ما الفرق بين مصطلح علم نظم المعلومات الجغرافية (GIS)  وعلم الجيوماتيكس (Geomatics)

Template-new-1

أول من استخدم كلًّا من المصطلحين على المستوى المكاني والشخصي

يقرأ العديد من الأشخاص كُلًّا من المصطلحين بمفهومٍ واحد، وإن كان هناك تشابهٌ بينهما، إلّا أن جذورهما تفصلهما عن بعضهما في تعريف كلٍّ منهم، وسنوضح التباينات المفاهيمية بينهما بعد تأصيل المصطلحين من الناحية المكانية والشخصية، فالبلد الحاضنة لكلٍّ من الشركات العاملة في كِلا المجالين هي كندا.

أول من استخدم مصطلح نظم المعلومات الجغرافية في دراساته كان العالم الكندي روجر توملنسون(Roger Tomlinson )  الذي كان يعمل لصالح الحكومة الكندية، وطرح ورقةً بحثية بعنوان نظم المعلومات الجغرافية والتخطيط الإقليمي(Geographic Information System For Regional Planning)  ويُذكر أن ذلك كان في عام 1960م، وحاول روجر حينها أن يطور الأنظمة الجغرافية الكندية بإدخال النظم الكمبيوترية في الدراسات المكانية، ولما كانت كندا هي ثاني أكبر دول العالم في مساحتها، كانت هناك حاجةٌ ماسة لدراساتٍ دقيقة تؤكد هذا الأمر، قادها حينها روجر الذي عمل على وضع الجذور الأولى لهذا العلم من خلال نظام المعلومات المكاني الكندي(Canadian Geographic Information System)  والذي يُعد النواة الأولى لظهور هذا المصطلح العلمي، والذي تكوّن في الفترة من 1960م إلى 1971م، وهي الفترة التي بدأ بعدها في التواجد بقوة وبصورةٍ تطبيقية في الهيئات والمؤسسات الكندية، ومن النتائج التي ترتبت على هذا الأمر: تحول هيئة جرد الأراضي الكندية (Canadian Land Inventory) من العمل بالنظام الورقي إلى إدخال الكمبيوتر في أعمال الجرد المكاني التي تقوم بها، وأعمال تصنيف التربات والمحاصيل وتقدير المساحات، ولذلك تُعتبر كندا الراعي الأول تاريخيًا لنظم المعلومات الجغرافية على مستوى العالم ورائدها هو روجر توملنسون.

أما بالنسبة للجيوماتيكس فاحتضنتها كندا في مراحلها الأولى وبزغت إلى النور على يد المتخصص في تحليل الصور الجوية ميشيل براديس(Michel Paradis) ، والذي كان يعمل محللًا للصور الجوية بوزارة الموارد الطبيعية الكندية بمقاطعة كيبيك، وعوَّل على أن مصطلح «جيوماتيكس» انبثق من ورقته البحثية في ذكرى اليوبيل الماسي لتأسيس معهد المساحة الكندية (the Canadian Institute of Surveying)، والذي تحول من بعدها بسبب الطفرة التي أدخلها عليه ميشيل بسبب مفهومه الجديد، ألا وهو الجيوماتيكس إلى معهد علوم الجيوماتيكس الكندي (the Canadian Institute of Geomatics) وأكد ميشيل حينها على أن علوم الجيوماتيكس تشمل مفهومًا أوسع وأشمل من مفهوم نظم المعلومات الجغرافية، وفي عام 1986م طوَّر قسم المساحة بجامعة لافال بمقاطعة كيبيك برنامج جيوماتيكس أُدخِلَ بدلًا من نظم المعلومات الجغرافية في عمليات المسح الجوي للأراضي الكندية.

مجال الدراسة في علوم الجيوماتيكس

مفهوم الجيوماتيكس يشمل كل الأدوات التي تُستخدم في دراسات المسح الأرضي ودراسات المناخ والغلاف الجوي، سواءً كانت هذه الأدوات أدوات hard  أو soft، فيدخل في مفهوم الجيوماتيكس علوم الاستشعار عن بعد بكل مكوناته، وعلوم التصوير الجوي، وعلوم الأقمار الصناعية، وكل ما تتيحه هذه التقنيات من بيانات مكانية للبيئات المختلفة حول العالم.

مجال الدراسة في علوم نظم المعلومات الجغرافية

علوم الـ«جي آي إس» أو نظم المعلومات الجغرافية تشمل عمليات جمع البيانات الجغرافية من المرئيات الفضائية والصور الجوية وتخزينها على وحدات تخزينية وتحريرها باستخدام تطبيقات وبرمجيات معدة لذلك الغرض، وتحليلها مكانيًا وتمثيلها وتوزيعها على خرائط.

ومن هنا يبدو الاختلاف بين نظم المعلومات الجغرافية والجيوماتيكس اختلافًا مكانيًا زمانيًا مفهوميًا، على عكس نظرات التشابه بين المصطلحين المنتشرة بين الأوساط التعليمية، وخاصةً في البلدان العربية وفي مصر بالتحديد، فالأولى لها تاريخ أحدث من الثانية، حيث ظهرت علوم الجيوماتيكس في الدراسات الكندية عام 1981م، وظهرت علوم نظم المعلومات الجغرافية عام 1968م، وكانت علوم الجيوماتيكس أوسع وأشمل من حيث الأدوات المستخدمة والتطبيقات المستخدمة في التحليلات المكانية بشموليتها لعلوم الاستشعار عن بعد، مع علوم نظم المعلومات الجغرافية، ووضح ذلك جليًا في البرنامج الذي أسسه قسم المساحة بجامعة رافال بمقاطعة كيبيك الكندية لعلوم الجيوماتيكس.

References :

http://sc.egyres.com/JxEUG

http://sc.egyres.com/z96Ad

Dermanis, Athanasios; Grün, Armin; Sansò, Fernando (2000), Geomatic Methods for the Analysis of Data in the Earth Sciences, New York: Springer.

إعداد: Awad Badeny
مراجعة: Mohamed Sayed Elgohary
تصميم: Amr Ghaleb Hassan

#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي