اثناء تواجد الفنانان الهولانديان جيروين كولاهاس jeroen kolhaas و دري آورهاهنDre Urhahn في ريو دي جانيرو Rio de Janeiro لتصوير فيلم تسجيلي عن الحياة في الاحياء الفقيرة التي تكونت من نزوح المزارعين و سكان القري الي المدن الكبري، ليشكلوا مجتمعات آشبه بمدن صغري داخل المدن. تآثر الفنانان بفكرة انشاء هذه الاحياء عن طريق سكانها بدون تخطيط مسبق.
في اخر يوم من التصوير إنتهى بهم الحال في حي فيلاكوازيرو-Vila Cruzeiro الشهير بالعنف و المخدرات و لاحظا أن معظم المباني تبدو غير مكتملة حيث توقف العمل فيها عند مرحلة الطوب العاري ففكر الفنانان ما سيكون شكل هذه المباني اذا تم طلاءها و الرسم عليها كعمل فني عملاق واحد.
شرع الفنانان اولا في وضع تصاميم لذلك و عمل احصائيات بعدد المنازل في المنطقة و متوسط تكلفه تنفيذ المشروع لكنهما سريعًا ما عدلا عن ذلك حيث أن الحي عشوائي للغاية.
لكنهما لم يفقدا الامل و اطلعا صديق لهما يعمل في منظمة غير حكومية على فكرتهما، اعجب الصديق بالفكرة و عرف دري و جيروين على بعض سكان المنطقة من العاملين في البناء و الفنانين المحليين ليساعدهما في التنفيذ.
بدأ الفنانان بطلاء ثلاث منازل باللون الازرق الساطع، فاستاء سكان الحي من اللون حيث انه اللون المميز لأقسام الشرطة المحلية، فرسما على المنازل الثلاثة فتى يلهو بطائرة ورقية و عندما سآل الاطفال في المنطقة أين الطائرة الورقية نفسها ؟ رسمها الفنانان على منزل اخر بآعلى التلة.
لاقى العمل استحسان السكان المحليين و أهتمت به وسائل الاعلام المحلية و العالمية .
عاد الفنانان الي ريو بعد مدة و اختارا مشروع جديد وهو رسم أرض شارع طويل مغطى بالخرسانة، و استعانا لتنفيذ ذلك بفنان الوشوم المحلي روب ادميرال-Rob Admiraal الذى ساعد مع بعض السكان في تغطية الشارع بالكامل بتصميم لنهر ياباني ملئ بآسماك الكوي .استغرق العمل عام كامل انتقل فيه الفنانان للاقامة في الحي نفسه مستغلين الوقت في إنشاء علاقات طيبة مع جميع سكان الحي حتى أنهما عايشا اندلاع حرب جديدة بين تجار المخدرات و الشرطة، يقول دري«ان الوقت الذي قضياه في الحي كان أهم من العمل الفني ذاته»
بعد الإنتهاء من العمل في مشروع النهر الياباني عاد الفنانان للتفكير في طلاء الحي بالكامل، لكنهما وضعا تصميمات أسهل ليكون من السهل العمل على تنفيذها من السكان أنفسهم، بداية بميدان في حي سانتا مويرتا-Santa Marta الذي تحول خلال شهر واحد إلى عمل فني بواسطة سكانه انفسهم.
بعد ذلك تمت دعوة الفنانين لتنفيذ نفس المشروع في جنوب فلاديلفيا، و الذي يعد من أفقر الاحياء في الولايات المتحدة الامريكية.استغرق المشروع عامان ولاقى نجاحًا كبيراً، بعدهما عاد الفنانان لمشروعهم الأصلي في حي فيلا كوازيرو.
و واجها نفس الأسئلة التي لم يستطيعا الاجابة عليها من قبل من جهات التمويل، عدد المنازل و التكلفة المتوقعة و العمالة اللازمة. و بعد التفكير قرر الفنانان تجريد المشروع من هذه الأسئلة و العقبات و التعلم من طريقة بناء الحي نفسه، عشوائيًا و عن طريق السكان انفسهم.
و هذا ما يعمل عليه الفنانان في الوقت الحالي، طلاء جميع مباني فيلاكوازيرو عن طريق الفنانين و البنائين المحليين بمساعدة السكان و بتمويل حر عن طريق التبرعات. و مع نجاح المشروع تم تكرار التجربة في بلدان و احياء اخرى كمدينة باتشوكا المكسيكيه_Pachuca لنرى كيف يمكن إستخدام الفن واللون كأداة لإلهام وخلق الجمال و استعادة روح الانتماء و التكامل المجتمعي حتى في ظل البيئات الفقيرة و العنيفة و العشوائية.
اعداد: دينا فوزي
تصميم: Ayman Samy
مراجعة: Mohamed S. El-Barbary
مصادر: