التهاب المفاصل

Template_May_2016.psd8_

التهاب المفاصل يعد من الأمراض المؤرقة للعديدين، اقرأ المقال التالي، ولا تنتظر حتى تصبح الأمور أسوأ مما هي عليه، بادر بالذهاب إلى الطبيب في أقرب وقت.
تنويه: كل ما سيتم ذكره في هذا المقال هو للمعرفة العامة فقط، ولايجوز لأي شخص اِستخدامه في تقييم أو علاج أي فرد؛ فالمتخصص الأول والأخير هو الطبيب.

نظرة عامة على التهاب المفاصل

التهاب المفاصل، ربما هو واحد من أكثر أمراض العصر شيوعًا، إلا أن الغالبية العظمى لا تتعامل معه بالطريقة المناسبة لإعتقادهم أنه أمر بسيط لا يدعو للقلق وسيأخذ الأمر وقته وستسير الأمور على ما يرام، إلا إن ذلك هو أكبر خطأ يمكن أن ترتكبه في حياتك. ربما هو ليس الأسوء، لكن لك أن تتخيل كيف يمكن لهذا المرض أن يحول حياة المصاب إلى جحيم، بداية من تيبس واّلام المفاصل إلى عدم القدرة على ممارسة أبسط أمور الحياة بشكل طبيعي.

بداية، عند التحدث عن هذا المرض يجب علينا أن نشير إلى أمر ما؛ وهو أن التهاب المفاصل ليس وصف لحالة فردية، لكنه مصطلح عام يشمل العديد من الحالات المرضية ذات الأسباب المختلفة التي قد تتسبب في التهاب أو تلف مفصل أو أكثر من مفاصل الجسد. سنتناول في هذا المقال الحديث عن أشهر أنواع التهابات المفاصل حدوثًا اَلا وهم »التهاب المفاصل الروماتويدي – «Rheumatoid arthritis  و»الفصال العظمي –  «osteoarthritis. ربما قد يختلط الأمر على البعض وخاصة لغير المتخصصين ظنًا منهم أنه أمر واحد، إلا أن هذا الأمر خاطئ تمامًا فالفصال العظمي هو وليد الزمن أي أن أكثر الإصابات تحدث مع التقدم في العمر وذلك نتيجة تاّكل الغضاريف التي تتيح سهولة الحركة (الغضروف هنا هو نسيج يغطي أطراف العظام لإتاحة حرية الحركة)، بينما الاِلتهاب الروماتويدي هو مرض من أمراض المناعة الذاتية ((Autoimmune disease قادر على إصابة الغشاء الزليلي بشكل أولي مما يؤدي إلى شعور بالّالم، عدم الارتياح، وربما تشوه المفاصل والإعاقة الدائمة.

هنالك عدة أنواع أخرى لهذا المرض منها ما قد يحدث نتيجة ترسب »بلورات حمض اليوريك – «uric acid crystals ، أو نتيجة للعدوى ((Infection، نتيجة لمرض الصدفية(Psoriasis) ، أو نتيجة الذئبة  (lupus)  بالإضافة إلى العديد من الأسباب الأخرى التي سنتحدث عنها فيما بعد.

لهذا لا تتعجب إن كان الطبيب قد كتب دواء ما لحالتك ولم يكتب مثله لحالة أخرى مشابهة، فالخطة العلاجية يحددها الطبيب لكي تتناسب مع نوع الحالة، لكن الهدف الرئيسي من العلاج هو الوصول بالمريض إلى حالة من الراحة وتحسين أحواله المعيشية بعد القضاء على الأعراض والأسباب التي كانت تمثل عائق يمنعه من ممارسة حياته بشكل مناسب.

*نحب أن ننوه بضرورة الإبتعاد عن أي نصيحة دوائية من أي شخص غير متخصص قام بتجربة عقار ما لحالة مشابهة لحالتك، فالأسباب عادة ما تكون مختلفة وقد يؤدي الدواء في بعض الأحيان إلى نتائج عكسية*

أسباب وأعراض التهاب المفاصل

الأعراض

من أشهر الأعراض العامة لالتهاب المفاصل هي:

  • الاَلم الشديد
  • تصلب المفاصل
  • تورم المفاصل
  • عدم القدرة على التحرك أواِتسخدام المفصل المصاب بشكل سليم

الأسباب

  • الفصال العظمي | Osteoarthritis

يعتبر الفصال العظمي واحد من أكثر الأنواع انتشارًا بين الناس خاصة مع التقدم في العمر، فالسبب الرئيسي وراء ذلك هو تاّكل غضاريف المفاصل مما يؤدي إلى اِفتقاد المفصل للمرونة الحركية وتوليد احتكاك شديد بين عظام المفصل مما يؤدي إلى تاَكلها وتشوههّا؛ مسببة تلك الّالام المبرحة التي قد تعيق الفرد من القيام القيام بأبسط الأمور. بشكل عام تزداد نسبة الإصابة مع العمر، كما أن للإصابات السابقة في أحد المفاصل (كإصابات بعض الألعاب الرياضية) دخل كبير في حدوث هذا النوع من المرض.

  • التهاب المفاصل الروماتويدي Rheumatoid arthritis |

يحدث هذا النوع نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي بشكل أولي ل »الغشاء الزليلي – «synovial membrane، وهو غشاء يحافظ على مرونة حركة المفاصل، مما يؤدي إلى حدوث الاِلتهاب والتورمات. يمكن لهذا المرض أن يؤدي إلى تدمير الغضاريف وتاّكل العظام ولذلك ندعو كل من يشعر باَلام المفاصل بالذهاب إلى طبيب العظام على الفور.

لكن من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة ؟

  • سنقوم بعرض هذه النقاط في صورة سؤال وجواب تسهيلًا على القارئ –

هل يمكن أن يكون لتاريخ الأسرة دورًا في ذلك المرض؟

للأسف، يمكن لهذا المرض أن يكون نتيجة بعض العوامل الوراثية في بعض الأحيان، لذلك نجد الطبيب يقوم بفحص التاريخ الأسري بشكل دقيق للتأكد من خلو العائلة من مثل هذه المشكلات.

هل يمكن للعمر أن يلعب دوره هو الأخر في هذا المرض؟

بشكل عام للسن دور مهم في هذا الأمر، فمع الوقت ترتفع اِحتمالية اِصابتك بكافة أنواع التهابات المفاصل خاصة إذا ما توافرت بعض العوامل الأخرى كالبدانة، والعوامل الوراثية.

من الأكثر عرضة للإصابة النساء أم الرجال ؟

تشير التقارير إلى أن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، أما الرجال فهم الأكثر عرضة للإصابة بالنقرس.

هل لأسلوب المعيشة دور في ذلك المرض؟

بالفعل إن أسلوب المعيشة له اليد العليا في هذا المرض، فالسمنة على سبيل المثال قد تتسبب في وجود ضغط إضافي على بعض المفاصل خاصة مفصل الركبتين والعمود الفقري، كما يمكن للإصابات السابقة في أي مفصل أن تكون عامل من عوامل الإصابة المستقبلية بالتهاب المفاصل.

هل لهذا المرض مضاعفات خطرة؟

بالفعل لالتهابات المفاصل عدة مضاعفات خطرة إذا تم إهماله، فإهمال هذا المرض يمكن أن يتسبب في  تاّكل وتشوه المفاصل مما يجعلها حساسة للغاية لأي حركة مُسببة لك العديد من الَالام المُبرحة مع أبسط الحركات؛ مما يعني توقف حركتك وعملك وحياتك بأكملها.

كيف يقوم الطبيب بتشخيص المرض؟

يقوم الطبيب بعمل فحص جسدي أولى، يتحقق فيه من درجة إصابة المفصل وقدرتك على اِستخدامه. بعد ذلك يقوم الطبيب بطلب بعض الفحوصات المختلفة لتقييم نوع الإصابة؛ حتى يتثنى له اختيار أفضل الخطط العلاجية. من ضمن الفحوصات التي سيطلبها الطبيب:

  • الفحوصات المعملية

هي تحاليل عامة للعديد من سوائل الجسد وذلك لتصغير بؤرة البحث؛ وذلك من أجل تحديد التشخيص النهائي. أمثلة على تلك التحاليل: تحليل البول، الدم، سائل المفصل.

  • استخدام بعض التقنيات التصويرية:

  • الأشعة السينية | X-rays

تستطيع الأشعة السينية تقييم حالة المفاصل والغضاريف، وقد تشير إلى نسب التشوهات الموجودة. ربما قد لا تستطيع الإشارة إلى المرض في بوادره الأولية، لكنها وسيلة جيدة لتقييم حجم الإصابة وتطورها في المستقبل.

  • القيام بالأشعة المقطعية | Computerized tomography CT

تقوم أجهزة الCT scan  بأخذ صور لجسدك من عدة زوايا مختلفة باِستخدام الأشعة السينية؛ وذلك من أجل إعطاء صورة مقطعية لبعض الأجزاء الداخلية من الجسد. يمكن لهذه التقنية أن تقوم بإعطاء صورة توضيحية للعظام وما يحيطها من أنسجة رخوة.

  • التصوير باِستخدام الرنين المغناطيسي | Magnetic resonance imaging

تقوم هذه التقنية على الجمع بين موجات الراديو مع وجود مجال مغناطيسي قوي، مما يعطي صورة مقطعية تفصيلية للعظام، الغضاريف، الأوتار، والأربطة.

  • الموجات فوق الصوتية | Ultrasound

تعتمد هذه التقنية على استخدام موجات صوتية عالية التردد؛ وذلك من أجل إعطاء صور للأنسجة الرخوة، الغضاريف، والهياكل التي تحتوي على بعض السوائل مثل »الأجربة – «Bursae. يقوم الأطباء باِستخدام هذه التقنية أيضًا كدليل من أجل توجيه الأبر المُستخدمة من أجل أخذ العينات أو إعطاء بعض الحقن بهذه المناطق الحساسة.

علاج التهاب المفاصل

يرتكز علاج التهاب المفاصل على إزالة معاناة المريضى عن طريق تخفيف الألم وتحسين حالة المفصل المصاب، وذلك بأتباع عدة إستراتيجيات وخطط علاجية مختلفة ليصل الطبيب إلى الحل المناسب.

يمكننا أن نقسم الحلول الموجودة على أرض الواقع إلى:

  • الأدوية

تختلف المستحضرات الصيدلانية المُستخدمة وفقًا لطبيعة الحالة المرضية، لكن العائلات الأكثر استخدامًا هي:

  • مسكنات الّالام:

تعمل هذه المستحضرات على تخفيف الألم، لكنها لا تملك أي اَثر على تخفيف الاِلتهاب مثل »الأسيتامينوفين |«acetaminophen، بالإضافة إلى اِستخدام بعض المسكنات الأخرى في بعض الحالات مثل:

«الأوكسيكودون- oxycodone»

«الترامادول – Tramadol»

«الهيدروكودون – hydrocodone»

  • اِستخدام «مسكنات الألم غير الاسترويدية – Non-steroidal anti-inflammatory drugs»

تستخدم هذه المستحضرات الصيدلانية من أجل تخفيف الألتهاب والألم معًا وليس الألم فقط  مثل:

«الايبوبروفين- Ibuprofen»

«نابروكسين – Naproxen»

يجب عليك توخي الحذر عند اِستخدام هذه المستحضرات لما لبعضها من اَثار جانبية ضارة للغاية خاصة على من يعانون من التهابات أو قرح المعدة، مرضى الكلى، مرضى الربو، بالإضافة إلى إشارة بعض الأبحاث إلى ارتفاع نسب خطورة الإصابة بالسكتات القلبية والدماغية عند استخدام بعض من هذه الأدوية. تتوافر تلك المستحضرات في بعض الأحيان على هيئة كريمات أو في صورة جِل وتدهن مباشرة بصورة رقيقة على المفصل المصاب؛ وذلك من أجل تخفيف الألم.

  • استخدام مضادات التهيج أو ما يعرف بال «Counterirritants»

بعض أنواع الكريمات والمراهم التي تحتوي على المنثول أو الكابسيسين (مادة موجودة بالفلفل الحار) قد تخفف من الألم عند اِستخدامها على المفصل المصاب وذلك عن طريق تداخلها مع نقل الإشارات العصبية من منطقة الألم إلى الدماغ.

  • اِستخدام أدوية مضادة لاِلتهاب المفاصل لتغيير طابع المرض – Disease Modifying Anti-Rheumatic Drugs (DMARDs)

تستخدم هذه الأدوية بشكل عام وبكثرة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي والتي قد تؤدي إلى ضعف أو إبطاء قدرة جهازك المناعي على مهاجمة مفاصلك.

مثال على ذلك:

الميثوتريكسيت – Methotrexate

هيدروكسيكلوروكين – Hydroxychloroquine و الموجودة في ما يعرف تجاريًا بـ Plaqenil

  • استخدام أدوية مغيرة لرد الفعل البيولوجي – Biologic response modifiers

عادة ما تستخدم هذه الأدوية مع الأدوية المغيرة لطابع المرض او ما يعرف ب DMARDs  وهي عبارة عن أدوية مصنعة بالهندسة الوراثية قادرة على رصد العديد من البروتينات المسؤولة عن رد الفعل المناعي.

مثال على تلك العقاقير:

«إنفليكسيماب – Infliximab»

«إيتانرسبت – Etanercept»

  • استخدام الكورتيكوستيرويدات | corticosteroids

مثال على ذلك الـ «بريدنيزون – prednisone»، و «الكورتيزون – Cortisone» الذين يملكون اَثارًا رائعة في علاج مثل هذه الحالات، كما أن لهذه العائلة القدرة على كبح النشاط المناعي؛ لذلك لا ينصح أبدًا استخدام مثل هذه الأدوية إلا تحت إشراف الطبيب المتخصص. يمكن لهذه الأدوية أن تؤخذ إما عن طريق الفم أو عن طريق الحقن المباشر بالمفصل المصاب.

  • العلاج الطبيعي أو العلاج الفيزيائي | physical therapy:

يعتبر واحد من أنجح الأساليب المساعدة المُتبعة في علاج للعديد من حالات التهاب المفاصل المختلفة، فالتمارين قد تكون قادرة على تحسين عدة أوضاع حركية بالإضافة إلى قدرتها على تقوية العضلات المحيطة بالمفصل. في بعض الأحيان قد يضطر اخصائي العلاج الطبيعي لعمل جبيرة من أجل تثبيت المفصل.

  • الحلول الجراحية:

قد يلجأ الطبيب في بعض الأحيان إلى الحلول الجراحية، في حالة عدم جدوى الحلول السابقة مثل:

  • عملية إصلاح المفصل | Joint repair

وذلك عن طريق جعل الطبقات المتضررة أكثر مرونة وذلك من أجل تخفيف الاحتكاك؛ وبالتالي تحسين حالة المفصل.

  • عملية استبدال المفصل | Joint replacement

وذلك عن طريق اِستبدال المفصل المصاب بأخر صناعي.

  • عملية تثبيت أو دمج المفاصل | Joint fusion

تستخدم هذا التقنية في بعض المفاصل الصغيرة خاصة تلك الموجودة في الأصابع، المعصم، الكاحل. يقوم الطبيب بإزالة أطراف عظام المفصل المتضرر ثم يقوم بعد ذلك بعملية تثبيت للنهايات معًا.

  • علاجات بديلة – Alternative Medicine

هنالك العديد من البدائل الموجودة في الأسواق والتي يقوم المريض باِستخدامها في بعض الأحيان دون اِستشارة الطبيب، منها ما هو شعبي ومنها ما يتم صرفه من خلال الصيدليات، لكن في كل الأحوال لا يوجد دليل كافي على صحة وفاعلية مثل هذه العلاجات.

أمثلة على أكثر العلاجات البديلة ذات النتائج الواعدة:

  • العلاج بالوخز – Acupuncture

وذلك عن طريق اِستخدام بعض الأبر التي يتم إدراكها بنقاط معينة على سطح الجلد؛ وذلك من أجل تخفيف الألم. يقال أن لها قدرة رائعة على الحد من اَثار التهاب المفاصل.

  • مادة الجلوكوزامين – Glucosamine

على الرغم من عدم وضوح نتئاج الدراسات الخاصة بهذا المستحضر الدوائي، إلا أن قدرته على إحداث فارق لا تتعدى كونه علاج وهمي أو ما يعرف في الاوساط الطبية بالplacebo، لكنه في كل الأحوال أفضل من لاشئ.

  • اليوغا أو تاي تشي – Yoga or Tai chi

قد تساعد الحركات المرتبطة باليوغا على تحسين مرونة المفاصل ومدى حركة المفصل في بعض الأشخاص المصابين ببعض أنواع التهابات المفاصل.

  • التدليك – Massage

قد يكون للتدليك الخفيف للعضلات اَثار رائعة، فهو قادر على زيادة تدفق الدم للعضلات، وبالتالي تدفئة الاماكن المحيطة بالمفصل المتضرر مما يؤدي إلى تقليل الألم.

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي