أخيرا ولأول مرة، تتغلب تقنية «CRISPR» على فيروس الـ «HIV» لتقدم العلاج الجيني الأول لهذا الفيروس!

cover-march

تقنية كريسبر وعلاج العوز المناعي البشري

خطوة هائلة تحققت في صراعنا مع مرض «العوز المناعي البشري–1HIV» والمؤدي لمرض «نقص المناعة المكتسبة-AIDS»، إذ توصل مجموعة من العلماء يقودهم «كامل خليلي» الباحث بمركز «Comprehensice NeuroAIDS» بجامعة «Temple» أنه وللمرة الأولى تم قص جينات الـ «العوز المناعي البشري-HIV-1» من جينوم الحيوانات المصابة بالفيروس.

تم تطبيق الدراسة المنشورة في جريدة «Gene Therapy» على الفئران، حيث قام فريق العمل بتعديل جينوم الحيوانات ليحتوي على فيروس «العوز المناعي البشري-HIV-1» في كل خلية من جسم الحيوان. وباستخدام تقنية «CRISPR»، تم صناعة مقص جزيئي تم استخدامه لإزالة الجينات الفيروسية التي أصابت المخ والأذن والكبد والكلى والرئتين والطحال وحتى الدم.

قام «كامل الخليلي» باستخدام تقنية «CRISPR» لإزالة فيروس «العوز المناعي البشري-HIV-1» من عينة مأخوذة من مرضى بشريين مصابين بالفعل، ولكن نجاح استخدام نفس التقنية على الحيوانات خطوة هامة جدا لتطوير هذه الطريقة كعلاج محتمل لمرضى «العوز المناعي البشري-1-HIV» أو«نقص المناعة المكتسبة-AIDS».

(1)

ولكن ما الصعوبة التي واجهتها الفرق البحثية المختلفة والتي جعلتهم يعتبرون هذا الأمر انتصارا وإنجازا طبيا؟

كانت قد رجحت دراسة نُشرت في مجلة «Cell Reports» عدم قدرة تقنية «CRISPR-Cas9» على هزيمة فيروس «العوز المناعي البشري–1HIV» بسبب قيام الفيروس بإصابة «الخلايا تي-T-cells» المناعية بإدخال مادته الوراثية داخل المادة الوراثية للخلية ليسيطر على قدراتها على التضاعف ليقوم بنسخ مادته الوراثية بدلا من المادة الوراثية البشرية.

(هكذا يعمل الفيروس بوجه عام: يقوم بإدخال مادته الوراثية داخل المادة الوراثية للخلية التي يهاجمها لتسيطر على الخلية وآلياتها، لتبدأ باستخدام آليات التضاعف -الطبيعية والموجودة في الخلية لتتكاثر- ليضاعف من مادته الوراثية الفيروسية.)

ولنعرف القصة من بدايتها، تعالوا معي إلى كندا، حيث قام عالم الفيروسات «Chen liang» بجامعة «McGill» بتورنتو بمعالجة «الخلايا تي-T-cells» المناعية المصابة بالفيروس بتقنية «CRISPR-Cas9» والتي كان من المتوقع نجاحها من المرة الأولى، ولكن جاءت النتائج مخالفة للتوقعات!

فبعد أسبوعين أنتجت «الخلايا تي-T-cells» نسخ من المادة الوراثية للفيروس الهاربة من هجوم «CRISPR» بدلا من أن تضاعف هي!

وبتحليل تتابعات الـ «DNA» تمكن الفريق من معرفة السبب، فقد طوّر الفيروس طفرات شديدة الشبه للغاية من التتابع الذي بُرمج إنزيم «CRISPR-Cas9» على قصه!

لم يكن الأمر بالمفاجأة الكبيرة، فقد اعتدنا من هذا الفيروس على المكر والخداع، فالفيروس أظهر قدرة على تطوير مقاومة لكافة أشكال وأنواع العقاقير المضادة للفيروسات.

اعتقد «Liang» أنه وبالرغم من أن معظم الفيروسات تتعطل بمجرد حدوث طفرة جينية إلا أن فيروس «العوز المناعي البشري-1-HIV» لا يحدث له نفس الشيء، بل ويستفيد من الطفرات بأن يغير من التتابعات التي يتعرف عليها إنزيم «CRISPR-Cas9» ليهرب منه. (2)

نجح الفريق في 2014 في إزالة على فيروس «العوز المناعي البشري-1-HIV» من الجينوم البشري لخلايا عادية، أما اليوم فقد نجح الفريق من إزالة الفيروس من «خلايا تي-T-cells» المناعية المصابة وبشكل أكثر دقة يحاكي ما سيتم استخدامه لعلاج الفيروس داخل أجساد المرضى.

إذ تم سحب عينات دم من مرضى بفيروس «العوز المناعي البشري-HIV-1»، وتم زراعة خلايا «T-cells» في المعمل ثم معالجتها بتقنية «CRISPR» وهي تقنية حديثة تستخدم لإزالة تتابعات جينية محددة يمكنها قص المادة الوراثية في مواقع معينة ومن ثم تعطيلها.

تلك النتائج تؤكد إمكانية التخلص من الفيروس ومنعه من إعادة إصابة الخلايا المستخدمة لذلك العلاج. (3)

يقوم الفريق حاليا بدراسة الجرعة المثالية ومراقبة أي آثار جانبية ممكن حدوثها؛ ولكن نظريا فتقنية «CRISPR» هي أحدث وأدق تقنيات الاستهداف الجيني وتكاد الآثار الجانبية أن تكون غير موجودة.

أهم ما في ذلك الحدث هو أن تقنية «CRISPR-Cas9» تمكنت في النهاية من التغلب على فيروس «العوز المناعي البشري-HIV-1» في «المادة الوراثية للخلايا تي-DNA of T-Cells» من خلال تعطيل دائم للمادة الوراثية للفيروس.

يكمن الإنجاز في القيام بتعطيل دائم لتلك الفيروسات الموجودة في الخلايا، وإذا نجحنا في القيام بذلك في الجسم البشري المصاب، حينئذ سنتمكن من علاج المصابين بذلك المرض.

هذا ويُعتبر التعديل الجيني مجال هام للباحثين الطبيين، ولكن توجد مخاوف من حدوث عواقب غير محسوبة قد تسبب مشاكل صحية في وقت ما، ولكن مع تطور تقنيات رصد التتابعات الجينية وتحليل الخلايا المعالَجة، وُجد أن الخلايا تنمو وتستمر في القيام بوظائفها بشكل طبيعي ولا يبدو عليها أي تغيرات أو أعراض جانبية ممكن أن تؤثر على بقاء الخلية أو دورتها أو أن تسبب «موت مبرمج-apoptosis» للخلايا كنتيجة للتغير الحادث في الجينوم البشري (4).

والآن نحن في انتظار أكثر من مجرد علاج جيني لخلايا بشرية مزروعة في أطباق معملية، النتائج مبشرة بالفعل لما هو أكثر، فقد اجتزنا المصاعب بالفعل.

المصدر:

http://sc.egyres.com/510bo (1)

http://sc.egyres.com/kIbTN (2)

http://sc.egyres.com/Chgwm (3)

http://sc.egyres.com/KSG17 (4)

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي