آفاق جديدة للطيران || ناسا تُعلن عن مبادرتها الجديدة لتطويرالطيران

Template-new-1

آفاق جديدة للطيران || ناسا تُعلن عن مبادرتها الجديدة لتطويرالطيران|صورة للطائرة التجريبية ذات الاجنحة المدمجة إكس-48 X-Plane

آفاق جديدة للطيران || ناسا تُعلن عن مبادرتها الجديدة لتطويرالطيران

مبادرة جديدة من وكالة (ناسا) تسعى إلى تطوير الطائرات، عن طريق تصميمات ، وتكنولوجيا جديدة؛ بهدف خفض استهلاك الطائرات للوقود؛ وانبعاثات أقل تلوثًا، وخفض الضوضاء الناتجة من الطيران.
تتضمن هذه المبادرة أيضًا اختبارات على بعض الطائرات التجريبية؛ لإعادة صناعة طائرات تجارية (مدنية) بسرعات تفوق سرعة الصوت.
(مبادرة آفاق جديدة للطيران- New Aviation Horizons initiative)، هذا ما أطلقته (ناسا) على هذه المبادرة، والتي ستستمر لمدة عشرة أعوام، خلالها سيتم تحقيق هذه الأهداف عن طريق: بناء طائرات تجريبية ذات تصميمات، وتكنولوجيا جديدة؛ لإجراء بعض الاختبارات عليها. وتُعرف هذه الطائرات التجريبية بطائرات (إكس X-planes_).
يقول (چاي وُن شين –المدير المساعد لمديرية أبحاث الطيران بوكالة ناسا)– :
«يمكننا أن نقوم باختبار التصميمات، والتكنولوجيا الجديدة على هذه الطائرات التجريبية، كما ستمكننا من تقليص الوقت اللازم لصناعة، وتجسيد هذه الطائرات إلى طائرات
تجارية. »
سيكون للمبادرة آثار بعيدة المدى لكل من: الحكومة، الصناعة، ومجال الطيران عمومًا، حيث أوضح (شين) – في السابع عشر من مارس 2016 في مركز (أرمسترونج) لأبحاث الطيران التابع لوكالة (ناسا) – «أنه خطط للسفر لجميع مراكز أبحاث الطيران التابعة للوكالة بما فيها : مركز (آميس) بولاية (كاليفورنيا)، مركز (جلين) بولاية (أوهايو)، مركز (لأنجلي) بولاية (فيرجينيا)؛ وذلك لمناقشة أبعاد المشروع».
يقول (شين): «نحن الآن في الوقت المناسب، والمكان المناسب، ومعنا التكنولوجيا المناسبة. نحتاج فقط إلى الطائرات التجريبية؛ لنثبت بطريقة حاسمة كيف يمكن للتكنولوجيا أن تجعل الطيران أقل تلويثًا للبيئة، وأكثر أمانًا للمسافرين؟. لذلك دعم هذه الصناعة سيكون هامًا جدًا لمجتمعنا من جميع النواحي خاصةً النواحي الاقتصادية. »
يتجه العالم الآن إلى الإنفاق في مجالات الابتكارفي علوم الطيران، وكيفية المحافظة على الوقود. مما يجلب المزيد من الدعم المادي للمبادرة.
يقول (شين): «الأموال التي تُنفق في صناعة الطيران تُقدر بالبلايين من الدولارات، حيث أن رحلات الطيران في زيادة مستمرة، فإنه من المتوقع أن يزداد عدد رحلات الطيران من (3,3 بليون رحلة في عام 2014م) إلى (7 بليون رحلة في عام 2034م). خلال هذه المده، سيزداد عدد الطائرات بحوالي (36,000) طائرة بقيمة ما يعادل أربعة أو خمسة تريليون دولار. »
تعتبر هذه المبادرة جزء من التوجهات الاستراتيجية الستة الخاصة بمديرية أبحاث الطيران بوكالة (ناسا)، والتي تتضمن: تطوير التكنولوجيا الجديدة؛ للخفض من مخاطر الطيران، رفع كفاءة الطائرات التجارية، ابتكار طائرات تجارية بسرعات عالية تتخطى سرعة الصوت، الانتقال إلى أنظمة الدفع منخفضة الكربون للتقليل من الانبعاثات الضارة، رفع مستويات الأمان في الطيران، تطوير أنظمة التحكم الذاتي في الطائرات مع ضمان درجات الأمان العالية.
في خلال الست سنوات الماضية، تم إنجاز الكثير في مجالات الطيران، والتكنولوجيا خاصةً من خلال مشروع (“ERA”Environmentally Responsible Aviation) والذي أطلقته مديرية أبحاث الطيران بوكالة (ناسا) عام (2009م)، فما تم إنجازه خلال هذا المشروع وضع المديرية في الموقع المناسب؛ حيث جعلها على أُهبة الاستعداد للبدء في أخذ التحديات الخاصة بالمبادرة.
يقول (شين) : «بدون هذا المشروع، لكانت التكنولوجيا على مستويات منخفضة من الجاهزية للتنفيذ، فإنه لابد من القيام ببعض الاختبارات على الأرض أو حتى بعض الاختبارات على النماذج الصغيرة للطائرات، فبعد هذا المشروع نحن الآن جاهزين على تطبيق هذه التكنولوجيا مباشرةً على الطائرات التجريبية (طائرات-إكس)، والقيام بالرحلات الجوية الاختبارية. »
وأوضح (شين) أنه باتباع توصيات هذا المشروع (ERA)، سنستطيع توفير ما يُقارب 322 بليون لترًا من الوقود المستخدم في الطائرات من قبل شركات الطيران، أي ما يعادل توفير 255 بليون دولارًا بحلول عام 2050م.
وأضاف (شين) «أنه ربما يظن البعض أن 10 سنوات مدة طويلة لتنفيذ أهداف المبادرة، ولكن بناء وتصميم هذه الطائرات التجريبية يحتاج الكثير من الوقت، فابحسب التكنولوجيا التي نمتلكها الآن هذه هي الفترة الزمنية التي نحتاجها بالضبط لتنفيذ أهداف المبادرة.»
رحب (ديفيد ماك برايد) –مدير مركز (آرمسترونج) لأبحاث الطيران بوكالة (ناسا)– بهذه الأخبار وأكد على استعداد المركز لتقديم الدعم للمبادرة وقال: «يتخصص مركز (آرمسترونج) في الأنظمة المتكاملة، وأعمال الطيران الأساسية المدعومة بالأبحاث العلمية، والتي تعد أساس المبادرة. وأضاف أن هذه المبادرة ستُمكن (ناسا) من استخدام التكنولوجيا الحديثة التي أثبتتها لتقوم بتطبيقها عمليًا على الطائرات التجريبية لاختبارها؛ مما سيزيد الثقة، ويشجع الابتكار في مجال الطيران. وأكد أن الطائرات المستقبلية ستستهلك كميات أقل من الوقود، وتصدر ضوضاءًا أقل، كما ستكون أقل تلويثًا للبيئة؛ مما سيحافظ على ريادة الولايات المتحدة في عالم الطيران، والتي ستستمر إلى أن نصل إلى صناعة طائرات تجارية أسرع من الصوت أكثر كفاءة. »
الطائرات التجريبية (طائرات-إكس) التي يتم تطويرها خلال المبادرة، ستكون تقريبًا نصف حجم الطائرات الأساسية المُنتَجة، على الرغم من أنه ستكون هناك بعض الطائرات أكبر أو أصغر من هذا المقياس. تصميم، وبناء هذه الطائرات سيستغرق عدة سنوات، حيث من المرجح أن تكون هذه المركبات جاهزة للاختبار بحلول عام 2020م اعتمادًا على التمويل، ستضمن هذه الطائرات التجريبية أنواعًا عديدة: كالطائرات ذات الأجنحة المدمجة، طائرات تستغل الطاقة الكهربية، طائرات أسرع من الصوت مزودة بأنظمة خفض للضوضاء الناتجه من اختراق حاجز الصوت.
خلال العِقد الماضي، قامت وكالة (ناسا) وشركائها بدراسة أداء، ومزايا الطائرات ذات الأجنحة المدمجة ، من خلال استخدام أجهزة الكمبيوتر، والأنفاق الهوائية، وبعض النماذج الصغيرة للطائرة.
وقد تمت بعض الاختبارات على إحدى هذه الطائرات التجريبية، وهي الطائرة (إكس-48) وهي طائرة بدون طيار، والتي تعد نموذجًا للطائرات ذات الأجنحة المدمجة، حيث قامت هذه الطائرة التجريبية ببعض الطلعات الجوية التجريبية حول مركز (آرمسترونج).
لذلك فإن وكالة ناسا لديها الكثير من المعلومات عن أداء، ومزايا هذا النوع من الطائرات في الوقت الحالي.

صورة للطائرة التجريبية ذات الاجنحة المدمجة إكس-48 X-Plane "X-48"
صورة للطائرة التجريبية ذات الاجنحة المدمجة إكس-48
X-Plane “X-48”

في التاسع والعشرين من شهر فبراير 2016، قام (تشارلز بولدين) مدير وكالة (ناسا) بإعلان منح اتفاقية لشركة (لوكهيد مارتن) –وهي شركة صناعات جوية، وعسكرية– لتطوير التصميم الأول للطائرة التي تخترق سرعة الصوت بدون إصدار ضوضاء، والتي أُطلق عليها “QueSST” Quiet Supersonic Transport)) حيث متوقع لهذا التصميم أن يخفض جزءًا كبيرًا من الضوضاء الناتجة من اختراق الحاجز الصوتي، مما يجعلها جزء من أهداف المبادرة.
ستعمل المبادرة أيضًا بالتعاون مع شركات الطيران، والمطارات، وإدارة الطيران الفيدرالية (F.A.A) على تطوير الحركة الجوية؛ للتقليل من الانبعاثات الضارة، وخفض الضوضاء الناتجة من الإقلاع، والهبوط المستمر للطائرات؛ ولتوفير أيضًا الوقود إلى أقصى الحدود الممكنة.
ومن جانب آخر ستستمر وكالة (ناسا) في القيام بالأبحاث، واختبار التكنولوجيا الجديدة؛ لتطوير الطائرات التي سيتم التحكم بها ذاتيًا دون الحاجة إلى طيار مع ضمان أقصى درجات السلامة والأمان.

صورة تخيلية للطائرة (QueSST)
صورة تخيلية للطائرة (QueSST)

ترجمة وتصميم: Mohammed Sherif
تدقيق لغوي: Sara Hassan

المصادر

http://sc.egyres.com/lWMEJ

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي