤها عام 2014 أن نقل بلازما الدم من فئران صغيرة السن إلى آخرى مُسنة لمدة ثلاثة أسابيع أدى إلى تحسين ذاكرتها وقدرتها على التعلم، مع العلم أن بلازما الدم هي الجزء السائل من الدم والذي لا يحتوي على خلايا دموية بل يحتوي على بروتينات وجزيئات أخرى، وفي هذه التجارب تمكنت الفئران المُسنة التي حصلت على دم من صغار السن من إيجاد الشريحة المخبأة في المتاهة المائية بسهولة مقارنة بالفئران المُسنة التي حصلت على دم من كبار السن.

يفترض الباحثون أن النواقل في الدم – مثل الهرمونات وعوامل النمو- قد تكون مسؤولة عن بعض الآثار التجديدية التي تُلاحظ على الفئران في تلك الدراسات، وقال الدكتور وايس كوراي : «يحتوي دم صغار السن على نسبة أكبر من المركبات التي تدخل  في إصلاح الأنسجة والحفاظ عليها »

قال الدكتور وايس كوراي في حديث له في «المنتدى الاقتصادي العالمي –World Economic Forum» : « نحن نعتقد أنه عند معالجة عضو في جسم متقدم السن باستخدام دم من جسم صغير السن، فإننا حينئذ نعطيه مزيد من النواقل، وهذا يساعد في إعادة بناء  دماغ الفرد المُسن، ويجعله يعمل كما لو كان أصغر سنًا، وقد يشمل هذا الأثر باقي أعضاء الجسم».

في الحقيقة، هناك بروتين شائع في الفئران المُسنة يُدعى (CCL11)، ووُجد أن هذا البروتين عندما يُعطى لفرد صغير السن فإنه يضعف الذاكرة ويقلل من تكاثر خلايا الدماغ، وعلى العكس فإن عامل النمو (GDF11) يزيد من إنتاجية خلايا الدماغ وتكاثرها في الفئران كبيرة السن، ومازال أمام الباحثين الكثير ليعرفوه عن تأثير دم صغار السن والذي لاتزال فائدته كعلاج للإنسان غير واضحة.

كتب الباحثون في المقال: «نظرًا لعدم وجود علاج لأمراض الشيخوخة مثل مرض الزهايمر، ومع توفير بلازما دم آمنة، فإن إمداد المرضى المُسنين بدم من صغار السن  لإصلاح الآثار الناتجة عن المرض، قد يكون ذلك طريقة مناسبة للعلاج ».

في عام 2014، قامت دراسة باختبار أثر نقل بلازما الدم في المرضى المصابين بدرجات طفيفة ومتوسطة من مرض الزهايمر، حيث حصل المشاركون في الدراسة على دم من متطوعين صغار السن مرة كل أسبوع، وتم فحصهم لمتابعة تحسُن حالتهم الإدراكية.

قال الدكتور مارك جوردون -رئيس قسم الأعصاب في مستشفى زاكرهيلسايد في نيويورك- : « إن هذه الدراسة أثارت بعض الأسئلة المهمة، لكن هذه الأفكار في حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة ما إذا كانت مثمرة أو لا!، لا يعرف الباحثون ما إذا كانت نتائج الدراسات على الفئران تنطبق أيضًا على الإنسان، وحتى لو كانت العوامل الموجوده في دم صغار السن تساعد في بناء خلايا عصبية جديدة في أدمغة كبار السن، قد تكون هذه العوامل ليس لها أثر على القدرات العقلية للمريض، وهناك قضية أخرى وهي أن هذه العوامل تزيد من نمو الخلايا وتمايُزها مما قد يسبب إصابة الإنسان بمرض السرطان لذا يجب فحص العلاج بدقة».

 

إعداد: مريم مصطفى

مراجعة: إسلام سامي

المصدر:

-goo.gl/KUieGD

-Goo.gl/z8atzS

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي