أدب المراسلات في العصر الحديث

أدب المراسلات في العصر الحديث

الرسائل فب الأدب العربي الحديث

عندما كان القلم هو رسول القلوب والكلمة هي الوحي الذي ينزل عليها فيملؤها إيمانًا ويقينًا، وكان وحده القادر على ضخ الدماء في الأقلام فتكتب وتكتب وتلقي بكل ما في جعبة العاشق على الأوراق في صورةِ رسالةٍ حيةٍ تنبض بالأشواق والصبابة والحنين. كانت الرسائل تعد مدخلًا رئيسيًا من مداخل شخصيات الكثير من الأدباء، حيث عبروا بها عن تلك المناطق التي كانت مظلمة وأضاءت عتمتها شعلةُ الحب، فتقاس قيمة الرسائل الخاصة بصدقها، لأنها تُكتب بمداد القلب، بكل بساطة إذ يستسلم الكاتب إلى مشاعره الحقيقة بلا تكلف أو مواربة.

«والرسائل تعرفنا إلى الأشخاص لا إلى الإنتاج الأدبي، وهذا هو سر قيمتها وروعتها، فإننا نجد عظماءنا على حقيقتهم، ذلك أنه عندما يكتب رجلٌ إلى صديقه أو أبيه أو إبنه، لا يتخذ شخصيةً تخالف حقيقته» كما يقول بروفيسور (ستارلينج) أستاذ الأدب الإنجليزي بكلية الآداب بمصر سابقًا.

وكانت الرسائل أوراقًا متفرقة فيها ودائع العمر، «يموت عنها الإنسان ولا تسخو نفسه أن تموت قبله، ولا تُنقل إلى حيث تفتح وتقرأ في مدخل كل أرض مطروقة، كما لا تودع عند أحد، فلا موئل لها أكرم من التمزيق أو نار الحريق» كما يقول العقاد. (1)

على الرغم من وجود الكثير من الرسائل المنشورة، فإن ما نُشر من رسائل الأدباء يعد ضئيلًا مقارنةً بما لم يُنشر، لأن تلك الرسائل تحتوي على أسرار لا يجوز إفشاؤها، لما يسببه نشرها من حرج لمرسلها، علاوة على أن معظم الأدباء يرون أن نشر المؤلفات وتدبيج المقالات أهم من نشر الرسائل التي قد يجلب عليهم بعض المشكلات مع أصدقائهم ولا تعود بالفائدة على القارئ.

ولم تقتصر رسائل الأدباء على رسائل الشوق والحب والرسائل إلى الحبيبة، وسنورد في الأسطر القادمة بعض النماذج من رسائل بين أدباء وأصدقائهم حيث تناولت الحديث في شتى المجالات، وكانوا بها يفضون بما يجول في صدورهم سواء كانت أحداث يومية أو أحزان خفية، أو مجرد بوح بأسرار شخصية. مثلما تناولت رسائل الرافعي مع تلميذه محمود أبو رية، أو رسائل جمال الغيطاني إلى صديقه.

 

«وأحبُّ أن أعلمكم -وحدكم- أنّ كتابَ «المساكين» لا يزالُ منه فصلٌ لمّا يكتبْ، لأنّ الأشهرَ الماضيةَ كانت كثيرةَ الأمراضِ عليَّ كما أعلمتكم من قبلُ، وأمراضي كلّها عصبيةٌ وقد ترادفتْ منذُ فرغتُ من الجزءِ الثاني من «التاريخِ»، لأنّي تعبتُ فيهِ إلى أقصى ما يتحمّلُ جسمي وعقلي.
ولذلك تراني أكتبُ يومينِ أو ثلاثة، ثمّ أضطرُ إلى تركِ الكتابةِ عشرة أيّامٍ أو أكثر، مع أنّ جسمي  -والحمد لله- غيرُ ضعيفٍ ولكن أعصابي قد تأثرتْ من دماغي كثيرًا، ذكرتُ لكم كلَّ هذا لكيلا تستعجلوا ب«المساكين» ولا تسأموا الانتظارَ». الرافعي لتلميذه أبو رية. (2)

 

«أما بعد
اعلم يا أخي الحميم، أيدك البارئ الكريم بمددٍ من عنده، أنني ما أقدمت على البوح لك إلا بعد انقضاء مدى، وما شرعت إلا بعد تعاقب أحوال شتى صعب علي كتمانها اقترن فيها قربي ببعدي، واتصالي بانفصالي، وخلف أمري بتوفيقه، وتبادلت جهاتي المواقع، حتى قوي علي الشك أن ما جرى، جرى، خاصة مع تزايد الحضور بغير كينونة ملموسة، وتكرار الظهور بغير معاينة محسوسة، بعد انزواء جل العلاقة في مجرد عبق خفي مستور بالحجب». (3)

 

إن الرسائل منذ القدم كانت مادةً خصبة لعددٍ كبيرٍ من الأدباء، أدباء الغرب وأدباء الشرق الذين أودعوا الكثير من آرائهم المنطلقة وثقافتهم اللغوية الواسعة في رسائل خاصة.

يقول البروفيسور (ستارلنج): «إن دراسة رسائل العظماء تبعث في النفس متعة كبيرة فقليل منا يكتب قصصًا أو روايات أو قصائد ولكنا جميعًا نكتب رسائل».

 

مبدأ عدم جواز إفشاء الرسائل

ولعل المُطلع على تلك الرسائل وما تحويه أحيانًا من أدق التفاصيل  وفي بعض الأحيان حَوَتْ شهوات ورغبات وأوصاف والكثير مما يعجب له القارئ أن يُنشر بتلك السهولة، لذا هل كان نشر الرسائل مشروعًا؟

إن الرسائل عبارة عن أشياء منقولة قابلة للتملك، وتكون الرسالة ملك المرسل ما دامت في البريد، حتى إن أنظمة البريد تسمح لصاحب الرسالة أن يستردها قبل وصولها للمرسل إليه وتنقطع ملكيته لها منذ اللحظة التي تسلم فيها للمرسل إليه.

إن الرسالة تصبح ملكًا للمرسل إليه منذ تسلمها، وله ملء الحق في تمزيقها وإحراقها، ولا يحق للمرسل أن يرغمه على إرجاعها إليه، ولا يحق له أن يتقدم بالشكوى والمطالبة بالعطل والضرر بسبب إحراق رسالته أو تمزيقها أو عدم إعادتها، وحق المرسل إليه في ملكية الرسالة يقوم على مبدأ الحيازة وتنطبق عليه القاعدة القائلة: «إن المال المنقول ملك حائزه».

على أن المعضلة تبدأ عندما نريد أن ننظر في مدى الملكية التي يتمتع بها متسلم الرسالة أمطلقة هي هذه الملكية؟ أيستطيع متسلم الرسالة أن يتصرف بها تصرفًا تامًا؟ أم أن حقه محدود ومقيد؟

 

متعة أدبيّة أم «فضيحة»؟

لقد أجمع الفقهاء والمشرعون على أن حق متسلم الرسالة ليس مطلقًا، وإنما هو خاضع إلى قيود مختلفة ومن أبرز هذه القيود أن متسلم الرسالة لا يستطيع نشرها بدون إجازة من صاحبها، وهنا يتحتم علينا أن نبحث عن أسباب هذا التقييد ومصدره.

إن أول سبب يعلل به الفقهاء عدم جواز نشر الرسالة بدون إذن صاحبها هو مبدأ «عدم جواز إفشاء السر» وهو ما يسمونه «حق كتم السر»، فهم يقولون إن صاحب الرسالة لم يرسلها إلى مستلمها إلا تحت شرطٍ مضمر، وهو عدم إذاعتها، فلا يجوز للمرسل إليه أن يفشي لصاحبه سرًا أ و يهتك له سترًا لأنه أمانة. (1)

تقول الرواية إن شابًا فقيرًا، وبعد هجر حبيبته له، كان يأتي كل يوم لينتحب أمام تمثال القديس «فالانتين» طالبًا منه المساعدة ليسترد حبيبته. ظل على هذه الحال طوال أشهر، ولسان حاله أمام التمثال يقول: «يا شفيع المحبين، أعد لي حبيبتي». مع الوقت تعب القديس منه فنطق التمثال قائلً: «يا بني أرجوك امضِ من هنا، لا تكلمني أنا، اذهب واكتب إليها رسالة».

لذلك عكف الأدباء على التعبير عما ينطوي بداخلهم عن طريق الرسائل، ولنذكر على سبيل المثال وليس الحصر أدباء الشرق الذين تنوعت رسائلهم بين أشجانٍ وأحزان، وغضبٍ وعتب، ووجدٍ وفقد. أشهر تلك الرسائل كانت رسائل الرافعي لفراشة الأدب مي زيادة، ورسائل أنسي الحاج وغادة السمان، ورسائل مي زيادة والعقاد، ورسائل غسان كنفاني وغادة السمان، ورسائل جبران خليل جبران لمي زيادة محبوبته التي هام بها حبًا طيلة 20 عامًا دون أن يراها.

 

أوراق الورد رسائلها ورسائله

لم تكن رسائل الرافعي ومي مجرد كلمات، بل هي شذرات من نور، حوت كل معاني العشق من شوق وتدلل وعتاب واستعطاف، حيث قال عنها محمد سعيد العريان: «من أراد أوراق الورد على أنه قصة حب في رسائل لم يجد شيئًا، ومن أراد رسائل وجوابها في معنى خاص لم يجد شيئًا، ومن أراد تسليةً وإزجاءً للفراغ لم يجد شيئًا، ومن أراده نموذجًا من الرسائل يحتذيه في رسائله مع من يحب لم يجد شيئًا، ومن أراده قصة قلب ينبض بمعانيه على حاليه في الرضى والغضب، ويتحدث بأمانيه على حاليه في الحب والسلوان.. وجد كل شيء». (4)

«وأما قبل، فقد كنتِ موجودة معي ولكنكِ ضائعة فيَّ، إذ كنا من وراء الشكل الإنساني كالعطر والنسمة الطائفة به.

وكنتِ أمامي ولكني أحتويكِ، وما أدري كيف كنت مملوءًا بكِ وأنتِ أمامي؟

وكنا نتكلم ولكن ألفاظنا تتعانق أمامنا ويلئم بعضها بعضًا من حيث لا تراها إلا عيناي وعيناكِ.

وكنت أقطف الحياة بالتنسم من هواء شفتيكِ، وكأن هذه الأنفاس هي فرع ممدود من شعاع الشمس في روحي» الرافعي العاشق إلى الآنسة مي. (4)

 

«لي بك ثقة موثقة وقلبي الفتيُّ يفيض دموعًا
سأفزع إلى رحمتكَ عند إخفاق الأماني
وأبثك شكوى أحزاني.. أنا التي تراني طروبة طيارة
وأحصي لك الأثقال التي قوست كتفي.. وحنت رأسي
منذ فجر أيامي

أنا أسير محفوفة بجناحين.. متوجة بأكاليل!

وسأدعوك أبي وأمي.. متهيبة فيك سطوة الكبير وتأثير الآمر

وسأدعوك قومي وعشيرتي.. أنا التي أعلم أن هؤلاءِ ليسوا دوامًا بالمحبين
وسأدعوك أخي وصديقي.. أنا التي لا أخ لي ولا صديق
وسأطلعك على ضعفي.. واحتياجي إلى المعونة
أنا التي تتخيل في قوة الأبطال
ومناعة الصناديد!

وسأبين لك افتقاري إلى العطف والحنان.. ثم أبكي أمامك وأنت لا تدري
وسأطلب منك الرأي والنصيحة عند ارتباك فكري واشتباك السبل
وإذ أسيء التصرف وأرتكب ذنبًا.. سأسير إليك متواضعة واجفة
في انتظار التعنيف والعقوبة.. وقد أتعمد الخطأ
لأفوز بسخطك علي فأتوب على يدك وأمتثل لأمرك!
وسأصلح تحت رقابتك المعنوية مقدمة لك عن أعمالي
حساباً لأحصل التحبيذ منك أو الاستنكار فأسعد الحالين
سأوقفك على حقيقة ما ينسب إليَّ من آثام
فتكون لي وحدك الحكم المنصف.

وما يحسبه الناسُ لي فضلًا وحسنات فسأبسطه
أمامك فتنبهني إلى الغلط فيه والسهو النقصان.

ستقومني وتسامحني وتشجعني وتحتقر المتحاملين والمتطاولين لأنك
تقرأ الحقيقة منقوشة على لوح جناني
كما أكذِّب أنا وشاية منافسيك وبهتان حاسديك
ولا أصدق سوى نظرتي فيك وهي أبر شاهد
كل ذلك وأنت لا تعلم!» (4)

 

غادة السمان.. بين أنسي وغسان

الرسائل التي أثارت موجةَ جدلٍ بين ساخطٍ على غادة ومدافعٍ عنها، فقد رأى الساخطون أن من الغريب أنها لم تنشر تلك الرسائل إلا بعد رحيل أصحابها، سواء غسان كنفاني أو أنسي الحاج، ما فتح الشكوك تجاه صحة تلك الرسائل، كما أنها لم تنشر ردها على تلك الرسائل بداعى أن رسائلها لغسان فقدت، أو أنها لم تكن ترد من الأساس فى إشاراتها لرسائل أنسي الحاج، بل وسببت عند نشر رسائل أنسي أذًى كبيرًا لعائلته وخدش صورة «المثقف الثوري» التي عمل بجهد من أجل تكريسها.

بينما رأى المدافعون عنها أن للرسائل التي تنشر بعد موت أصحابها أهمية في التعرف إلى حقيقة الشخص، وتعتبر ذات أهمية كبيرة حتى لو لم تواز أعماله الأدبية الأخرى جودة. وفي المقابل، نجد رسائل أخرى مكتوبة بعمق وحرفة، تجعلنا نتخيّل صاحبها وهو يرى أنها منشورة على الملأ، وفي ذلك تكمن تلك الرغبة الدفينة في سعي الإنسان للخلود.

وكان من ضمن رسائل غسان لغادة: «لا تكتبي لى جوابًا. لا تكترثي، لا تقولي شيئًا، إننى أعود إليكِ مثلما يعود اليتيم إلى ملجأه الوحيد، وسأظل أعود، أعطيكِ رأسي المبتل لتجففيه بعد أن اختار الشقي أن يسير تحت المزاريب». (5)

« لم أقع في الحب، لقد مشيت إليه بخطى ثابتة، مفتوحة العينين حتى أقصى مداهما، إني واقفة في الحب، لا واقعة في الحب، أريدك بكامل وعيي» غادة عن غسان. (5)

 

جبران أسيرًا لزيادة

الحب الذي نشأ ما بين اثنين ودامت العاطفة بينهما زهاء عشرين عامًا، دون أن يلتقيا إلا في عالم الفكر والروح والخيال. كان جبران خليل جبران في مغارب الأرض مقيمًا في أمريكا، وكانت مي زيادة في مشارقها في القاهرة. لم يكن حب جبران وليد نظرة، بل كان حبًّا نشأ ونما عبر مراسلة أدبية طريفة ومساجلات فكرية وروحية ألفت بين قلبين وحيدين وروحين مغتربين. ومع ذلك كانا أقرب قريبين وأشغف حبيبين.

ولدى التأمل في بعض الرسائل يتضح أن الصلة ما بين جبران ومي قد توثقت شيئًا فشيئًا لأن لهجته في مخاطبتها تدرّجت من التحفظ إلى التودد، ومن الإعجاب إلى صداقة حميمة، ومن ثمَ إلى حب. وعام 1919 بلغ ذروته حتى عكرت صفوه سلسلة من الخلافات بينهما التي عبّر عنها جبران مرةً على أنها: «هي معاكسات التي تحوّل عسل القلب إلى مرارة».

والغريب حقًّا في هذه الصلة تأرجحها ما بين الحب الجامح والفتور، بين التفاهم التام الذي كان يضفي عليهما شفافية روحية تغمرهما بالسعادة، وبين سوء التفاهم الذي كان يؤلمهما ويؤدي إلى القطيعة أحيانًا. ولكن شدة ولع كل منهما بالآخر كانت تدفعهما للتصالح مجددًا في كلِّ مرة.

 

«عزيزتي الآنسة مي،
لقد أعادت رسالتك إلى نفسي ذكرى ألف ربيع وألف خريف وأوقفتني ثانية أمام تلك الأشباح التي كنا نبتدعها ونسيرها موكبًا إثر موكب. تلك الأشباح التي ما ثار البركان (يقصد بذلك الحرب العالمية الأولى) في أوروبا حتى انزوت محتجبة بالسكوت، وما أعمق ذلك السكوت وما أطوله. هل تعلمين يا صديقتي أنني كنت أجد في حديثنا المتقطع التعزية والأنس والطمأنينة؟ وهل تعلمين بأنني كنت أقول لذاتي هناك في مشارق الأرض صبية ليست كالصبايا قد دخلت الهيكل قبل ولادتها ووقفت في قدس الأقداس فعزمت السر العلوي الذي اتخذه جبابرة الصباح، ثم اتخذت بلادي بلادًا لها وقومي قومًا لها؟ هل تعلمين بأنني كنت أهمس هذه الأنشودة في أذن خيالي كلما وردت علي رسالة منك؟» من جبران لمي. (6)

ورغم تطور تلك العلاقة على مدار أعوام طوال، فإن مي لم تجرؤ على مصارحة جبران بما يختلج بصدرها إلا بعد مرور 12 عامًا على تراسلهما، فمن إحدى الرسائل المتبادلة بينهما رسالة مي لجبران:

«جبران،
لقد كتبت كل هذه الصفحات لأتخير كلمة الحب، إن الذين لا يتاجرون بمظهر الحب ينمي الحب في أعماقهم قوة ديناميكية رهيبة.
ما معنى هذا الذي أكتبه؟ إني لا أعرف ماذا أعني به؟ ولكني أعرف أنك محبوبي وأني أخاف الحب، أقول هذا مع علمى بأن القليل من الحب كثير.. الجفاف القحط واللاشيء بالحب خير من النذر اليسير كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا.. وكيف أفرط فيه؟ لا أدرى.. الحمد لله أنني أكتبه على ورق ولا أتلفظ به.. لأنك لو كنت حاضرًا بالجسد لهربت خجلًا بعد هذا الكلام.. ولاختفيت زمنًا طويلًا، فما أدعك تراني إلا بعد أن تنسى.. حتى الكتابة ألوم نفسي عليها أحيانًا لأني بها حرة كل هذه الحرية» من مي إلى جبران. (6)

وليس عجيبًا أن تنتهي قصة حبهما كمثيلاتها من قصص الحب الأسطورية بالفراق، فقد فجعت بموته عام 1931 وعبرت عن حزنها العميق عليه مصّورة غربتها وغربته في الوجود بعبارات موجعة قالت فيها:

«حسنًا فعلت بأن رحلت! فإذا كان لديك كلمة أخرى فخيرٌ لك أن تصهرها وتثقفّها، وتطهرها لتستوفيها في عالم ربما يفضل عالمنا هذا في أمور شتى…»

استبد الحزن بمي زيادة وعاشت في غمرة الأحزان تمزّقها الوحدة والوحشة. فبعد فقده أصيبت بانهيار عصبي، تبعه تدهور في صحتها.

اصطحبت مي رسائل جبران معها إلى لبنان، وكانت تلجأ إليها على انفراد حين يشفّها الوجد، وتتأمل في صورة لجبران كتبت بخطها عليها: «وهذه مصيبتي منذ أعوام».

شارك المقال:
0 0 votes
Article Rating
1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي